فضيحة بيع بطائق الصحفيين تطيح بتنظيم مهرجان الراي في وجدة

ألمَّ بمهرجان الراي، الذي يُنظم بمدينة وجدة، خلل أساء إلى تنظيمه وأثار شبهات حول وجود اختلالات وفضائح لا تليق بسمعة تظاهرة تُعد واجهة للبوابة الشرقية للمملكة، ففي الوقت الذي كان يُنتظر أن تُكلل عودة مهرجان الراي، في حلة جديدة، بعد سنوات من الغياب الفني للحدث الأصلي، بإشعاع ثقافي وفني بارز، قوبلت بفتور واضح وغياب الألق، مما سلط الضوء على محدودية بريق هذه الدورة.
ولم تمضِ سوى ساعات قليلة على انطلاق فعاليات مهرجان الراي، حتى تفجرت فضيحة تتعلق ببيع بطاقات خاصة بالصحفيين داخل مجموعات فيسبوكية، مقابل مبالغ مالية، إذ لتثير هذه الخطوة استنكارا واسعا في أوساط المتابعين للشأن الثقافي وعدد من الصحافيين، الذين حملوا المسؤولية للجهاز المكلف بطباعة هذه البطاقات، متهمين إياه بالاتجار فيها لتحقيق أرباح غير مشروعة.
ورصدت الجريدة عشرات المنشورات داخل مجموعات محلية على فيسبوك، تعرض بطاقات مخصصة للصحافيين للبيع، وهي بطاقات تخول لحامليها الولوج إلى المنصة الأمامية، إلى جانب أصحاب التذاكر الخاصة بالمنصة الشرفية.
وفي تواصل للجريدة مع عدد من الصحافيين الذين يغطون الحدث، عبروا عن استيائهم من هذه الفضيحة، إضافة إلى ما وصفوه بسوء التنظيم، الذي لم يرقَ إلى مستوى مهرجان يُفترض أن يمثل الجهة الشرقية، مسجلين وجود تعاملات غير مهنية من طرف عناصر الأمن الخاص، إلى جانب عشوائية في توزيع شارات الصحافة، وغياب التسهيلات اللازمة لتمكين الصحافيين من أداء مهامهم في التغطية.
وأكد أحد الصحافيين أن الجهة المكلفة لم تشترط التوفر على بطاقة الصحافة المهنية للحصول على اعتماد لتغطية الحدث، وهو ما يتعارض مع ما صرح به أحد القائمين على المهرجان في اتصال هاتفي مع الجريدة.
وأضاف في تصريحه أن على القائمين على المهرجان عدم استئناف تنظيم دورات جديدة أقل قيمة وجودة من سابقاتها، خصوصا وأن بعض الفنانين المدعوين لا علاقة لهم بفن الراي، كما أنهم لا يتمتعون بنفس الشهرة والقيمة التي كانت تميز سهرات الراي في قلب وجدة سابقا.
في المقابل، تواصلت جريدة “مدار21” مع مدير مهرجان الراي للشرق ورئيس اللجنة الثقافية بولاية جهة الشرق، جمال حدادي، الذي نفى بشكل قاطع الاتهامات الموجهة للقائمين على تنظيم المهرجان، واصفا تلك الادعاءات بأنها محاولات تشويش على عملهم الذي يهدف إلى تقريب الفن من الساكنة.
ووصف ما يُروج له بـ”التصرفات الصبيانية” ومحاولات التشويش التي تستهدف ضرب سمعة تظاهرة مهمة، مضيفا: “كان من المفترض تشجيع المساهمة في النهوض الثقافي بالجهة، بدلا من تبخيس جهود المنظمين”.
وأضاف أن المهرجان يستقطب أسماء فنية بارزة مثل الدوزي، وأن تنظيم تظاهرة بهذا الحجم في مدينة وجدة ليس بالأمر السهل، مشيرا إلى أن تعطش الجمهور للفن يتطلب بذل جهود مضنية لإعادة الحيوية للمنطقة.
وأكد حدادي أنه لا يمانع استقبال المقترحات والأفكار التي من شأنها تحسين جودة تنظيم الدورات المقبلة، لكنه شدد على رفضه التام لأي إساءة تهدف إلى أغراض غير فنية.
وبخصوص إصدار شارات تحمل صفة صحافي بشكل عشوائي، نفى حدادي هذه المزاعم، مؤكدا أن العملية تمت وفق معايير وشروط صارمة، من بينها ضرورة توفر الصحافي على بطاقة مهنية صادرة عن المجلس الوطني للصحافة.
وأضاف مشككا في صحة المنشورات المتداولة: “أجد أن الأمر غير منطقي، فالحضور إلى المهرجان مجاني، ومن غير المعقول أن يدفع شخص مبلغا فقط ليقف في الصف الأمامي”.
وعن المشاكل التنظيمية المرتبطة بالدورة الحالية، أكد حدادي أن التنظيم يسير في ظروف مثالية، دون أية أزمات، وبمستوى عالٍ من المهنية في التعامل مع الفنانين وجميع الحاضرين.
يُذكر أن آخر دورة لمهرجان الراي أقيمت سنة 2019، ولم يُستأنف تنظيمه رغم استعادة باقي الأنشطة الثقافية والسينمائية لزخمها بمدينة وجدة، ليتم تدشين عودته هذا العام بمنظمين جدد، مع تغيير طفيف في اسمه من “المهرجان الدولي للراي” إلى “مهرجان الراي للشرق”.