مثير للجدل

مسيرة أيت بوكماز تسائل عمل جهة وجماعة غائبتين

مسيرة أيت بوكماز تسائل عمل جهة وجماعة غائبتين

أي مُستوى من اليأس والقهر يتطلب الأمر ليقرر مواطنون مغاربة التدحرج من على جبالهم الشامخة، لا لشيء إلا ليُذكروا العالم بوجودهم، وحاجتهم الآدمية لأمور تكاد تكون من بديهيات العيش الكريم في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين؟

وعن أي تدبير للشأن العام نتحدث، وعن أي ربط للمسؤولية بالمحاسبة والمساءلة حول التصرف في المال العام؛ حين تعجز جهة بجلالة قدرها عن إصلاح وتهيئة طريق جهوية لفك العزلة عن مواطنين يعيشون على ترابها؟ وتوفير طبيب قار واحد بالمركز الصحي المحلي، وسيارة إسعاف؟

أما مطلب الربط بشبكة الهاتف والإنترنت، وربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب، فتلك قصة مذهلة أخرى، هل حقا يوجد في المغرب المونديالي مواطنون يعيشون محرومين من هذه الخدمات؟

ومن العجائب التي تكاد لا تعثر لها على نظير في غير مغربنا، أن يخرج رئيس جماعة تبانت بإقليم أزيلال، خالد تيكوكين، في طليعة المسيرة الاحتجاجية، وهو ذو المسؤولية الثابتة عن تدبير مرحلة عشر سنوات، سيما وأن من بين المشاريع المتعثرة، التي لو أنجزت كما ينبغي، وفي وقتها، لما رأينا هذه المسيرة، كونها من الاختصاصات الحصرية للجماعة.

الرجل نفسه، الذي يخرج اليوم محتجاً مع المحتجين، يجعل من السياسة في المغرب واحدة من العجائب خصوصا أن حزبه كان في المسؤولية التدبيرية الحكومية لعشر سنوات.

فإذا كانت مسؤولية الحكومية الحالية ثابتة عن الكثير من الالتزامات التي لم تنجز لكن الوضعية الحالية لآيت بوكماز ليست وليدة اليوم ولكنها نتيجة لتراكمات، يوجد طبعا منها تدبير العدالة والتنمية سواء على المستوى الحكومي أو المحلي.

رئيس الجماعة هذا تحفظ له ذاكرة الكاميرا البرلمانية أنه انتفض في وجه رئيس الحكومة السابق المنتمي لحزبه ضد سياق “متسم بالقساوة” على حد تعبيره، ودعا لإقرار قانون خاص بالجبل ونبه لمعاناة شباب المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News