بنسعيد يؤكد العزم على تدريس الموسيقى الأمازيغية ويكشف وضعية دور الشباب

أفصح محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن وزارته تتوفر حاليا على 687 دارا للشباب منها 394 بالمجال الحضري و293 بالمجال القروي، إضافة إلى 167 مركزا سوسيو رياضيا للقرب (106 في المجال الحضري و61 في المجال القروي).
وأضاف بنسعيد في جواب كتابي حول “وضعية دور الشباب”، الذي تقدم به البرلماني إدريس السنتيسي عن الفريق الحركي، أن الوزارة واعية تماما بالنقص الحاصل في مجال تأطير دور الشباب حيث تقوم بتسيير هذه المؤسسات أطر لها كفاءة متميزة من خريجي المعهد الملكي لتكوين الأطر، إضافة إلى الاستعانة بأطر ملحقة من طرف الجماعات الترابية لسد الخصاص الذي يعرفه القطاع في هذا المجال، والذين يستفيدون من مجموعة من الدورات التكوينية في مجال أنشطة وبرامج الشباب.
وحرصا من الوزارة على إعادة إشعاع هذه المؤسسات، وجعلها تستقطب المزيد من الشباب في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي أصبح يعرفه العالم، تقوم الوزارة بتحسين مستوى وجودة الخدمات المقدمة بدور الشباب، وذلك من خلال جملة من الإجراءات والمبادرات، بحسب الوزير.
وضمن هذه الإجراءات والمبادرات، يضيف الوزير، الإدارة الرقمية بمؤسسات الشباب، باعتبارها من المحاور الأساسية في تعزيز كفاءة هذه المؤسسات وتحسين الخدمات المقدمة للشباب، والتي تهدف إلى توظيف التكنولوجيا الرقمية لإحداث تحول نوعي في إدارة الأنشطة، والتواصل، وتقديم البرامج والخدمات داخل مؤسسات الشباب.
وتهدف الإدارة الرقمية بمؤسسات الشباب، بحسبه، إلى تحسين جودة الخدمات بتوفير خدمات أكثر سرعة وكفاءة للشباب باستخدام الحلول الرقمية، وتعزيز الشفافية بضمان وضوح العمليات الإدارية وتمكين الشباب من متابعة الأنشطة والبرامج بسهولة.
وأبرز أيضا أن هذا الإجراء يهدف أيضا إلى زيادة الوصول والولوج إلى الخدمات من أجل تمكين الشباب في المناطق النائية من الاستفادة من البرامج والخدمات عبر المنصات الرقمية، ورفع مستوى التفاعل من خلال تعزيز التواصل بين الشباب والمؤسسات عبر القنوات الرقمية (مواقع إلكترونية، تطبيقات)، وتعزيز مستوى الثقة بالإدارة العمومية لدى الشباب.
وأكد المسؤول الحكومي أنه يتم تنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج الموجهة لفائدة الشرائح المستفيدة من خدمات مؤسسات الشباب، أفراداً وجمعيات المجتمع المدني، وذلك وفق محاور تتعلق بالأنشطة الثقافية والفنية، والأنشطة التربوية، والاحتفالات بالأيام الوطنية والدولية، والأنشطة الترفيهية والرياضية، والعرض الوطني لمؤسسات الشباب، وتقوية قدرات الجمعيات في مجال التنشيط السوسيو ثقافي.
وعملت الوزارة كذلك على تفعيل استفادة الشباب من مجموعة من البرامج مع مؤسسات، من خلال برنامج دعم قدرات الشباب في الابتكار والمقاولات الاجتماعية لسنة 2024، والمنظم بشراكة مع “منظمة الأمم المتحدة للطفولة”، يضيف الوزير.
ويهدف البرنامج المذكور، بحسب بنسعيد، إلى توفير فرص التعليم والتدريب وتعزيز المهارات اللازمة لسوق العمل، وتشجيع ريادة الأعمال ودعم المشاريع الابتكارية، وتعزيز مشاركة الشباب في الحياة العامة واتخاذ القرارات.
وتعقد الوزارة شراكات مع خبراء ومؤسسات لتدريب وتكوين الشباب، تنظيم ورشات عمل بالتعاون مع خبراء ماليين لتكوين الشباب في إدارة وتدبير الجانب المالي لمشاريعهم، ووضع الميزانيات، والادخار والاستثمار بشكل فعال، وتنظيم دورات تكوينية بالشراكة مع مؤسسات متخصصة لتعريف الشباب بمفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية وكيفية إنشاء مشاريع تساهم في حل المشكلات الاجتماعية، وفق ما جاء في الجواب الكتابي.
وأبرز أن الوزارة تعقد شراكات لتنظيم دورات تدريبية مع متخصصين حول إنشاء المشاريع، ووضع خطط العمل، وتحديد مصادر التمويل، والتسويق، والإدارة، وتنظيم دورات “ماستر كلاس” تستضيف تعاونيات رائدة في المجال، بغية استلهام الشباب من تجربتها وخبرتها وتمكنهم من كيفية إنشاء وإدارة التعاونيات، بما في ذلك الجوانب القانونية والتنظيمية والمالية.
