اقتصاد

جشع الجزّارين أم تباين الجودة.. ما سر استمرار غلاء اللحوم الحمراء؟

جشع الجزّارين أم تباين الجودة.. ما سر استمرار غلاء اللحوم الحمراء؟

بالرغم من كل التدابير والسياسات المبذولة في سبيل إطفال لهيب غلاء اللحوم الحمراء بالمغرب، آخرها الإهابة الملكية للإحجام عن شعيرة النحر خلال عيد الأضحى المقبل، ما زالت الأسعار تخضع لـ”أهواء” الجزارين، بين استمرار البعض في اقتراح “أسعار الأزمة” التي تتراوح بين 110 و120 درهماً للكيلوغرام، وآخرين قرروا تخيضها إلى ما دون الـ80 درهما.

وإذا كانت فعاليات سياسية ومدنية توجه أصابع الاتهام لـ”جشع” بعض الجزارين، فالمهنيون من جهتهم يعرضون مبررات استمرار غلاء اللحوم الحمراء، وفي مقدمتها مسألة الجودة والنُدرة وكلفة الإنتاج التي لا تزال مرتفعة على الجزارين.

في هذا الصدد، أوضح مهنيون من مدينة الدار البيضاء لصحيفة “مدار 21” أن الأثمنة المرتفعة التي تصل إلى 120 درهماً تخص اللحوم ذات الجودة العالية، والتي يتم إنتاجها من ذبائح القطيع الوطني، “نحن نقتنيها بتكلفة مرتفعة، كما أنها في غاية الندرة فنحن لا نعثر عليها إلا بشق الأنفس لأنها غير ذائعة في السوق”.

وأوضح المتحدث ذاته لميكروفون “مدار 21” أن السلعة المتوفرة هي تلك المستوردة من الباراغواي والبرازيل، بيد أن جودتها مختلفة عن نظيرتها المغربية، مضيفاً أن كلفة الإنتاج تلعب هي الأخرى دوراً في التباين الشديد للأسعار المقترحة على المستهلك النهائي.

“حاليا هناك جزارون يقومون بذبح الماشية بأنفسهم، وآخرون يكتفون باقتناء اللحم، ذلك أن الذبيحة مكلفة، لاسيما بمدينة الدار البيضاء، بحيث تُكلف درهمين ونصف للكيلوغرام الواحد، ما معناه أن الجزار يدفع حوالي 1000 درهم لذبح رأس ماشية واحد تقريباً، دون احتساب مصاريف الشحن وبقية النفقات”.

وأوضح أنه في مناطق أخرى من المغرب يكلف الذبح أقل بكثير، إذ تتم المعاملات بالرأس الواحد بدل الكيلوغرام؛ “البهيمة الواحدة تُذبح بحوالي 150 درهما للرأس”.

وفي معرض جوابه عن سؤال حول الاتهامات الموجهة للجزارين بالجشع والحفاظ على الأثمان النهائية في مستويات الأزمة بغية تحقيق أرباح كبيرة، رغم كل التدابير العمومية المتخذة لتخفيض الأسعار، قال إن الجزار بدوره يتمنى انخفاض الأسعار لأن ذلك يمكنه من بيع سلعته وتحقيق هوامش ربح معقولة، “نحن لا نستفيد شيئاً من الأسعار الراهنة بسبب إحجام العديد من الزبناء عن شراء اللحوم”.

ولفت مهني آخر إلى كون الجزارين واقعين في معضلة عويصة؛ “عودنا زبائننا على جودة معينة، فمن جهة نسعى لتوفير نفس الجودة للحفاظ على وفاء زبائننا، لكن كلفة تلك السلع صارت مرتفعة وتوفرها نادر، وفي الوقت ذاته فإن السلع ذات الأسعار الرخيصة نسبيا جودتها أقل”.

وبخصوص تأثير إحجام المغاربة المرتقب عن إقامة شعيرة التضحية خلال عيد الأضحى، وتأثيره المفترض على الأسعار، أكد المتحدث ذاته أن هذا التدبير له حدوده؛ “الحولي ديال العيد هو باش خدامين الجزارة حالياً”، مؤكداً أن نفاده أمر لا مفر منه وبالتالي لا مناص من الاستيراد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News