خزّان للطوارئ.. التهراوي يكشف إجراءات جديدة بعد أزمة “أوكسيجين مولاي يوسف”

خرج وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، عن صمته في ما يتعلق بالجدل الذي أثير قبل قرابة 5 أشهر بخصوص العطب التقني الذي أصاب إمدادات الأوكسيجين بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف، بتأكيد تزويد المستشفى بخزان آخر للأكسجين لاستعماله في حالات الطوارئ، مشددا على أنه تم تفعيل وتقوية آليات الحكامة من أجل تكثيف إجراءات التتبع والتقييم للتمكن من الرصد الاستباقي لكل الاختلالات التي يمكن أن تعرفها جميع الأقسام الاستشفائية بما في ذلك قسم الإنعاش.
وأضاف المسؤول الحكومي الوصي على قطاع الصحة، في جواب كتابي على سؤال النائب البرلماني عن فريق التقدم والاشتراكية، أحمد العبادي، حول تداعيات العطب التقني الذي أصاب وسائل إمداد الأوكسجين بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف في الرباط، أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، قامت مباشرة بعد هذا الحدث بمجموعة من التدابير في مقدمتها وضع فريق متكامل من مهندسين وتقنيين على مدار الساعة رهن إشارة المستشفى قصد العمل على التتبع الآني للسير العادي لكل المنشآت التقنية التابعة له لضمان السير العادي لجميع المرافق وتجنب حدوث أي اعطاب محتملة.
وضمن الإجراءات العاجلة التي أعقبت هذا المشكل الذي هدد حياة عدد من المواطنين الذين يتلقون علاجاتهم في هذا المستشفى، أورد التهراوي، ضمن معطيات الجواب الذي اطلعت عليه جريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه تم الإسراع بإعداد ملف طلب العروض الخاص بإجراء خبرة تقنية تهدف إلى القيام بتشخيص عام لجميع المنشآت التقنية داخل المستشفى بغية ضمان تقييم شامل ودقيق لها، من أجل القيام بالإجراءات الاستباقية والوقائية لكل عطب أو تقصير.
وسجل المصدر ذاته أنه تم تزويد المستشفى بخزان آخر للأكسجين لاستعماله في حالات الطوارئ، لافتاً إلى ضرورة تفعيل وتقوية آليات الحكامة من أجل تكثيف إجراءات التتبع والتقييم للتمكن من الرصد الاستباقي لكل الاختلالات التي يمكن أن تعرفها جميع الأقسام الاستشفائية بما في ذلك قسم الإنعاش.
وعلاقةً بالموضوع نفسه، أكد التهراوي أن كل مؤسسة استشفائية تتكون من عدة أجهزة تسهر على حسن تدبيرها، من بينها قطبي الشؤون الطبية والعلاجات التمريضية اللذين يعنيان بكل الأنشطة ذات الطابع الطبي بما في ذلك جودة العلاجات والوقاية من العدوى ونظافة المؤسسة وقطب الشؤون الإدارية الذي من بين مهامه السهر على ضمان التموين بالأدوية وباقي المستلزمات وكذا تدبير المصالح التقنية ومصالح الدعم.
وفيما يخص التدابير المتعلقة بتقوية بنيات الاستقبال، أورد المسؤول الوزاري أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية قامت مؤخرا بتدبير خدمات الاستقبال والدعم الطبي عبر إبرام صفقات المناولة من أجل تجويد ظروف استقبال المرضى عبر توجيههم إلى المصالح المعنية قصد التكفل بهم.
وذكَّر التهراوي بأن المنظومة الصحية تعرف مراجعة شاملة لكل مكوناتها، بما في ذلك الجانب التدبيري والتقني وكذا توفير الموارد البشرية المؤهلة والمحفزة من أجل تجويد خدمات العرض الصحي من أجل النهوض بهذا القطاع الاجتماعي الحيوي والحساس الذي يعتبر من أولويات السياسات العامة الرامية إلى تحقيق أسس الدولة الاجتماعية.
وفي هذا الصدد، أوضح التهراوي أنه من بين ما أتت به هذه المراجعة، إحداث مجموعات صحية ترابية على مستوى كل جهة من بين مهامها، السهر على ضمان عرض صحي ذي جودة وفعالية، بحيث ستتكلف كل مجموعة صحية ترابية بإعداد الخطط والتدابير المناسبة لخصوصيتها، أخذا بعين الاعتبار إمكانياتها وكذا الإجراءات التي ستتخذها من أجل تجاوز الإكراهات التي قد تواجهها.
وفي منتصف دجنبر الماضي، كشف تقرير للجنة التي أوفدتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط إثر وفاة أربعة (4) أشخاص بالمستشفى، أن أسباب الوفيات لا صلة لها بالعطب التقني الذي أصاب قنوات إمداد الأوكسجين.
وأكدت اللجنة من المفتشية العامة للوزارة، والتي ضمت مسؤولين بالإدارة المركزية وأطباء متخصصين في الإنعاش والتخدير وتقنيين متخصصين في صيانة التجهيزات والمعدات، أن الوفيات المذكورة وخلافا لما يروح له مرتبطة بـ“مضاعفات مرضية وليس بعدم توفر الأكسجين أو بحدوث انقطاع في التيار الكهربائي بالمركز الاستشفائي”.
وقالت إن قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي مولاي يوسف بالرباط، شهد وقوع عطب تقني مفاجئ مرتبط بقنوات الإمداد بالأوكسجين وقع على الساعة العاشرة وأربعين دقيقة (11h35min) من يوم الثلاثاء 10 دجنبر 2024، مسجلة أنه وبعد مرور حوالي 40 دقيقة عادت قنوات الإمداد بالأوكسجين للاشتغال بشكل عادي.
وأوضحت اللجنة المذكورة أنه وعلى الرغم من العطب المفاجئ، تواصل إمداد كافة المرضى المتواجدين بالقسم المعني بالأوكسجين عبر الاستعانة بالقارورات المتنقلة للأوكسجين، مما ضمن استمرارية العلاج لكافة المرضى؛ مشيرة إلى أنه وخلافا لما تم تداوله، سُجِّلَت حالتي وفاة (2) يوم الثلاثاء 10 دجنبر 2024، الأولى بعد مرور ساعتين ونصف بعد حدوث العطب.
أما حالة الوفاة الثانية، فأكدت اللجنة وبحسب ما جاء في بلاغ لوزارة الصحة، توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، فقد وقعت بعد مرور أزيد من أربع ساعات، مبرزة أنه لا صلة لوفاة هذه الحالات بالعطب التقني المذكور، وأن الوفاة ترجع إلى مضاعفات مرضهم التي كانت سببا في استقبالهم بقسم الإنعاش لما يزيد عن 14 يوما.