الطالب: أغلب الأعمال الرمضانية سطحية وصناعها يعيشون في الماضي

بعد أسبوع من عرض حلقات الأعمال التلفزيونية التي خصصت لموسم رمضان الحالي، بدأت معالم الفشل وبعض النجاح الذي ارتبط بتشخيص فنان أو اثنين تظهر على بعضها، في الوقت الذي تفاوتت فيه حدة الانتقادات الموجهة إليها من قبل نقاد وجمهور.
ويبدو أن جل الأعمال المعروضة اليوم على القنوات المغربية لم ترق استحسان النقاد والجمهور، ولم تسلم من انتقاد السيناريوهات الخاصة بها، إلى جانب وجود أخطاء وصفت بـ”الفادحة” في التصوير.
وفي هذا الصدد، قال الناقد الفني مصطفى الطالب، إن القناتين الأولى و”دوزيم”، رغم محاولتهما للإتيان بالجديد ما تزالان تراهنان على الكوميديا (السيتكومات) والدراما الاجتماعية وشيء من الدراما التراثية لجذب جمهور المشاهدين خلال أوقات الذروة.
و”بالنسبة للكوميديا فما زالت الانتقادات من طرف الجمهور الواسع أو المتخصص توجه لهذا النوع من الأعمال لسطحيتها وتكرارها وافتقادها لعمق فني، بحيث لم تتغير أساليبها الكوميدية، ناهيك على تكرار نفس الوجوه”، يوضح الطالب في تصريح لجريدة “مدار21”.
أما الدراما الاجتماعية، فيشير الناقد الفني إلى أن القناتين حاولتا تقديم الجديد خاصة مع مسلسل “الدم المشروك”، لكنه أثار زوبعة من الانتقادات لكونه مسلسلا مصريا في قالب مغربي، أو بلهجة مغربية، إضافة إلى وجود الوجوه الفنية نفسها، مضيفا: “وهناك من يتهم هذا العمل بالسرقة. قس على ذلك ما يقدم على شاشة إم بي سي”.
ويضيف الطالب أنه “يمكن القول إنه بالفعل العديد من الأعمال تتشابه من حيث قصصها، ولهذا فالدراما الاجتماعية استنفذت أغراضها اليوم بالشكل الذي تقدم به، بمعنى تحتاج إلى التطوير والعمق الفكري والقيمي”.
وتساءل الناقد الفني عن “خصوصيات رمضان الروحية والتعبدية والفكرية في هذه الأعمال”، إذ بحسبه “أحيانا بعض مشاهدها لا تراعي هذه الخصوصيات، لذلك جمهور واسع يهجر إلى محتويات أخرى على المنصات الرقمية تلبي حاجياته الروحية والثقافية”، عادّا أن “هذا تحد كبير يواجه قنواتنا الرسمية التي لا تريد خوض غمار أعمال أدبية أو تاريخية أو دينية التي تستأثر باهتمام الجمهور من مختلف شرائحه الاجتماعية ومستوياته الثقافية”.
وانتقد الطالب الدراما التراثية المتمثلة في “مسك الليل” التي قال إنه “لم نشم منها رائحة المسك، أي لم نرَ عملا فنيا متميزا بل ينقصه الشيء الكثير هذه السنة، سواء من ناحية القصة والأداء أو المصداقية التاريخية، فهناك تكرار لأعمال أخرى سبقته وفق نفس المنهجة الدرامية، ابن أحد الأعيان أو ابن سلطان يعشق فتاة (من نفس مستواه الاجتماعي أو من خدمه وحشمه) ثم تختفي وتبدأ المعاناة والدسائس، مع نفس الديكور وأماكن التصوير”.
ويضيف في السياق ذاته أن “الأداء والحوار لا يرقى إلى مستوى هذا النوع من الدراما، فليس كل الممثلين موفقين للدرامية التراثية، فضلا عن بعض الأخطاء التقنية التي أصبح الجمهور الواسع، خاصة الشباب الذي ألف التصوير والمونتاج، يكشفها بسهولة”.
ومن هذا المنطلق يؤكد الطالب أن “هناك مفارقة عجيبة، ففي الوقت الذي تطور المجتمع المغربي بشكل كبير وانفتح على العالم وثقافاته وإعلامه وتكونت لديه ثقافة بصرية متقدمة رفعت من ذوقه الفني والثقافي والنقدي كما نرى على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وشدد على أن الإعلام الرسمي لم يساير تطور المجتمع وتطلعاته وطموحاته ومطالبه الاجتماعية والثقافية، وظل حبيس نظرته للمجتمع ولأعمال فنية معينة بنفس شركات الإنتاج.