فن

فيلم “راضية” يغادر القاعات سريعا أمام هيمنة الكوميديا التجارية

فيلم “راضية” يغادر القاعات سريعا أمام هيمنة الكوميديا التجارية

لم يستطع فيلم “راضية” من إخراج خولة أسباب بن عمر، الصمود بالقاعات السينمائية، إذ لم يعرض سوى أيام قليلة بخلاف عدد من الأعمال، إذ تم سحبه من قائمة الأفلام التي تبث حاليا بالشاشات الكبرى بمختلف المدن المغربية.

ولا يُقبل الجمهور المغربي على اختيار هذه الأصناف من الأعمال السينمائية، التي تتناول مواضيع درامية أو اجتماعية باختلاف الزاوية المعالجة، مقارنة بنظيرتها الكوميدية التي تحمل طابعا تجاريا، إذ إن هذه الأخيرة تُعمر طويلا وتتصدر شباك التذاكر.

ولم يُعرض فيلم “راضية” في القاعات السينمائية المغربية سوى أيام قليلة، رغم معالجته قصة درامية وتأملية لامرأة تسعى إلى التحرر من أثقال الماضي واستعادة ذاتها.

ويمتد فيلم “راضية” على مدى ساعة وعشرين دقيقة، ليقدم قصة امرأة تنطلق في رحلة تحاول فيها التحرر من الأعباء النفسية والعاطفية التي أثقلت كاهلها، ويُروى العمل من خلال صوتين نسائيين رئيسيين، هما “راضية” و”عائشة”، إذ تعيد كل واحدة منهما النظر في اختياراتها وعلاقتها بذاتها وبالعالم من حولها.

ويشارك في هذا الفيلم الذي تولت خولة أسباب بن عمر إخراجه وكتابة السيناريو الخاص به، كل من صونيا الملاح، وحفصة الطيب، وكريم بولمال، وإدريس رشيد الحلو، وحنان ولاد بن موسى، وغيرها من الأسماء الفنية.

وتكلف رؤوف الصباحي بإنتاج هذا الفيلم، الذي لم ينجح في شد انتباه الجمهور وإقناعه بمشاهدته، رغم أنه سبق عرضه في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، قبل أن يصل إلى القاعات السينمائية المغربية.

ويعد “راضية”، ثاني فيلم روائي طويل في مسيرة المخرجة خولة أسباب بن عمر، بعد إصدار فيلمها الأول في سنة 2017 تحت عنوان “نور في الظلام”.

وفي الوقت الذي غادر فيه فيلم “راضية” القاعات السينمائية مبكرا، يصمد فيلم “مايفراند” الذي تولى إخراجه رؤوف الصباحي، وصدر بالقاعات السينمائية منذ أربعة أشهر، لكونه ينتمي إلى فئة الأعمال الكوميدية التجارية، وتضم مجموعة من الممثلين الذين يراهن عليهم لجذب الجمهور.

ويعرض فيلم “مايفراند” قصة شاب يرتبط عن بعد بفتاة أمريكية، ويطمح للقاء بها في المغرب حتى يستطيع الهجرة معها، لكن هذا الشاب الذي يجسد دوره يسار يجد نفسه في قلب أزمة كلما اقترب من تحقيق حلم الهجرة إلى أن يعبث مع “مافيا” فيجد نفسه في ورطة.

وما يزال فيلم “روتيني” صامدا بالقاعات منذ شهر يناير الماضي، والذي يحكي عن نورا (مجدولين إدريسي)، وهي ربة منزل، تقرر مشاركة يومياتها في وسائل التواصل الاجتماعي، لتقع في مواقف تحول حياة عائلتها إلى كابوس، وهذه السيدة متزوجة من عبد الواحد (عزيز دادس)، وهو محام يجد نفسه في السجن.

ويُعرض في القاعات السينمائية فيلم “البوز” أيضا الذي يضع تفاهة الويب والشهرة المزيفة دون تقديم أي محتوى هادف تحت المجهر، وينبش في ظاهرة “البحث عن الشهرة” بطرق غير أخلاقية، حيث إن الفيلم يندرج ضمن خانة الأعمال الاجتماعية، وتتخلله أجواء غنائية.

ويستمر فيلم “دجاك بوت” في العرض أيضا بالقاعات السينمائية، إذ يرصد تحولات يعيشها ثلاثة شبان من حي شعبي، ينتقلون من حياة بسيطة إلى عالم الشهرة والربح السريع عبر الإنترنت، بفضل مؤثرة تقترح عليهم توثيق يومياتهم على منصات التواصل، إذ مع تصاعد النجاح، ينخرطون في المضاربات الرقمية بتأثير من شخصية غامضة، لينقلب مسارهم نحو التورط في قضايا تمس بالأمن المالي، وتبدأ الشرطة في ملاحقتهم.

ويُعرض في القاعات السينمائية حاليا أيضا فيلم “المسخوط” للمخرج عبد الإله زيراط، والذي يسلط الضوء على الخلافات الأسرية وتداعياتها، ويناقش الفجوة التي تنشأ بين الأجيال نتيجة اختلاف وجهات النظر بين الآباء والأبناء، إذ يرى كل جيل الواقع من منظور مختلف.

ويطرح الفيلم مجموعة من التحديات الاجتماعية داخل الأسرة، مع التركيز على أهمية تبني مقاربة بناءة تفتح المجال لحوار صحي ومتوازن بين أفراد العائلة، متناولا موضوع القطيعة بين الشباب وأسرهم، وما تخلفه من فجوات في الفهم والتواصل بين الأجيال، وذلك في قالب كوميدي يحمل رسائل ومواقف ساخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News