التكريم في الساحة الفنية المغربية.. بين الاعتراف والانتظار

في وقت يرى فيه البعض أن تكريم الشخصيات الفنية في السينما والتلفزيون والمسرح يُعد التفاتة مهمة تعبر عن التقدير وتحفز على مزيد من العطاء، يعتبر آخرون أن “التكريم الحقيقي” يكمن في توفير فرص عمل، خصوصا للممثلين المغيبين عن الساحة.
وصرحت الممثلة فضيلة بنموسى لجريدة “مدار21” بأنها سعيدة جدا بتكريمها الأخير من قبل وزارة التربية الوطنية، خلال ملتقى مسرح إعداديات الريادة، معربة عن اعتزازها بهذا الاعتراف من الجيل الصاعد ونخبة من الفنانين والمبدعين الصغار.
واعتبرت بنموسى هذا التكريم تشريفا خاصا، لكون وزارة التربية الوطنية اختارت اسمها وقررت الاعتراف بمسارها الفني.
بدورها، صرحت الممثلة السعدية لديب، التي تم تكريمها بمناسبة اليوم الوطني للمسرح بمدينة طنجة، بأنها كانت تنتظر هذا التكريم منذ وقت طويل، تقديرا لأعمالها المسرحية، خاصة وأنها خريجة المعهد العالي للفن المسرحي وانطلقت في بداياتها من خشبة المسرح.
وأضافت السعدية في تصريح للجريدة: “لم أفارق خشبة المسرح يوما، وكنت أنتظر أن يكرم مساري المسرحي، خاصة بعد تكريمات عديدة في مجالي التلفزيون والسينما، وما أسعدني أن يأتي هذا الاعتراف في اليوم الوطني للمسرح”.
وترى السعدية أنه من “الجيد أن يُكرم الممثل في أوج عطاءاته، وفي الوقت الذي ما يزال يشتغل فيه في المجال، لأن التكريم يمنح طاقة ويجعل الفنان يتستمر ويمنحه حافزا جديدا للعطاء”.
وتقول إن التكريم يجعل الفنان يحس بالفخر، للاعتراف بمساره ومجهود سنوات من العمل والمثابرة، مردفة: “من المهم أن تكون لدينا ثقافة الاعتراف”.
بدوره الممثل إبراهيم خاي، قال إن تكريم الفنان يُحفزه أكثر على العطاء أكثر في الميدان الفني، وذلك في تصريحه للجريدة خلال منحه تذكار تكريم بمهرجان مكناس للدراما التلفزية.
وعبرت الممثلة سعيدة باعدي في تصريح لجريدة “مدار21” خلال المناسبة نفسها عن امتنانها لإدارة المهرجان لثقافة الاعتراف التي يتبناها وتقديره لمجهودها ومسارها الفني.
في المقابل، يرى المخرج والمنتج المغربي حسين حنين إن تكريم الرواد يتجلى في حضورهم في الأعمال، ومنحهم فرص الاشتغال، لأنهم في حاجة للاستمرار في الميدان أكثر.
من جانبه الممثل إدريس كرمي المعروف في الوسط الفني باسم “عمي إدريس” قال في حديثه للجريدة إنه لا يريد تكريمه بعد مماته، بل يريد أن يجد فرصا الآن، لأنه مازال بإمكانه العطاء.
وأكد أنه لا يتذمر لاستبعاده بقدر ما يشعر بالحنين للوقوف أمام الكاميرات، لذلك يلجأ إلى المسرح ليبقى قريبا من المجال الذي يحبه.
وينتقد بعض الممثلين وصناع الأعمال تكريمات الفنانين بعد مماتهم، إذ يروا أن الالتفاتة إليهم ينبغي أن تكون في حياتهم قبل رحيلهم، عادين أنها استغلال ظرفية وفاة فنان يحظى بشهرة مهمة سلط على رحيله الأضواء، كما حصل مع الراحلة نعيمة المشرقي التي كرمت في جل الدورات السابقة من المهرجانات المحلية، والوطنية والدولية.
ويعتبر العديد من الفنانين أن “التكريم” يكون مهما للفنان في مساره الفني ويشكل اعترافا وتقديرا لما قدمه للخزانة الفنية من أعمال، كما في غيابه، لأنه من المهم تبني ثقافة الاعتراف على الأقل.