الفلسطيني إسكندر يقتنص النجمة الذهبية لمهرجان مراكش بفيلم “ينعاد عليكو”

استطاع المخرج الفلسطيني إسكندر قطبي نيل النجمة الذهبية في الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفليم بمراكش، عن فيلمه “ينعاد عليكو”، الذي يرصد الجوانب المسكوت عنها في العائلة الفلسطينية.
وحصلت الممثلة منار شهاب ووفاء عون مناصفة على جائزة أفضل ممثلة عن فيلمهما “ينعاد عليكو”، فيما حصل الممثل رومان لوتسكي على جائزة أحسن دور رجالي عن فيلم “تحت البركان” للمخرج داميان كوكور.
وحصل فيلم “الكوخ” للمخرجة سيلفينا شنيسر، في الدورة الـ21 من مهرجان مراكش، على جائزة لجنة التحكيم، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم الثانية إلى فيلم “القرية المجاورة للجنة” للمخرج مو هاراوي.
يذكر أن فيلم “ينعاد عليكو” للمخرج الفلسطيني، إسكندر قبطي، دراما عائلية يفكك من خلالها جدلية التحرر والمحافظة داخل مجتمع فلسطينيي 1948، منسوجة على قناعة واضحة بأن المجتمع يتحرر حين تتحرر نساؤه.
من خلال وقائع مترابطة لأفراد أسرة بورجوازية من فلسطينيي مدينة حيفا، ترتسم بورتريهات، معظمها لنساء يتبنين مقاربات مختلفة لمكانة التقاليد في حياتهن ويجدن أنفسهن مدعوات للاختيار بين تحمل مسؤولية الحرية الفردية أو العيش وفق ما تسطره القوانين غير المكتوبة للمجتمع.
وعرفت الدورة الجديدة مشاركة 14 فيلما، تعتبر بمثابة الفيلم الأول أو الثاني لمخرجيها، إذ عرض مجموعة من السينمائيين الذين تنافسوا على النجمة الذهبية للمهرجان أفلاما من مختلف الأنواع السينمائية، من الميلودراما إلى الأفلام الوثائقية مرورا بالسرد المتخيل والكوميديا الرومانسية.
وفي تفاصيل هذه الأفلام، قدم المخرجان المغربيان سعيد حميش بن العربي وهند المدب على التوالي “البحر البعيد”، و”سودان يا غالي”.
وقدم المخرجون المشاركون في المسابقة رؤاهم عن الأحداث التي يشهدها العالم اليوم، في أوكرانيا، من خلال الفيلم الروائي الثاني لداميان كوكور “تحت البركان”، أو في الصومال بفيلم “القرية المجاورة للجنة” للمخرج مو هاراوي الذي يحكي عن الحب والصمود، وفيلم “تأتي دائما في الليل”، الذي تستكشف من خلاله غابرييل برادي عواقب التغيرات المناخية في منغوليا في فيلم وثائقي مليء بالمشاهد الرائعة.
ورسم سينمائيان قادمان من آسيا صورة عن نساء قويات عندما يتناولان قضية العنف الأسري في الصين في فيلم “ملزمة في السماء” من إخراج هيو شين، والنضال الباسل للعمال البورميين في فيلم “ما، صرخة الصمت” للمخرج تي ماو نيانغ.
وفي أفلامهم الطويلة الأولى، غاص محمد حمدي ودانيا ريموند-بوغنو في تاريخ بلادهما: مصر من خلال فيلم “معطر بالنعناع”، والجزائر بفيلم “العواصف”، الذي قدمه المهرجان في أول عرض عالمي له، وكما تم تقديم الاكتشاف الجديد في السينما التركية، مراد فرات أوغلو، بفيلمه “أحد تلك الأيام مات فيها هيمي”.
وتناول المخرجون المشاركون في المسابقة، الجوانب المسكوت عنها في مؤسسة الأسرة من أجل الكشف عن مجموعة من الحقائق المجتمعية، سواء تعلق الأمر بما تعيشه عائلة فلسطينية من حيفا في فيلم “ينعاد عليكو” للمخرج إسكندر قبطي، أو عائلات أرجنتينية في فيلم “الكوخ” للمخرجة سيلفينا شنيسر، الذي قدم في مراكش في عرض عالمي أول.
ورسم فيلمان كوميديان دراميان صورة عن الشباب الراغب في إسماع صوته للعالم، حيث صور نيو سورا الصحوة السياسية لتلاميذ الثانويات اليابانية في فيلمه “نهاية سعيدة”، بينما وقعت لورا بياني من خلال “جاين أوستن دمرت حياتي” على فيلم ساخر وصادق في نفس الآن يتحدث عن الآمال الرومانسية لبائعة كتب.
واختار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، 70 فيلما للمشاركة من 32 دولة، في المسابقة الرسمية، والعروض الاحتفالية، والعروض الخاصة، والقارة الحادية عشرة، وبانوراما السينما المغربية، ثم عروض الجمهور الناشئ والأسرة والأفلام التي تقدم في إطار التكريمات.
واستفاد 12 فيلما من دعم “ورشات الأطلس”، ضمن برنامج الصناعة السينمائية لتطوير المواهب الصاعدة الذي أطلقه المهرجان سنة 2018، إذ شمل هذا الاختيار 9 أفلام ترشحت لتمثل بلدانها في جوائز الأوسكار.
يذكر أن المخرجة المغربية أسماء المدير، دخلت تاريخ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ20 السابقة، بانتزاعها النجمة الذهبية عن فيلمها “كذب أبيض”، إذ كانت أول مخرجة مغربية تحصل على هذه الجائزة.