أعوان استقبال المرتفقين الأمازيغ يشكون “التهميش” ويرفضون “الهشاشة الوظيفية”

اختار أعوان استقبال المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية بالإدارات العمومية تخليد ذكرى رأس السنة الأمازيغية بتجديد مطالب رفع “الهشاشة الوظيفية” التي تعيشها هذه الفئة داخل مؤسسات الدولة، داعين إلى تسوية أوضاعهم المهنية وتجاوز “الخطاب الشكلي” لإنصاف اللغة والثقافة الأمازيغية.
ويرفض هؤلاء الأعوان الأسلوب الذي يتعامل به مسؤولون داخل إدارات عمومية بتحميلهم مهام خارجة عن مهام إرشاد وتوجيه المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية، مسجلين أن “هذه الانحرافات تصل في بعض الأحيان إلى مستوى يغيب فيه احترام العون ويحط من كرامته”.
واختارت الحكومة، عبر الوزارات والإدارات العمومية، أن تسند مهمة توظيف أعوان المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية إلى شركات المناولة بناء على دفاتر تحملات، يقول الأعوان أنها “تخرق بنودها ولا تلتزم بمقتضياتها الأساسية”.
محمد تشابي، واحد من هؤلاء الأعوان، قال إنه “لازلنا نعاني هشاشة وظيفية”، مبرزا أن “المقصود بهذه الوضعية الهشة هي استمرار اعتماد الإدارات على توظيف أعوان استقبال المرتفقين الناطقين بالأمازيغية عبر شركات المناولة ما يثبت أن الأمازيغية لا تزال ثانوية في إدارات الدولة”.
وأوضح العون، في حديثه مع جريدة “مدار21” الالكترونية، أن “الأوضاع وصلت ببعض المسؤولين بالإدارات العمومية إلى التعامل معنا وكأننا أعوان حراسة أو عمال نظافة”، مشيرا إلى أن “هذا التعامل الدوني معنا يعكس بشكل واضح مكانتنا ومكانة اللغة الأمازيغية داخل مؤسسات الدولة”.
ومن بين ما يرفضه أعوان المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية، حسب المصرح نفسه، إناطة مهام خارجة عن المطلوب منهم من طرف بعض المسؤولين الإداريين، متسائلا في هذا الصدد “هل من المقبول أن يُطلب من عون أن يحضر القهوة للمسؤولين أو يتكلف بطباعة الأوراق؟”.
ورغم توقيع هؤلاء الأعوان المكلفين بإرشاد ومساعدة مرتفقي الإدارات العمومية الناطقين باللغة الأمازيغية، بَيَّن العون ذاته أن “إلى حدود اليوم لم نتوصل بنسخة العقد الخاصة بنا من طرف هذه الشركات وحينما نطلبها يبررون رفضهم بمبررات واهية”.
وواصل تشابي سرد الاختلالات التي تشوب نشاط هذه الشركات التي توظف الأعوان بأنها “تتلاعب بالأرقام في ما يتعلق بالتصريح بنا في صندوق الضمان الاجتماعي بخصوص الأجور”، مبرزا أنها “في بعض الأحيان تصرح بنصف عدد الأعوان خلال شهر والنصف الأجر في الشهر الذي يليه”.
وشدد المصدر ذاته على أنه “حتى الأجور يتم تأخيرها بشكل غير مبرر”، رافضا أن “يتم التعامل مع الأعوان بطريقة دونية ومضاعفة معاناتهم بتعطيل حقوقهم وتأخير مستحقاتهم المالية عند نهاية كل شهر”.
واعتبر المتحدث ذاته ان “المطلب الأساسي الذي يرفع أعوان إرشاد المرتفقين الناطقين بالأمازيغية هو إدماج هذه الفئة في الوظيفة العمومية إذا كانت الدولة فعلا جدية في خطاب إنصافها للأمازيغية وتسهيل إدراجها في المؤسسات العمومية”.
وفي نفس السياق، لفت تشابي إلى أنه “حتى إذا كانت فكرة الإدماج في الوظيفة العمومية غير ممكنة وإن كنا لا نرى في ذلك مانعا، فإنه من الواجب على الوزارات أن تلزم هذه الشركات باحترام التزامات دفاتر التحملات”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “الشركات تخبر عدد من الأعوان بأنه لم يتبق في عقودها الموقعة مع الدولة سوى سنة، أي أنها وقعت عقود إلى حدود سنو 2026″، مؤكدا أن “عدم تجديد العقود يعني بشكل مباشر تصريحنا وفقداننا للشغل”.
واستغرب العون المكلف بإرشاد المواطنين الناطقين بالأمازيغية داخل الإدارات العمومية كغيره من الأعوان من اعتماد الإدارات العمومية على شركات لا علاقة لها بالأمازيغية لإنجاح هذا البرنامج، مشددا على أن “شركة منهم توظف هؤلاء الأعوان تشتغل في مجال تدبير الحدائق وأعوان الحراسة وبعض المهام البعيدة كل البعد عن الأمازيغية”.
