تراجع النفط.. ترامب يهدي المغرب “فرصة” لخفض الأسعار

في واحدة من التداعيات الإيجابية غير المباشرة، التي تصب لصالح المغرب، في ما بات يعرف بـ”الحرب التجارية” والتي أعلنتها رسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية على عدة بلدان بحر الأسبوع الماضي، هوت أسعار النفط العالمية لأدنى مستوياتها منذ 4 سنوات، بحيث نزل سعر البرميل الواحد لخام “برنت” العالمي إلى 63.81 دولارا للبرميل.
وبما أن الفاتورة الطاقية تعد واحدة من أثقل التكاليف التي تتكبدها الميزانية العمومية بالمغرب، فإن هذا التطور يأتي في وقته، إذ يحتاج المغرب لكل درهم لدعم استثماراته ومشاريعه الكبرى. كما تتأثر أسعار معظم المواد الاستهلاكية بأسعار النفط العالمية، نظراً لفوترة تكاليف النقل ضمن الثمن النهائي للسلع.
وفي هذا السياق، أفاد الخبير الاقتصادي، ادريس الفينا، أنه بالنسبة للمغرب، يُعد هذا التراجع بمثابة دفعة قوية لتحسين الميزان التجاري، حيث ستستفيد البلاد بشكل كبير من انخفاض تكاليف استيراد الطاقة.
وكان مكتب الصرف أفاد في أحدث البيانات الصادرة عنه بأن الفاتورة الطاقية للمغرب بلغت 114,04 مليار درهم برسم سنة 2024، مسجلة تراجعا بنسبة 6,5 في المئة قياسا بالعام الذي يسبقه.
وأوضح المكتب، في نشرته المتعلقة بالمؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية، أن هذا التطور يُعزى أساسا إلى تراجع واردات “غاز البترول والهيدروكربورات الأخرى” و”الغازوال والفيول” على التوالي بنسب 11,2 في المئة إلى 21,25 مليار درهم، و2 في المئة إلى 57 مليار درهم.
وفي مجال ثانٍ، تابع الأستاذ بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بأن هذه التطورات ستنعكس إيجابًا على قطاع النقل، مما يؤدي إلى تقليص تكاليفه وبالتالي خفض أسعار العديد من السلع والخدمات التي تأثرت سابقًا بارتفاع أسعار النفط.
“في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعرب، منذ توليه منصبه، عن رغبته في استعادة أسعار النفط والغاز إلى مستوياتها المنخفضة السابقة، وهو ما يتماشى مع التوجهات الحالية للسوق” يؤكد الفينا.
وأضاف أن هذا التراجع “يمثل فرصة اقتصادية كبيرة على الصعيدين العالمي والمحلي، لاسيما بالنسبة للاقتصاد المغربي، إذ يُتوقع أن يسهم هذا الانخفاض في استعادة الأسعار لمستوياتها المعتدلة مما يعزز الاستقرار الاقتصادي”.
ويأتي هذا التطور في سياق جديد منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، التي كانت قد دفعت أسعار النفط للارتفاع إلى ما يزيد عن 85 دولارًا للبرميل، “حيث يتزامن هذا الانخفاض مع تراجع قيمة الدولار الأمريكي، وهو عامل إيجابي إضافي” يرى رئيس المركز المستقل للتحليلات الاستراتيجية.
ويشار إلى أن يوم الجمعة الماضي، عرف إعلان الصين فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34 في المئة على السلع الأمريكية، ردا على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. إذ تتأثر أسعار النفط العالمية كثيراً بالمتغيرات السياسية الدولية وخاصة بالتوترات الجيوسياسية والحروب.