أسعار البيض تقترب من حاجز الدرهمين وتاجر: الإقبال في تراجع

تعيش أسواق البيض، على المستوى الوطني، أزمة أسعار مماثلة للتي تعرفها أسواق اللحوم الحمراء والأسماك والخضر والفواكه خلال شهر رمضان، بحيث يشتكي المواطنون من تجاوز سعره (البيض الرومي) لحاجز الدرهم ونصف، خصوصا في هذه الفترة التي يرتفع فيها الطلب على هذا المنتوج في مائدة إفطار المغاربة، وذلك في وقت يؤكد فيه التجار تراجع الإقبال مقارنة بالمواسم السابقة.
وأيقظ حلول شهر رمضان غضب المواطنين في مواقع التواصل الاجتماعي حول أزمة غلاء أسعار المواد الأساسية وتراجع قدرتهم الشرائية بشكل كبير بسبب الارتفاع المهول للأثمان، وعلى رأسها البيض الذي يحقق فيه السوق المغربي اكتفاء ذاتيا، بل يتجاوز إلى توجيه جزء من المنتوج إلى التصدير.
محمد، مواطن التقته “مدار21” الالكترونية بفم العنصر إقليم بني ملال، قال “إن أسعار البيض خلال موسم رمضان وحتى قبله وصلت إلى مستوى قياسي وغير مسبوق”، مبرزا أن “سعر البيضة الواحدة اليوم هو قرابة درهم و60 سنتيم (35 ريال) وهو ثمن باهض جدا مقارنة مع قدرتنا الشرائية”.
واستغرب المستهلك ذاته غلاء أسعار البيض في أسواق المغرب على الرغم من كونه منتج له ويحقق اكتفاء ذاتيا من هذا المنتوج، متسائلا “كيف لبلد يصدر البيض أن تعاني فيه السوق الداخلية من غلاء هذا المنتوج؟”.
وفي إشارة إلى دور الوسطاء والمضاربين في سوق البيض بالمغرب، اتهم المتحدث ذاته “المتدخلين في سلسلة إنتاج وبيع وتوزيع البيض على أنهم يساهمون بشكل كبير في غلاء البيض خلال شهر رمضان”، مشيرا إلى أن “لابد من النقص في أسعار البيض خصوصا في هذا الشهر الكريم”.
واعتبر المواطن نفسه أنه “بغياب أزمة في سوق الدواجن بالمغرب وبعدم الاعتماد على استيراده فإنه من غير المعقول أن تشهد أسعار البيض كل هذا الارتفاع”، مسجلا أن “أبرز دليل على تأثير الاحتكار على أسعار البيض هو التباين الذي يعرفه سعره بين عدد من المناطق”.
وانتقلت “مدار21” إلى محل لبيع البيض بالجملة في نفس المنطقة للتعرف على طبيعة الأسعار ومستوى الإقبال على هذا المنتوج الذي يعد أساسيا في مائدة المغاربة خلال شهر رمضان، حيث أكد صاحبه (حسن) أن “الأيام التي سبقت شهر رمضان لم تعرف إقبالاً كبيرا على البيض بنفس مستوى المواسم الماضية”.
واعتبر التاجر الذي تحدث لـ”مدار21″ أن “تراجع الإقبال مرتبط أساساً بالمستوى الذي بلغته الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين”، مستدركا أن “الثمن المناسب للبيض هو ما بين 15 إلى 16 سنتيم للبيضة الواحدة لكي تستعيد أسواق هذا المنتوج دينميتها المعهودة”.
وفي إشارة إلى مستوى الغلاء الذي بلغه سوق البيض، أورد المتحدث ذاته أن “السعر الحالي لبيضة الواحدة هو سعر بيضتين خلال السنوات الماضية”، مبرزا أن “سعر البيض اليوم ليس في صالح تاجر الجملة هو الأخر”.
وسجل المتحدث ذاته أنه “من التجار من يستثمر أزيد من 10 ملايين سنتيم في تجار البيض دون أن يحقق أرباحاً متناسبة مع حجم الأموال المستثمرة، خاصة أن منتوج البيض يحتاج عناية كبيرة للحفاظ عليه من التلف أو الكسر”.
وبخصوص أسعار البيع بالجملة، أوضح المتحدث ذاته أن “سعر البيع اليوم بلغ 28 سنتيم للبيضة الواحدة وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يتجاوز سعر البيع بالتقسيط 30 سنتيم”، منبها إلى “الإشكال هو أن الأسعار تسير في خط تصاعدي عوض أن تتراجع”.