رياضة

الرجاء الرياضي.. أزمة متراكمة وحاجة ملحة لإصلاح شامل

الرجاء الرياضي.. أزمة متراكمة وحاجة ملحة لإصلاح شامل

يعيش نادي الرجاء الرياضي أزمة عميقة على المستويين الإداري والفني، انعكست على أدائه ونتائجه، وسط دعوات لإعادة هيكلة شاملة تضمن استقراره المؤسسي، وتعزز التواصل مع جماهيره العريضة لاستعادة الثقة وتحقيق الاستدامة الرياضية.

ويرى الأستاذ الجامعي، ورئيس المرصد المغربي والإفريقي لاقتصاد الرياضة، علاء الأمراني، أن الأزمة التي يعيشها نادي الرجاء الرياضي ليست مجرد أزمة عابرة يمكن حلها عبر استراتيجية محددة، بل هي نتيجة تراكمات استمرت لسنوات طويلة، ما يتطلب إعادة هيكلة شاملة للنادي.

وأكد الأمراني، في تصريح لجريدة “مدار21” أن “المشكل أعمق من مجرد اقتراح استراتيجيات، لأن الوضع الحالي يعكس غياب المؤسسة داخل النادي، وهو أمر لا يتماشى مع متطلبات الاحتراف الذي يفترض أن نبلغه في أفق 2030”.

غياب الاستمرارية المؤسسية سبب رئيسي للأزمة

أبرز الأمراني أن الرجاء الرياضي شهد تعاقب تسعة رؤساء خلال العقد الأخير، وهو ما أدى إلى تباين في الرؤى وغياب الاستمرارية المؤسسية التي تعد ركيزة أساسية في أي فريق محترف.

وأضاف: “مهما تغيرت القيادات، يجب أن تبقى المؤسسة قائمة بذاتها، مع هياكل ثابتة تضمن استمرار العمل وتحقيق النتائج”.

ورغم الإنجازات الإفريقية والمحلية التي حققها النادي في السنوات الماضية، شدد الأمراني على أن هذه النجاحات لا تحجب المشاكل العميقة التي تتطلب حلولًا بعيدة المدى.

لجنة مؤقتة وشركات رياضية لإعادة الهيكلة

وأوضح علاء الأمراني أنه في حال استقالة المكتب المديري الحالي، فإن تشكيل لجنة مؤقتة يضم كفاءات مستقلة يجب أن يكون الخطوة الأولى نحو الإصلاح، مشيرًا إلى أن هذه اللجنة ينبغي أن تعمل بشفافية لوضع خارطة طريق لتدبير المرحلة الانتقالية.

واعتبر رئيس المرصد المغربي والإفريقي لاقتصاد الرياضة أن “المرحلة التالية تتطلب إعادة هيكلة عاجلة للمنظومة ككل، مع استغلال وجود شركات رياضية تعمل وفق منظومة واضحة المعالم”.

كما لفت إلى أهمية تنقية محيط الفريق من “السماسرة” و”المرتزقة” ممن يؤثرون سلبًا على أدائه، مبرزًا أن الرئيس السابق محمد بودريقة نجح في اتخاذ هذه الخطوة عند توليه المهمة، لكن هؤلاء عادوا مجددًا وفق شهادات المقربين من الرجاء.

تعزيز التواصل لاستعادة الثقة مع الجماهير

وفيما يتعلق بالتواصل مع الجماهير والشركاء، أبرز الأمراني أن الرجاء الرياضي يُعد من الفرق القليلة التي تنشر تقاريرها المالية بشكل منتظم، وهو ما يعكس مستوى من الشفافية، لكنه صرح أن “الإشكال يكمن في توقيت وطريقة التواصل، التي شهدت ارتباكًا في الفترة الأخيرة”.

وزاد موضحًا أن القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يمتلكها الرجاء تفرض على النادي تبني نهج تواصلي احترافي يليق بمكانته، داعيًا إلى الاستفادة من تجارب أندية كبرى مثل الأهلي المصري الذي يعتمد على مفهوم “العائلة” لتعزيز علاقته بجماهيره.

وأكد على ضرورة تكليف أطر كفؤة بالتواصل، باعتباره علمًا يؤثر بشكل كبير على صورة النادي، مشددًا على أهمية إطلاق منصة رسمية تُعنى بتعزيز التواصل مع الجمهور.

إصلاح الإدارة الفنية والتقنية لضمان الاستدامة

أما بخصوص الإدارة الفنية والتقنية، فقد اعتبر الأمراني أن الخطوة العاجلة تتمثل في تعيين إدارة رياضية تمتلك الخبرة والكفاءة اللازمة في التسيير الرياضي، مع رؤية طويلة الأمد.

وأضاف أن “اختيار طاقم فني وتقني جديد يجب أن يستند إلى نفس المعايير، كما كان الحال مع المدرب الألماني جوزيف زينباور الذي يُعد من أنجح المدربين في تاريخ الفريق”.

وشدد الأمراني على أن التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي باتا ضرورة ملحة لتطوير أداء الفرق، مستشهدًا باستخدام الطاقم الفني السابق تقنيات متطورة لمتابعة أداء اللاعبين وتطوير مهاراتهم.

وفي ختام تصريحاته، لفت الأستاذ علاء الأمراني إلى أن نادي الرجاء الرياضي يواجه تحديات معقدة تستلزم إصلاحات شاملة على المستويين المؤسسي والفني، مؤكدا أن العمل على هذه الإصلاحات، إلى جانب تعزيز التواصل مع الجماهير واستغلال الإمكانيات التكنولوجية، من شأنه أن يعيد الفريق الأخضر إلى مكانته الطبيعية محليًا وقاريًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News