التكنولوجيا في خدمة الأمن.. استعمال الروبوتات لتفكيك المتفجرات بالمغرب

من داخل الرواق المخصص لتقنيات التفكيك والتدخل الأمني، كشف عثمان وطاسي، عامل بالمصلحة المركزية لتقنيي المتفجرات بالمديرية العامة للأمن الوطني، في تصريح خاص لجريدة “مدار21″، عن كواليس عمل فرق تقنيي المتفجرات ودور الروبوتات والطائرات المسيّرة في إنجاح تدخلاتهم الدقيقة والخطيرة.
وقال وطاسي: “كما ترون، نعرض في هذا الرواق أحدث المعدات والتجهيزات التي توفرها المديرية العامة للأمن الوطني لتمكين تقنيي المتفجرات من أداء مهامهم في أفضل الظروف، سواء على مستوى المصلحة المركزية أو الفرق الجهوية المنتشرة عبر ربوع المملكة.”
وأوضح أن فرق تقنيي المتفجرات تشتغل على مدار الساعة، مستندة إلى أطر ذات كفاءة عالية وتجهيزات حديثة، لمواكبة التحديات الأمنية المتزايدة وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال. وأضاف: “نحرص على انتقاء الأطر من ذوي التكوين العلمي والتقني، ونخضعهم لتكوين تخصصي ومتقدم، فضلاً عن دورات تكوينية تكميلية داخل وخارج المغرب في إطار شراكات دولية.”

وبخصوص طبيعة المهام اليومية لهذه الفرق، أكد المسؤول الأمني أن عملها يشمل تعطيل العبوات الناسفة التقليدية الصنع، والتعامل مع الأجسام المشبوهة، وتأمين الزيارات الرسمية، والحماية المقربة، إلى جانب تأمين الفعاليات الكبرى سواء كانت رياضية أو ثقافية أو سياسية. كما تقوم هذه الفرق بإنجاز الخبرات التقنية في حال استعمال المتفجرات، وتساهم في التحسيس والتوعية وسط باقي الأجهزة الأمنية حول طرق الوقاية.
وأكد وطاسي أن فرق تقنيي المتفجرات تعتمد على تكنولوجيا متطورة من الجيل الجديد، أبرزها الروبوتات عالية التقنية، التي تتيح تدخلاً عن بعد بنسبة 100%، ما يحمي حياة وسلامة التقنيين. وقال: “هذه الروبوتات تُمكّننا من إنجاز تدخلات فعالة وسريعة، خصوصاً في المواقف التي تشكل خطراً مباشراً على الأرواح.”

وأضاف أن الطائرات المسيّرة أصبحت بدورها أداة أساسية في تدخلات الفرق، لما توفره من سرعة في الاستجابة ودقة في تحديد الأهداف، حيث إنها مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار متطورة تُحسّن من فعالية العمل الميداني، وتُسهّل تحديد مكان العبوات والتهديدات المحتملة.
وبات المغرب يراهن على مزيج متكامل من العنصر البشري المؤهل والتكنولوجيا الحديثة، في معركته المتواصلة ضد التهديدات الأمنية المرتبطة بالمتفجرات، وهو توجه يعكس التزام المديرية العامة للأمن الوطني بتحديث آلياتها وتحصين البلاد ضد أي خطر يهدد أمن المواطنين وسلامتهم.