العسري: توحيد أحزاب اليسار في الانتخابات يبدأ بتجاوز الخلافات الشخصية

في الوقت الذي لم تبدأ فيه، إلى حدود اللحظة، تحركات عملية لتفعيل مقترح توحيد أحزاب اليسار في الانتخابات التشريعية المقبلة، دعا الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، جمال العسري، “مكونات أحزاب اليسار المغربي”الرفاق” إلى التعالي عن الخلافات الشخصية وتوفير الشروط اللازمة لإنجاح هذه المبادرة وفي مقدمتها الرغبة المشتركة بعيدا عن الشنآن الذي قد يشوس عليها.
ويواجه التحالف المنشود بين أحزاب اليسار في الاستحقاقات التشريعية المقبلة (2026) تحدياً سياسياً معقداً بحكم الخلاف القائم بين أبرز قطبي اليسار، التقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي، وبشكل أدق، بين قيادتي الحزبين، التي وصلت في مرحلة سابقة حد تبادل الاتهامات والملاسنات بسبب جدل فشل ملتمس الرقابة.
وفي اتصال سابق مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بن عبد الله، أكد أن الباب مفتوح أمام حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن هو أراد ذلك، على حد تعبيره، وهو ما لم ترد عليه قيادة “الوردة” إلى اليوم.
وعند إثارة الخلافات القائمة بين بعض أحزاب اليسار وتأثيرها على نجاح هذا التحالف، أجاب العسري أن “الوقت قد حان من أجل النظر لمصلحة المواطن”، مشيراً في هذا الجانب إلى أنه “يجب أن نبني على ما تبقى من سمعة اليسار المغربي في المجتمع من أجل إنجاح المبادرة”.
ودعا المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، مكونات اليسار من الأحزاب السياسية المغربية إلى “التعالي عن الشخصي في تجسيد للقيم والمبادئ اليسارية التي تعلو عن كل المشاكل التي قد نكون بين هذا الحزب أو ذاك”، مورداً أن “حصول الإرادة والرغبة هي مسألة حسنة في إنجاح هذه المبادرة المحمودة”.
وسجل العسري أن “الاشتراكي الموحد مستعد من أجل العمل لإنجاح هذه المبادرة”، لافتاً إلى أنه “إلى حدود اللحظة لم تتم خطوات عملية وفعلية وميدانية، إلا أن هذا لا يعني أن الاتصالات جارية بيننا وبين الأحزاب السياسية اليسارية من أجل تنزيل ناجح لذا المقترح المهم”.
ولدى سؤاله عن كيفيات تنزيل هذه المبادرة على أرض الواقع وإمكانية تحققها على الميدان في الانتخابات المقبلة، أشار المصدر ذاته إلى أن “الأساسي هو أن تتوفر الرغبة بدايةً لدى جميع الأحزاب السياسية اليسارية المعينية بهذه المبادرة”، مستدركاً أن “الملاحظ أن هذه الإرادة (حاصلة)”.
واعتبر المصدر ذاته أنه “مبدئياً، فإن المرحلة الأولى لهذا التوافق يجب أن تظهر في مشاورات الأحزاب السياسية مع مصالح وزارة الداخلية في إطار ورش تعديل القوانين الانتخابية من خلال الدفاع عن النقاط المشتركة في مذكراتنا من أجل تنظيم انتخابات حرة ونزيهة”.
وفي مرحلة متقدمة، أورد المسؤول الحزبي عينه أنه “لا يستقيم الحديث عن تنسيق بين أحزاب اليسار في الانتخابات المقبلة دون أن نفكر من الآن في إعداد برنامج انتخابي موحد ننزل به إلى المواطنين”، مؤكداً أن “هذه المرحلة أيضا تحتاج إلى توافق موسع بين أحزاب اليسار”.
وبخصوص المبادرة، أوضح العسري أنها “ليست خاصة فقط بحزب التقدم والاشتراكية وإنما جاءت أيضا ضمن الأوراق التي اعتمدها المؤتمر الخامس، حيث دعونا إلى تشكيل جبهة شعبية واسعة، وحتى إن لم يكن ذلك ممكنا أن يتم تشكيل جبهة متوافقة حول قضايا بعينها بما فيها الانتخابات”.
وفي هذا الصدد، أورد السياسي اليساري أنه “في إطار إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل بنسعيد ايدر استدعينا جميع الأحزاب اليسارية كلها، بما في ذلك الاتحاد الاشتراكي وفدرالية اليسار الديمقراطي والنهج الديمقراطي والتقدم والاشتراكية”، مشيراً إلى أنه “تم الاتفاق على فتح حوار وطني وطني وتشكيل جبهة للانتخابات مشابهة للجبهة الشعبية في فرنسا”.