أمن وعدالة

الحرس المدني الإسباني يغلق “نفق سبتة” واعتقالات بالجملة لمتورطين

الحرس المدني الإسباني يغلق “نفق سبتة” واعتقالات بالجملة لمتورطين

تواصل عناصر الحرس المدني الإسباني فك لغز نفق سري متطور كان يُستخدم من قبل شبكات تهريب المخدرات لنقل كميات كبيرة من مخدر الحشيش عبر مدينة سبتة المحتلة، وذلك في انتظار تفعيل المساعدة القضائية المغربية.

وبحسب ما أفادته وسائل إعلام متفرقة، فإن السلطات الإسبانية بادرت إلى إغلاق مدخل النفق بشكل محكم، وذلك بتغطيته بقطعة معدنية صلبة بهدف منع أي محاولات مستقبلية لاستخدامه.

وتشير المصادر ذاتها، أن هذا الإجراء الحاسم يأتي في سياق عملية أمنية واسعة النطاق تحمل اسم “هاديس”، والتي تقودها المحكمة الوطنية الإسبانية والنيابة العامة المكلفة بمكافحة المخدرات.

وقد أفضت المرحلة الثالثة من هذه العملية إلى الكشف عن هذا الممر السري الذي يمثل تطوراً نوعياً في أساليب تهريب المخدرات عبر الجيوب المحتلة.

كما كشفت أن عملية “هاديس” أسفرت حتى الآن عن اعتقالات مهمة، من بينها نائب برلماني بمدينة سبتة المحتلة يدعى محمد علي دعاس، بالإضافة إلى اثنين من عناصر الحرس المدني الإسباني الذين تم توقيفهم واحتجازهم احتياطياً على خلفية اتهامات تتعلق بالتورط في عمليات تهريب المخدرات.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة “ABC” الإسبانية بأن الحراسة الأمنية المشددة مستمرة على موقع النفق من الجانب الإسباني، وذلك في انتظار رد رسمي من السلطات المغربية على طلب تعاون قضائي تقدمت به المحكمة الوطنية الإسبانية.

ويهدف هذا الطلب إلى السماح بتفتيش الجزء الممتد من النفق داخل الأراضي المغربية، وهو ما يؤكد على أهمية التنسيق الأمني والقضائي بين البلدين في مواجهة هذه الشبكات الإجرامية.

وقد تمكنت السلطات المغربية بالفعل من اكتشاف مخرج النفق السري على أراضيها، إذ تبين أنه كان مخفياً بعناية تحت منزل يقع في منطقة عسكرية محظورة.

ووفقاً للمعلومات المتوفرة، فقد تم تحديد هوية العديد من الأشخاص الذين يشتبه في تورطهم في استخدام هذا الممر، إلا أن المحكمة الوطنية الإسبانية لم تتلق بعد إخطاراً رسمياً بهذا الاكتشاف من الجانب المغربي.

وتشدد مصادر التحقيق على أن التنسيق الوثيق بين السلطات المغربية والإسبانية يظل أمراً بالغ الأهمية للكشف عن كافة تفاصيل هذا النفق المعقد والغامض

ويصل عمق النفق في الجزء الواقع في سبتة المحتلة إلى 12 متراً، ويمتد بطول 50 متراً. ومن شأن التعاون المغربي الإسباني أن يساهم في تحديد الأبعاد الكاملة للنفق والكشف عن جميع الشبكات الإجرامية المرتبطة به.

وقد كشفت التحقيقات التي أجراها الحرس المدني الإسباني عن وجود “بنية حماية داخلية” متكاملة كانت تعمل لصالح شبكة تهريب المخدرات.

وتضمنت هذه البنية عناصر أمنية متواطئة، وهو ما سهل بشكل كبير مرور شحنات ضخمة من مخدر الحشيش عبر مدينة سبتة المحتلة باتجاه إسبانيا القارية منذ عام 2023.

وقد اعتمدت الشبكة في عملياتها على شاحنات تم تجهيزها بمخابئ سرية متطورة لإخفاء المخدرات ونقلها بعيداً عن أعين الرقابة.

جدير بالذكر أن عملية “هاديس” أسفرت حتى الآن عن توقيف ما مجموعه 14 شخصاً، من بينهم عنصران من الحرس المدني كانا يعملان في ميناء سبتة المحتلة، وتحديداً ضمن قسم تفتيش المركبات الجمركي.

وتشير التحقيقات إلى أن هذين العنصرين المتواطئين قد ساعدا في تسهيل عبور كميات هائلة من الحشيش إلى ميناء الجزيرة الخضراء الاستراتيجي، ومنه إلى باقي مناطق إسبانيا ودول أوروبية أخرى، وذلك مقابل مبالغ مالية ضخمة تجاوزت قيمتها الإجمالية 120 ألف يورو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News