ويقول الوزير في جوابه الكتابي إنه “يتم تخصيص فضاءات الألعاب الإلكترونية بمؤسسات الشباب، لتوسيع قاعدة المستفيدين في مجال الرياضات الإلكترونية، من خلال العمل مع الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تجهيز 89 دارا للشباب بفضاءات للألعاب الإلكترونية، وبمعدات ذات مواصفات دولية خلال سنتي 2022 و2023، ومن المنتظر أن تتم برمجة تجهيز 100 مؤسسة بفضاءات للألعاب الإلكترونية قريبا”.
ويشير الوزير في جوابه الكتابي إلى أنه بخصوص برامج التكوين الرقمي بمؤسسات الشباب، يتم تنظيم دورات تكوينية متنوعة في مجال الرقمنة.
وتهدف هذه البرامج بحسب الوزير إلى اكتساب المهارات الرقمية الأساسية من تصميم وبرمجة معلوماتية عن طريق تعلم إنشاء المواقع والمنصات الإلكترونية، والتدرب على معالجة بيانات الوسائط المتعددة، وتعلم صناعة المحتوى الهادف وآليات التسويق الرقمي، واكتساب مهارات التصميم الغرافيكي.
وضمن أهداف هذه البرامج التدرب على تصميم الإعلانات لإنشاء محتوى تسويقي فعال، وتعلم صناعة الألعاب الإلكترونية، واكتساب أساسيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتوعية الشباب لمكافحة التحرش السيبراني والجريمة الإلكترونية، وفق الوزير.
وأشار إلى أن الوزارة تخصص سنويا اعتمادات مالية مهمة لإحداث وإصلاح وترميم مؤسسات دور الشباب، وذلك من أجل ضمان جاهزيتها والرقي بخدماتها، كما يتم تزويد مؤسسات دور الشباب بجميع أنواع التجهيزات التي تساعدها في أداء وظائفها ومهامها، وذلك تنفيذا لمضامين مخطط عمل قطاع الشباب الذي يهدف إلى مواصلة الجهود المبذولة من أجل النهوض بمؤسسات دور الشباب، وضمان تدبير أمثل لها، سواء من حيث تأهيل بنياتها التحتية أو على مستوى تطوير البرامج والأنشطة المزاولة بها.
وفي جواب كتابي آخر لوزير الثقافة حول “تدريس الفنون الموسيقية الأمازيغية بمعاهد الموسيقى والفن الكوريغرافي”، تقدم به البرلماني إدريس السنتيسي عن الفريق الحركي، أكد أن وزارته تعمل على إيجاد السبل الكفيلة بتدريس الموسيقى الأمازيغية بمعاهد الموسيقى والفن الكوريغرافي، بتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
ويقترح بنسعيد التفكير في إدماج ورشات وتكوينات في الموسيقى الأمازيغية بالمراكز والمركبات الثقافية التابعة للوزارة، من خلال الاعتماد على الموسيقيين التقليديين ذوي الخبرة (الذين لا يتوفرون بالضرورة على دبلومات المعاهد الموسيقية، ويتم تحديد معايير الانتقاء من طرف المعهد والوزارة).
ويضيف بشأن مرحلة ثانية، العمل على صياغة دلائل بيداغوجية من طرف الباحثين والمختصين في بعض أصناف الموسيقى الأمازيغية، والتفكير في طريقة إدماجها في التعليم الموسيقي بمعاهد الموسيقى والفن الكوريغرافي.
وفي ما يتعلق باعتماد مواد تعليمية موسيقية بمعاهد الموسيقى والفن الكوريغرافي، يشير الوزير إلى أن الأمر يتطلب توفير برنامج دراسي يخص المادة المقترحة، ويجب أن يغطي هذا البرنامج الأسلاك الثلاثة من التكوين المعتمدة حاليا بمعاهد الموسيقى والفن الكوريغرافي.
ويضيف أن الأمر يتطلب أيضا وجود أساتذة ومكونين حاصلين على شواهد في التعليم الموسيقي، التي تسمح لهم بممارسة مهام التدريس بمعاهد الموسيقى والفن الكوريغرافي، وهي شهادة السلك الثالث (وتسلم بعد النجاح في نهاية السنة العاشرة)، وشهادة السلك الثاني (وتسلم بعد النجاح في نهاية السنة الثامنة)، وشهادة مستوى الثامنة.
وأكدت الوزارة أنها تولي عناية خاصة للمكون الثقافي الأمازيغي، وذلك من خلال تنظيم ورعاية مجموعة من المهرجانات الرامية إلى تحصين الهوية وصون الذاكرة، إلى جانب تكريم المبدعين والرواد الذين ساهموا في ربط هذا الموروث الثقافي بين الماضي والحاضر، وتنظيم محاضرات وندوات للتعريف بمختلف التعابير الموسيقية الأمازيغية.