مجتمع

غضب مزارعي “الكيف” بتاونات بسبب عدم صرف مستحقات محاصيلهم

غضب مزارعي “الكيف” بتاونات بسبب عدم صرف مستحقات محاصيلهم

يسود غضب واسع في صفوف مزارعي “الكيف” بدواوير تابعة لدائرة اغفساي إقليم تاونات بسبب عدم أداء شركتين لتثمين منتوجات القنب الهندي المقابل المادي للمحاصيل التي تسلمتها خلال الموسم الفارط.

وبينما تتم مطالبة الفلاحين بتسليم محصول هذه السنة، يتشبث عشرات المتضررين بضرورة أداء مستحقاتهم للموسم السابق، قبل استمرار أي معاملات مستقبلية مع الشركات المذكورة، عن طريق التعاونيات التي ينتظمون داخلها.

وتنقل مزارعو “الكيف”، خلال هذا الأسبوع، عشرات الكيلومترات من اغفساي إلى مركز مدينة تاونات لتنفيذ وقفة احتجاجية أمام عمالة إقليم تاونات، داعين إلى تدخل السلطات لإجبار المستثمرين بالشركتين على أداء مستحقات الفلاحين.

وأفادت المصادر أن مصالح العمالة تواصلت مع التعاونيات والفلاحين وتدخلت من أجل عقد اجتماع عاجل مع المستثمرين المعنيين بالاحتجاج بغية بحث الحلول الممكنة لصرف مستحقاتهم في أقرب الآجال.

وأكد الفلاحون المتضررون أنهم سبق أن طرقوا أبواب الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، غير أن مسؤولين بهذه الأخيرة أخبروهم أنه ليس من صلاحيات الوكالة التدخل في الموضوع، داعين إياهم للجوء إلى القضاء ضد الشركات المعنية.

وأفادت مصادر من بين الفلاحين، في حديث لجريدة “مدار21″، أن حوالي 18 تعاونية تضم عشرات الفلاحين تضررت من إحدى الشركات التي تماطلت في أداء مستحقاتهم المالية.

وحول حجم المستحقات التي بذمة الشركات، أوردت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن مستحقات تعاونية واحدة تناهز مليار ونصف مليار سنتيم، ما يعني أن الحجم الإجمالي للواجبات المالية يقدر بملايير السنتيمات.

وأشارت المصادر إلى أن عدد المتضررين كبير ويشمل عددا مهما من دواوير الإقليم، ذلك أن حجم المحتجين الذين تنقلوا لعمالة تاونات لإبداء استيائهم لا يمثلون حتى ربع عدد المتضررين، ما يحيل على إمكانية خوض احتجاجات أكبر في القادم من الأيام في حال عدم الاستجابة للمطالب.

ويشتكي المتضررون من صعوبة أوضاعهم المادية نتيجة عدم أداء مستحقاتهم المالية، وذلك بعدما تراكمت عليهم الديون في غياب مصادر دخل أخرى، حيث يؤكد محتجون أنه سيصعب عليهم تأمين واجبات التحاق أبنائهم بالمدارس خلال الموسم الدراسي القادم، إضافة إلى أن كثير منهم يعيشون أوضاع اجتماعية صعبة.

وتشير المصادر إلى أن الفلاحين الذين اختاروا الاشتغال بطرق قانونية ضمن تعاونيات وتسليم محاصيلهم للشركات لتثمينها قصد استخدامها بإنتاج الأدوية ومواد التجميل أصيبوا بخيبة أمل كبيرة بعدما وجدوا أنفسهم وسط أزمة اجتماعية إثر عدم صرف مستحقاتهم.

ومن المنتظر عقد اجتماعات مع الشركات المعنية قصد بحث أسباب عدم التزامها بصرف مستحقات الفلاحين المتضررين، خاصة وأن التلويح بعدم تسليم محاصيل هذه السنة قد يؤدي إلى إفلاس الشركات المذكورة وإهدار فرص الشغل التي توفرها، مما قد يؤثر على مستقبل تقنين منتجات القنب الهندي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News