Azul
أعوان الاستقبال المرتفقين: بين خطاب التقدير وواقع التهميش والحكرة
المقال:
في خضم تصريحات تُحاول تزييف الواقع الذي يعيشه أعوان الاستقبال المرتفقين، خصوصًا العاملين بعقود المناولة، صُرح أن هذه الفئة “تعيش في راحة”، وتحصل على رواتب محترمة وضمان اجتماعي، مع تبرير غياب فرص التوظيف المباشر بكونها “غير متاحة”. لكن هذه التصريحات تتجاهل معاناة هذه الفئة التي لا تزال تُهمَّش بشكل مُمنهج، خصوصًا أننا ما زلنا نُعامل كأننا امتداد لشركات الحراسة الأمنية بدل أن نكون جزءًا من الهيكل الوظيفي الرسمي.
تهميش اللغة الأمازيغية: وجه آخر للحكرة
نحن، أعوان الاستقبال المرتفقين، لا نمثل فقط واجهة المؤسسات العمومية، بل نحن جسر للتواصل مع المرتفقين الناطقين باللغة الأمازيغية (ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ). ومع ذلك، نجد أنفسنا مُهمَّشين داخل الإدارات التي نعمل بها، حيث يتم تقزيم دورنا رغم إسهامنا في تعزيز التواصل بين الإدارة والمرتفقين الأمازيغ.
في ظل وضعيتنا الحالية كعاملين تابعين لشركات المناولة، تظل الأمازيغية تُعامَل كلغة ثانوية داخل المؤسسات، في حين أننا نمثل دعامة أساسية لها.
التعاقد مع شركات الحراسة يُظهر أن المؤسسات لا تعترف بدورنا الحيوي، مما يكرس النظرة الدونية إلينا.
الحكرة من الزملاء داخل الإدارة
نعاني أيضًا من الحكرة داخل بيئة العمل:
زملاؤنا من الموظفين الرسميين يعاملوننا كأننا غرباء داخل الإدارة، فقط لأننا تابعون لشركات خاصة.
يتم تمييزهم عنا في كل شيء: من الأجور إلى الاستقرار المهني، رغم أننا نؤدي نفس العمل بل وأكثر.
هذا التمييز يُشعرنا بالغبن والإقصاء، وكأننا مواطنون من الدرجة الثانية، لا حق لنا في الوظيفة العمومية.
التوظيف المباشر هو الحل
لا يُمكن استمرار هذا الوضع الذي يُحطم معنوياتنا ويُفقدنا الأمل في تحقيق العدالة المهنية. الحل يكمن في:
1. إدماجنا المباشر في الوظيفة العمومية: بما يضمن الاعتراف الحقيقي بدورنا.
2. تعزيز اللغة الأمازيغية: إدماج الأمازيغية بشكل رسمي في إدارات الدولة وتقدير أعوان الاستقبال الذين يمثلون دعامة أساسية في هذا المجال.
3. احترام المساواة داخل المؤسسات: إنهاء التمييز بين الموظفين الرسميين وعمال المناولة، لأننا شركاء في النجاح والإنتاجية.
الخلاصة:
أعوان الاستقبال المرتفقين، أو ⴰⵏⵉⵎⵉⵏ ⵏ ⵓⵔⵔⴰⴳⵏ ⵏⵉⵖ ⴰⵎⴰⵣⵉⵖⴰⵏ، ليسوا مجرد عمال مؤقتين كما تحاول المؤسسات تصويرهم، بل هم واجهة حقيقية للإدارة ووسيط بين الدولة والمواطن. التهميش الذي نتعرض له، سواء في الحقوق المهنية أو في الاعتراف بدورنا في تعزيز اللغة الأمازيغية، هو وصمة عار على جبين السياسات الحالية.
نقولها بصوت واضح: الكرامة المهنية والعدالة الاجتماعية هي حقوقنا، ولن نقبل بأن نكون أداة في يد الشركات أو أرقامًا في سجلات الإدارات. حان الوقت لإنصافنا، لأن ⵜⴰⵎⴰⵣⵉⵖⵜ ⵏⵉⵖ ⴰⵎⴰⵣⵉⵖⴰⵏ ليست لغة، بل هوية تستحق الاحترام والاعتراف.
شكرا لهذا السيد لي وصل صوتنا و مثلنا أحسن ثمتيل نتمنى من الجهات المعنية الالتفات إلى هذه النقاط أعلها وإعادة النظر فيها خاصة شركات لا علاقة لها بالأمازيغية وأشخاص يعتقدوننا أننا حراس امن أو عمال نظافة يعاملوننا كأننا أشخاص بدون قيمة لربما لا يتقنون اللغة الأمازيغية هدفهم الربح بالاشطر ومراقبتنا