فن

الكومي تنقل “أزمة الماء” للسينما وتعيد للواجهة أقدم نظام قاوم به المغاربة الجفاف

الكومي تنقل “أزمة الماء” للسينما وتعيد للواجهة أقدم نظام قاوم به المغاربة الجفاف

يتزايد الوعي تدريجياً بأزمة الضغط على الموارد المائية التي يشكو منها المغرب، ولا سيما في المجال الفني حيث الدور التوعوي والتحسيسي لا يقل أهمية عن التدابير الحكومية الرامية للتخفيف من حدة الأزمة. ذلك ما جسدته المخرجة المغربية الشابة مونية الكومي بفيلم “رزق من ورد” (le gagne-pain des roses)، الذي أعاد للأذهان آلية “الخطارات” التي قاوم بها المغاربة الجفاف ونظموا بواسطتها مواردهم المائية منذ قرون خلت.

وتدور أحداث الفيلم الوثائقي في قرية نائية بقلب جبال الأطلس المتوسط، حيث ما يزال واحد من أقدم أنظمة المياه والري التقليدية قائماً، قبل أن تتزايد أهميته على خلفية الأزمة المائية الأخيرة بالمغرب، ويوثق لتداعيات تعاقب سنينن الجفاف التي عاشها المغرب، خصوصا على المناطق القروية والجبلية النائية.

وأوضحت مخرجة الفيلم، مونية الكومي، أن “هذا الفيلم الوثائقي هو رحلة بصرية وإنسانية في قلب جبال الأطلس المتوسط، حيث نسلّط الضوء على أقدم نظام مائي تقليدي يسمى “الخطارات”، محاولين إبراز الكيفية التي استطاع بها هذا النظام تحقيق توازن دقيق بين الإنسان والماء والطبيعة، رغم الظروف المناخية القاسية”.

وأضافت في تصريح لصحيفة “مدار 21” أنه “من خلال شهادات السكان ومشاهد الحياة اليومية نعيد التفكير في علاقتنا بالبيئة وفي الحلول التي يمكن أن تقدمها المعارف التقليدية لمواجهة أزمة المناخ. وقد حاول الفيلم أن يعيد هذا النظام المائي إلى الواجهة من خلال إبراز ارتباط الساكنة به”.

وأوضحت الكومي أن اختياراها لنظام الخطارات كزاوية لمعالجة أزمة المياه في فيلمها يرجع لكونها “تمثل نموذجاً مدهشاً لحكمة جماعية مغربية في تدبير الماء بشكل عادل ومستدام، وهي معرّضة اليوم للاندثار بسبب التغيرات المناخية والأنماط الحديثة للاستهلاك”.

“شعرت أن من واجبي تسليط الضوء على هذا التراث الحيّ، لأنه لا يخص الماضي فقط، بل يحمل إجابات حقيقية لمشكلات نعيشها اليوم، كالجفاف واستنزاف الموارد” تشدد المخرجة.

وتعتبر المخرجة الشابة أن للسينما والفن عموماً دوراً أساسيا في التحسيس بأزمة المياه بالمغرب؛ “السينما ليست فقط وسيلة ترفيه كما قد يعتقد البعض، بل أداة قوية وفعالة للتوعية والتأثير، إذ عندما نُجسّد أزمة المياه بصور حقيقية، بأصوات الناس، وبجماليات الفن، يصبح الموضوع أقرب إلى قلب المتفرج”.

وتابعت بأن الفن “يستطيع أن يُحرّك المشاعر، ويطرح الأسئلة، ويحفّز على التغيير” مضيفة: “أعتقد أن المغرب بحاجة لهذا النوع من التعبير لزرع وعي بيئي حقيقي لدى الناس، خاصة في ظل الأزمات التي نعيشها، وبالنظر لقيمة الماء في المستقبل القريب عالميا”.

وعُرِض الفيلم بالمهرجان الوطني للفيلم المنظم من قبل المركز السينمائي المغربي، وتم اختياره من بين أفضل 15 فيلم تم عرضها بالمهرجان، علاوة على المهرجان الدولي السينما والذاكرة المشتركة الذي أقيم بمدينة الناظور، كما ينتظر أن يتم عرضه في بمهرجانات وطنية أخرى بالإضافة إلى الجامعات ومهرجانات دولية خارج المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News