وزيرا شغل المغرب وإسبانيا يُثنِيَان على مبادرة “وفيرة” لإدماج العاملات الزراعيات بعد العودة

اعتبر وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، أن الشراكة بين المغرب وإسبانيا في مجال إدماج المهاجرين (من أجل العمل) أثمرت تعاونا إيجابيا مكن من إدماج النساء العاملات بشكل موسمي في الجارة الشمالية في إطار برنامج “وفيرة WAFIRA”، والتي استفادت منها 209 امرأة حقَّقت مشاريع مدر للدخل.
وحضرت إلى فعاليات الحفل الختامي لمبادرة “وفيرة” عدد من العاملات الزراعيات المستفيدات من الدعم والمواكبة الذي توفره مبادرة “وفيرة” واللاتي قُدنَ مشاريع صغيرة ومتوسطة مدرة للدخل بعد عودتهن من الحقول الإسبانية ونهاية عقود عملهن الموسمية.
وأضاف المسؤول الحكومي، ضمن كلمته بالحفل الاختتامي لمبادرة (وفيرة) وإطلاق النسخة الثانية منها، أن الشراكة المغربية الاسبانية في هذ المجال تنصت ليس فقط للحاجيات الآنية التي يمكن أن يعبر عنها الفاعلون وإنما أيضا تنصت للمعنيين بهذه الهجرة، مؤكدا أن “هذه مقاربة لا تقدر بثمن بحكم أنها تمكننا من الاحترام المتبادل”.
وأشار السكوري إلى أن “هذا المشروع بالغ الأهمية يعكس التعاون والانسجام المتفق عليه بيننا وبين شريكتنا إسبانية بدعم مع الاتحاد الأوروبي”، مشددا على أن “مثل هذه المشاريع مرجعية بحكم أنه يُدمج الأفراد ويضعهم في صلب المجتمع بعد انتهاء فترة عملهم بالدول المستقبلة لهم”.
وأورد المتحدث ذاته أن “هذا المشروع “يروم إدماج من يقرر مغادرة قريته أو مدينته الأصلية ويفترق عن أهله وذويه والتوجه إلى دولة ما للشغل ويكتسب تجربة مهنية والحصول على دخل قبل قرار عودته ونهاية مدة عمله”.
وسجل الوزير نفسه أنه “حينما يعود النساء المعنيات بهذه الهجرة فإنه لن يصبحن نفس الأشخاص ولن يبقوا في نفس الحالة الاجتماعية وبالتالي لا بد من بذل مجهود لإعادة إدماجهن في هذا المشروع”.
ولفت السكوري إلى أن “الأسئلة المطروحة اليوم هو كيف يكمن أن نُخطط في النسخة الثانية من وفيرة 2 بشكل أكثر طموحا وإدماجا وتأثيرا”، مُلحاً على ضرورة التوفر على “قانون ينظم الحركية المهنية بيننا وبين الدول الراغبة في استقطاب اليد العاملة المغربية”.
واعتبر المتحدث ذاته أن الشراكة مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات توفر لنا محاور رسمي ومؤسساتي، مبرزا ضرورة وأهمية تمكينها من الوسائل الضرورية لإنجاح رعاية الحركية المهنية وجعلها رعايةً فعالة.
وعلى مستوى الجهود الضرورية على مستوى الدول المستقبلة لهؤلاء العمال، أوضح السكوري أنه لا بد من تطوير مواكبة عمودية أي إقناع شركائنا بأهمية الاستثمار في الحركية المهنية لهؤلاء النساء.
من جهتها، اعتبرت إلما سايز ديلغادو، وزيرة الإدماج والحماية الاجتماعية والهجرة الإسبانية، أن مبادرة “وفيرة هي مبادرة مهمة بين المغرب وإسبانيا”، مشيرةً إلى أنها “مناسبة للاحتفاء معا بإنجازاتها التي تواجه التحديات دولية في إدماج المرأة التي تشتغل ضمن الحركية المهنية”.
وبحكم أن العالم في حركية مستمرة، تضيف الوزيرة ذاتها ضمن كلمتها في الفعالية نفسها، فإن مباردة مثل وفيرة تبين أن تدبير الهجرة ليست فقط أساسية ولكنها واجبة وهذا ما أثبتته العلاقات والتعاون بين المغرب وإسبانيا في هذا المجال.
وأشارت الوزيرة ذاتها إلى أن هذه المبادرة “تبين القدرة على استباق حاجيات السوق الإسباني من اليد العاملة من خلال تأطير ومواكبة العاملات الزراعيات”، مبرزةً “أهمية تعزيز الاندماج للعمال المغاربة بعد عودتهم إلى بلدانهم الأصل”.
وبلغة الأرقام، أوردت الوزيرة الإسبانية أن مبادرة “وتيرة” حققت مشاريع مدرة للدخل، لافتةً إلى أنها “فرصة سانحة للتحول وتمكن النساء العاملات بشكل موسمي عندنا من اكتساب تقنيات وريادة أعمال حينما يعودون إلى مجتمعاتهن”.
وأوضحت الوزيرة ذاتها أن أغلب المشاريع كانت مشاريع زراعية ومقاولات متميزة، مشددةً على أنها “رمز للصمود والشجاعة وليست فقط فرصة للشغل أو ريادة الأعمال”.
واعتبرت المتحدثة ذاتها أن “الاحتفاء بهذه المرحلة لا يعني نهاية الرحلة وإنما فرصة لتوسيع هذه التجربة من خلال الاستعداد لإطلاق الشطر الثاني لـ”وفيرة” لفتح أهدافها على آفاق جديدة.