ثقافة

حورية الخمليشي: القصيدة تجاوزت الحدود التقليدية للأجناس الأدبية والفنية المعاصرة

حورية الخمليشي: القصيدة تجاوزت الحدود التقليدية للأجناس الأدبية والفنية المعاصرة

اعتبرت الكاتبة والناقدة والباحثة الأكاديمية حورية الخمليشي أن الشعر العربي المعاصر تجاوز حدود الأجناس الأدبية والفنية، منفتحًا على الفكر والفلسفة والفنون البصرية، مؤكدة أن القصيدة اليوم لم تعد تقتصر على الاستماع بل تُقرأ ضمن عصر الصورة، حيث يتقاطع عمل الشاعر مع التشكيلي والموسيقي والفنان.

وتابعت حورية الخمليشي خلال ندوة أقيمت بـ”قاعة تواصل”، الأحد، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، خصصت لقراءة في كتابها “تجاوز الأجناس الأدبية والفنية في القصيدة العربية المعاصرة”، أن القصيدة الحديثة أصبحت تشتغل على “شعرية العالم”، منفتحةً على مختلف الأجناس الفنية والأدبية.

وأوردت الكاتبة أن عملها الجديد يسعى إلى الكشف عن التداخلات النوعية بين الشعر والسرد من جهة، وبين الشعر وأنماط الفنون البصرية من جهة أخرى، مبينةً أن هذا التداخل لا يعني الذوبان، بل يكشف عن قدرة القصيدة على التجاور الخلاق مع الفنون.

كما شددت على أن تقييم الأعمال الأدبية اليوم يحتاج إلى معرفة نقدية رصينة، موضحةً أن هناك فارقًا واضحًا بين الكتابة العاشقة، التي تغلب عليها العاطفة، وبين الكتابة النقدية المعرفية المبنية على القراءة العميقة والدراية بالأصول الأدبية.

وأفادت الخمليشي بأن “النقد الأدبي المعاصر يجب أن ينبني على قاعدة معرفية صلبة، تمامًا كما كان القدماء يوصون الشعراء بقراءة وحفظ النصوص الكبرى قبل الخوض في نظم الشعر، مستشهدة بما حدث مع الشاعر العباسي أبي نواس” على حد تعبيرها.

وأضافت الناقدة أن القارئ المعاصر يواجه إشكالية التلقي، خصوصًا مع تعدد وسائط القراءة الحديثة، مما يجعل من الضروري البحث عن مقاربات جديدة لفهم الشعر وتفسيره في ضوء عصر الصورة والانفتاح الثقافي.

واسترسلت الباحثة الأكاديمية قائلة إن الشعر لم يعد ينحصر في التعبير اللفظي، بل بات يتجاوز ذلك نحو الفنون البصرية، ليجتمع مع الرسم والتشكيل والموسيقى، مستعرضةً مظاهر هذا التداخل في بعض التجارب الشعرية العربية المعاصرة.

ولفتت الخمليشي إلى أن القصائد المتداولة عبر الإنترنت تحتاج إلى مقاربات نقدية دقيقة، مشددة على ضرورة عدم الخلط بين الشعر والسرد أو بين الشعر والصورة التشكيلية بطريقة غير معرفية، معتبرة أن الكثير من الأعمال الراهنة تفتقر إلى الأسس العلمية الصارمة.

وأشارت الخمليشي إلى أن الرواية المعاصرة بدورها تجاوزت الحدود التقليدية للسرد، واقتربت من الشعر خاصةً عبر مفهوم “شعرية الجسد”، الذي تجلى في نماذج مختلفة منها الجسد المعذّب والجسد الملحمي، مستشهدة بالواقع الفلسطيني الراهن كمثال حي.

وأوضحت أن كتابها يتناول بالتحليل عدة نماذج تطبيقية، مركزةً على كيفية تداخل الأجناس الأدبية نتيجة لحركة التحديث الشعري في الثقافة العربية، ومبينةً أن هذا التداخل يثري النص ويمنحه أبعادًا جمالية وفكرية جديدة.

وزادت موضحة أن بعض الشعراء العرب، ومنهم محمود درويش، جسدوا هذا الانفتاح حين استلهموا علومًا حديثة كالفيزياء، كما في ديوان “أثر الفراشة”، الذي يحمل أيضًا تأثيرات من الثقافة الصينية ومفاهيمها حول أثر التفاصيل الصغيرة في مجريات العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News