مهرجان “الراي للشرق” يُغرِق في “الالتباس” بنسخة “شاردة”

في وقت ساد انطباع أن المهرجان الدولي للراي قد عاد من جديد بعد توقفه عند آخر دورة سنة 2019، وذلك من خلال مهرجان “الراي للشرق” الذي رُوج له على أنه نسخة 2025، مستغلين إشعاع التظاهرة التي كانت تحظى بشهرة واسعة وتستقطب أبرز فناني الراي، اكتفى مدير المهرجان بالتأكيد أن هذه النسخة تعد “دورة 2025” دون أي توضيح حول ما إذا كانت تظاهرة فنية جديدة أم استمرارا للنسخ السابقة.
وأغفل منظمو المهرجان في البلاغات الصادرة عنهم، الإشارة بشكل صريح إلى كونها الدورة الأولى، في محاولة لاستغلال الإشعاع الذي كان يتمتع به مهرجان الراي طيلة 13 سنة، قبل أن يتوقف مع توقف الأنشطة الفنية سنة 2019.
وكان الفنان عبد الحفيظ الدوزي قد صرح بدوره للجريدة قائلا: “المهرجان توقف لمدة طويلة، لكن عودته هذه السنة ستفتح لي ولزملائي المجال للقاء مع الجمهور الوجدي”، ما يشير إلى وجود خلط لدى الفنانين والجمهور بشأن طبيعة هذه الدورة.
وفي اتصال هاتفي مع مدير التظاهرة الجديدة، جمال حدادي، تمسك بعدم توضيح هذه المسألة وفضل الإبقاء على الغموض، مكتفيا بالإشارة إلى أنها “نسخة 2025″، رغم أن أي تظاهرة ترتبط عادة بعدد دوراتها.
وعن ما إذا كانت هذه الدورة مرتبطة بدورات سابقة من مهرجان الراي، أم أنها نسخة أولى من تظاهرة جديدة تهتم بالراي، شدد حدادي قائلا: “هذه ليست نسخة أولى، هذه نسخة 2025 لمهرجان الراي للشرق”.
وأضاف: “لا أريد الخوض في تصريحات متناقضة”، مكتفيا بالقول: “إنه مهرجان الراي للشرق، نسخة 2025″، دون تقديم أي توضيح آخر.
يُذكر أن آخر دورة لمهرجان الراي أقيمت سنة 2019، ولم يُستأنف تنظيمه رغم استعادة باقي الأنشطة الثقافية والسينمائية لزخمها بمدينة وجدة، ليتم تدشين تظاهرة جديدة بمنظمين جدد، مع تغيير طفيف في اسمه من “المهرجان الدولي للراي” إلى “مهرجان الراي للشرق”.
ولم يقتصر الغموض على مسألة “التنظيم” فقط، بل شهد المهرجان أزمة بسبب ما وُصف بـ”فضيحة بيع بطاقات أو شارات خاصة بالصحفيين داخل مجموعات فيسبوكية، مقابل مبالغ مالية”، إذ أثارت هذه الخطوة استنكارا واسعا في أوساط المتابعين للشأن الثقافي وعدد من الصحافيين، الذين حملوا المسؤولية للجهاز المكلف بطباعة هذه البطاقات، متهمين إياه بالاتجار فيها لتحقيق أرباح غير مشروعة.
ورصدت الجريدة عشرات المنشورات داخل مجموعات محلية على فيسبوك، تعرض بطاقات مخصصة للصحافيين للبيع، وهي بطاقات تخول لحامليها الولوج إلى المنصة الأمامية، إلى جانب أصحاب التذاكر الخاصة بالمنصة الشرفية.
ورغم أن عددا من الصحافيين الذين يغطون الحدث، أكدوا وجود عشوائية في تغطية الحدث، ومنح هذه الشارات لغير الصحافيين، تشبث مدير المهرجان في تصريح سابق للجريدة بنفيه هذه المزاعم، مؤكدا أن العملية تمت وفق معايير وشروط صارمة، من بينها ضرورة توفر الصحافي على بطاقة مهنية صادرة عن المجلس الوطني للصحافة.
ووصف مدير مهرجان الراي للشرق ورئيس اللجنة الثقافية بولاية جهة الشرق، جمال حدادي، هذه الاتهامات التي طالت الجهة المشرفة على التنظيم، بـ”محاولات التشويش”، و”التصرفات الصبيانية”.
لكن مقطع فيديو وثق لحظة ظهور شخص لا ينتمي إلى مهنة الصحافة وهو يحمل شارة “الصحافة”، واقفا إلى جانب مدير المهرجان ويتبادلان أطراف الحديث حول التظاهرة، منتحلا بذلك صفة صحافي، ما أثار موجة من التساؤلات حول الجهات المسؤولة عن هذه العشوائية التي مست بالمهنة، وعلى رأسها الجهة التي منحت لهذا الشخص، المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي بتقديم محتوى “تافه ومسيء للمرأة”، بحسب منتقديه، إمكانية تغطية حدث.