مجتمع

أسعار الأضاحي بين رحمة سنوات “عِجاف” و”جشع” الوسطاء

أسعار الأضاحي بين رحمة سنوات “عِجاف” و”جشع” الوسطاء

تتوالى سنوات الجفاف وتتواصل معها أزمة ارتفاع أسعار الأضاحي مما يزيد من تكاليف الإنتاجية لدى الفلاحين لتوفير الكلأ للماشية، علاوة ظاهرة الوسطاء التي تزيد من تفاقم الغلاء، على بعد قرابة 4 أشهر ونصف من عيد الأضحى.

وفي هذا الصدد، أكد سعيد الشطبي، المدير العام للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن ارتفاع أسعار الماشية مرتبط أساسا بكلفة إنتاج الرأس الواحد، مستطردا “الكساب عندما يقرر بيع ماشيته يقوم بحساب كلفة الإنفاق عليها طيلة مرحلة تجهيزها للبيع، بعدها يضيف هامش ربح معقول لتلك الماشية”.

وأوضح الشطبي أن “ما يزيد من حدة الارتفاع في الأسعار كون الماشية تمر على أربع أو خمس وسطاء في السوق، ما يزيد من ارتفاع ثمنها كلما وقعت بين أيدي وسيط، حيث إن هذا الأخير يضيف بدوره هامش ربحه من تلك الأغنام وبالتالي يصل المنتوج للمستهلك الأخير بثمن مرتفع جدا”.

وأبرز المتحدث أن” كلفة الإنتاج عند الكساب مرتبطة بعاملين، أولهما الوضع البيئي للبلد، حيث أثر الجفاف المتواصل على الغطاء النباتي الذي كان يوفر نسبة كبيرة من كلفة الإنتاج بشكل مجاني، وأمام انعدام العشب الطبيعي يلجأ الكساب لشراء الأعلاف”.

ويضيف، “التضخم العالمي ساهم أيضا في ارتفاع مجموعة من مُدخلات الماشية من بينها الأعلاف التي تشكل نسبة 80 في المئة، حيث كانت تباع فقط بدرهمين ونصف تقريبا قبل أربع سنوات، في حين أصبحت تساوي 5 أو 6 دراهم حاليا، وبالتالي ارتفاع كلفة الإنتاج نجم عنها ارتفاع الأسعار في الأسواق”.

وأشار المدير العام للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز إلى وجود مجموعة من الإجراءات والبرامج التي تعمل عليها وزارة الفلاحة والصيد البحري لحل هذه الإشكالية، تُجسّد أساسا في وضع برنامج لدعم المنتوج الوطني (القطيع الوطني) وكذا الكساب المحلي، وذلك من خلال تثمين الأعلاف ذات الجودة العالية، بالإضافة إلى دعم التقنيات الجديدة والحديثة كالتلقيح الاصطناعي وبعض تقنيات التوالد التي من شأنها تطمح الوزارة الوصية لرفع إنتاجية القطيع الوطني.

وصرح سعيد الشطبي بأن الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز مستعدة للانخراط في هذه البرامج من أجل إعادة التوازن للمنتوج الوطني وللحد أيضا من ارتفاع أسعار الأضاحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News