سيناريست “رحمة” ترد على جدل “عائلتي مافيهاش المعوّقين”

أوضحت بشرى مالك، سيناريست مسلسل “رحمة”، الذي انطلقت أولى حلقاته يوم أمس الأحد، أن العمل لا يسيء إلى الأشخاص في وضعية خاصة، بل يدافع عن هذه الفئة ويرفض التقليل منها، ناقلا صورة من الواقع المعاش من خلال شخصية “داوود”، الأب الذي يتخلى عن ابنه بعد اكتشاف وضعيته.
وأبرزت مالك في تصريح لجريدة “مدار21″، عقب بلاغ للمنظمة المغربية للمرأة في وضعيات إعاقة استنكرت فيه التصريحات التي وردت في الحلقة الأولى من المسلسل، أن “الجمعية استعجلت في إصدار هذا البلاغ لأن أحداث المسلسل تهدف إلى منح قيمة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنتقد كل من يسيء إليهم ويقلل من شأنهم من خلال شخصية “داوود” التي يوجد أمثالها على أرض الواقع”.
وأضافت مالك بخصوص انتقاد البعض لاستعمال كلمة “معاق” التي وردت على لسان شخصية “داوود”، قائلة: “استُعمِلت في مكانها، باعتبار شخصية داوود موجودة في الواقع”.
وأردفت في اتصال هاتفي مع الجريدة “لا يجب أن نكون ‘معقدين’ من كلمة إعاقة، فالمؤسسات الرسمية تستعملها في البطائق التي تصدر، والمسلسل ينتقد الأشخاص الذين يمتلكون فكرا غير إنساني، ويقللون من قيمة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وأكدت أن “المسلسل يساند هؤلاء النسوة اللواتي يعانين مع أبنائهن الذين يوجدون في وضعية صعبة، ويرفض كل من يقلل من قيمة هذه الفئة، وبدوري كسيناريست أضم صوتي إلى صوت هذه الجمعية، من أجل رفض رأي يقلل من قيمة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
واختتمت بشرى تصريحها بالقول “التريث جميل والسرعة تقتل”، في إشارة إلى أن هذا البلاغ سابق لأوانه، خاصة وأن معالم المسلسل لم تتضح بعد، ولم تعرض سوى حلقة واحدة منه.
وعبرت المنظمة الوطنية المغربية لحقوق النساء في وضعيات إعاقة عن “استيائها العميق واستنكارها الشديد” لمحتوى على إثر التصريحات غير المقبولة التي أدلى بها الممثل عبد الله ديدان في الحلقة الأولى من مسلسل “رحمة”، الذي يُعرض على قناة MBC خلال شهر رمضان، والتي تنمّ، حسبها، عن “نظرة تمييزية تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة”.
وأوضح البلاغ أن “التعبير عن الاستغراب من حالة الطفل في وضعية إعاقة، كما ورد في المسلسل، يعكس استمرار الصور النمطية السلبية التي تكرّس التمييز والإقصاء، بدلاً من تعزيز قيم الاحترام والتضامن. كما أن هذا الخطاب يتعارض مع المبادئ الدستورية والقوانين الوطنية، فضلاً عن الالتزامات الدولية للمملكة المغربية في مجال حماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة”.
وأدانت المنظمة الوطنية المغربية لحقوق النساء في وضعيات إعاقة، هذه التصريحات التي “تمسّ بكرامة الأشخاص في وضعيات إعاقة، وتكرّس التمييز ضدهم”، محملة الجهات المنتجة للمسلسل المسؤولية عن تمرير مثل هذه “الخطابات غير المسؤولة، وتدعوها إلى تصحيح هذا الخطأ والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان”.
وطالبت المنظمة المؤسسات الإعلامية والهيئات المختصة بضمان احترام صورة الأشخاص ذوي الإعاقة في الأعمال الدرامية، بما يعزز ثقافة الإنصاف والمساواة، مشددة على ضرورة إدراج مقاربة حقوقية في الإنتاجات الفنية، لضمان تمثيل منصف يحترم كرامة الأشخاص في وضعيات إعاقة.