سعيد الناصري ينفي رفض “نايضة” بالسينما ويوضح سبب نجاحه جماهيريا

ما يزال فيلم “نايضة” يثير سجالا في مواقع التواصل الاجتماعي بين مشيد بقصته ومنتقد لجودته الفنية، وسط انتشار شائعات حول عرضه بالقاعات السينمائية وعدم تأشير المركز السينمائي عليه.
وفي هذا الصدد، نفى الممثل والمخرج سعيد الناصري ترويجه لشائعات منع عرض فيلمه في القاعات السينمائية، أو عدم ترخيصه من المركز السينمائي، كما أشار إلى ذلك مجموعة من النقاد والمهتمين بالشأن الفني.
وأَوضح الناصري في تصريح خص به جريدة “مدار21” أنه لم يكن وراء هذه الشائعات، وأن البعض حاول اختلاق قوله لهذه الأكاذيب بغاية الإطاحة به والإساءة إليه.
وقال الناصري في هذا السياق: “لم أدع أن الفليم لم يعرض في القاعات السينمائية، إذ على عكس ذلك الفيلم أثار ضجة ولقي إقبالا في السينما وحصل على تفاعل الجمهور، إذ بلغ عدد مشاهديه 100 ألف”، مؤكدا أيضا أنه لا يمكن ترويج أي فيلم دون حصوله على ترخيص من المركز السينمائي، مردفا: “سأكون أحمقا إذا قلت ذلك أو قمت بترويج الفيلم دون تأشيرة وسأكون معرضا للمساءلة القانونية في تلك الحالة”.
وأضاف: “الفيلم حصل على ترخيص للتصوير من المركز السينمائي بعد عرضه على اللجنة، وتم معاينته خلال التصوير، وقدمنا نسخة مكتوبة للأمن أيضا”.
وأبرز أن حديثه كان عن عدم منح فيلمه دعما ماليا من المركز السينمائي أو أي دعم آخر، إذ صنعه بإمكانيات محدودة، وفق تعبيره.
وأكد من جهة أخرى أن التلفزيون المغربي رفض عرض الفيلم، ولم يتجاوب مع طلبه، مما جعله يعرض الفليم على أنظار الجمهور في منصة “يوتيوب” المجانية، بعد رفضه بيع هذا المنتوج لقنوات أجنبية.
وبخصوص الانتقادات التي واجهته بعد عرض فيلمه في “يوتيوب”، قال الناصري في حديثه للجريدة إن كل شخص يمتلك الحق في انتقاد جميع الأعمال بطريقته الخاصة، موضحا: “حينما أصنع فيلما أو عملا مسرحيا لا يفترض أن يعجب به الجميع”.
وقال في السياق ذاته: “لكن هناك ما يسمى بالنقد البناء والذي يعد مهما وجيدا، لأن أسوأ منه ألا تلفت انتباه الناس إليك، والحديث عن عملك يعني أن الموضوع استأثر باهتمامهم وحركهم لإصدار رأيهم بشأنه”.
في المقابل، يقول الناصري إن هناك فئة كان هدفها الإطاحة به والإساءة إليه فقط حسدا أو كرها في نجاحه أو من أجل “البوز”، وهي التي بدأت بإصدار شائعات وأكاذيب عنه.
وأردف: “كان هدف البعض التأثير على حب الجمهور لي، من خلال الضرب في الفيلم ثم في شخصي، لكن الجمهور لم يتأثر بذلك”.
وأشار الناصري إلى أنه غير مهتم بالجدل المثار حوله، وما يهمه حاليا نجاح فيلمه ومشاهدة أزيد من 18 مليون مغربي له خلال 10 أيام فقط، عادا أن هذا هو “الربح الحقيقي، الذي يدفعه إلى الاستمرار في المجال الفني”.
وقال الناصري إنه لم يكن ينتظر تفاعل الجمهور المغربي مع الفيلم، مرجعا الإقبال على فيلمه إلى أن “الجمهور المغربي يفضل الأعمال التي تحمل هويته وتحكي عن مشاكله، لذلك يدعمها ويتضامن مع صناعها”.
وخلق عرض فيلم “نايضة” في منصة “يوتيوب”سجالا في مواقع التواصل الاجتماعي بين مشيد بقصته ومنتقد للأخطاء التقنية والفنية التي تضمنها.
فئة عريضة من الجمهور المغربي اعتبرت أن الفليم يعكس معاناة المواطنين الذين ينتمون إلى طبقة اجتماعية هشة مع المنتخبين السياسيين، وتخبطهم بين دروب الحياة دون تمتيعهم بأبسط الحقوق وظروف العيش البسيط، وهي الفئة التي دعمته وطالبته بمزيد من الأفلام.
في المقابل، ناقش ثلة من النقاد والمهتمين بالشأن الفني مضامين الفيلم، مطلقين سهامهم على مخرجه ومنتجه سعيد الناصري، إذ وصفوا جودته بالرديئة وغياب توفره على معايير الفن، من حيث الكتابة التي عدها البعض تقريرية ومستفزة إلى جانب غياب خط درامي يربط حواراتها.
وضمن الانتقادات التي طالته، أن الناصري يلعب على الوتر الحساس للفئات البسيطة التي تتأثر بمواضيع قريبة من معاناتها، ويستغل موقعه لتمرير رسائل متكررة دون لمسة فنية.
ويحمل فيلم “نايضة” طابعا كوميديا، ويعالج قضية اجتماعية تتعلق بتنامي أحياء دور الصفيح في المغرب، في قالب هزلي.
وينقل الفيلم بحسب صناعه معاناة الشباب المغربي الذي يشكل نواة المجتمع في المستقبل، موجها عبره رسالة للمسؤولين في الدولة، من أجل فتح باب التواصل مع باقي المواطنين لإيجاد حلول فعالة لعدد من المشاكل الواقعية.
ويناقش الناصري في فيلمه السينمائي الجديد مسألة غياب التواصل الحكومي مع المواطنين المغاربة بشأن قضاياهم الاجتماعية والسياسية التي تهمهم، وما ينتج عنه من تخبط وسوء فهم ومشاكل كثيرة منها تفاقم الشائعات بداخل شبكات التواصل الاجتماعي، أمام انعدام التواصل، بحسب ما صرح به في وقت سابق.
وتدور أحداث الفيلم حول ثلاث عائلات تعيش ظروفا صعبة في “كاريان” أو دور الصفيح، ويرصد أيضا الجانب المظلم من حياة المسؤولين السياسيين الذين يتخلفون عن تنفيذ وعودهم، في المقابل ينتهزون الفرص دون الالتفات لشرائح المجتمع التي تتخبط وسط الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية.
ويشارك في هذا العمل، ثلة من الممثلين إلى جانب سعيد الناصري، منهم عبد الحق بلمجاهد، وعبد الكبير حزيران، رفيق بوبكر، الصديق مكوار، جناح التامي، ومحسن ناشط، وغيرها من الأسماء.