أمكراز: التطبيع لا علاقة له بما يقع في غزة ومواقف زياش أقل ما يُمكن قوله

رفض عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، محمد أمكراز، الانتقادات المستمرة لـ”البيجيدي” التي بلغت حد اعتباره يدي الحزب ملطخة بدماء الفلسطينيين، بعدما أشرف الحزب الإسلامي على توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل نهاية سنة 2020، مشددا على أن ما تقوم به تل أبيب يتجاوز الإبادة.
وقال أمكراز، الذي حلّ ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي”، الذي بث مساء يوم أمس السبت على مختلف منصات جريدة “مدار21″، ردا على من يتهمون العدالة والتنمية بأن أيديهم ملطخه بدماء من يموتون في غزة لأنهم هم من وقعوا اتفاقية التطبيع، إن “هناك فرق كبير، وما يقع لا يتعلق بالتطبيع، ولا يقول هذا الكلام إلا مزايد حتى لا أقول كلمة أخرى”، مسترسلا “لكن المؤكد أن ذلك المسار (التطبيع) لا علاقة له بما يقع اليوم”.
وتابع وزير الشغل الأسبق “أن تقتل الناس والأطفال والنساء بتلك البشاعة أمر لا يمكن أن يقول بها عاقل. كان الله في عونهم وسامحنا الله جميعا لأننا نشاهد تلك المشاهد التي تقطع القلوب وليس لدينا ما نفعل للأسف”.
وتعليقا على ربط مواقف لاعب غلاطة سراي التركي، حكيم زياش، الداعمة لفلسطين واستبعده من المنتخب المغربي، يرى أمكراز أن هذه الاستنتاجات لا تستقيم “بما أن المدرب الوطني (وليد الركراكي) نفى ذلك، وهذا يعني أن ذلك ليس صحيحا والموضوع انتهى إلى أن يثبت العكس”.
وشدد المتحدث ذاته على أن “زياش لاعب كبير محبوب لدى المغاربة وهذا لا يناقشه أحد، ولكن في المقابل لديه آراؤه يعبر عنها ولديه مساحته الشخصية يعبر فيها عن آرائه، وما كتبه زياش عن ما يحدث في غزه هو أقل ما يمكن أن يقال وأمر طبيعي وعادي، وبالتالي أن يخرج لاعب أو شخص ما يتحدث بكيفية من الكيفيات عن ذلك فلا يمكن إلا أن يعبر عن آلام تسكن الجميع”.
وأكد المحامي بهيئة أكادير أن “ما يقع اليوم في غزة وصمة عار على جبين الإنسانية، لأن قتل الناس بتلك الطريقة وإلى تلك الدرجة يجب أن تكون متجردا من إنسانيتك لتقبل ذلك”.
وأشار إلى أن ما تقترفه إسرائيل من جرائم لم يسبق أن شهد مثلها التاريخ سوى في مناسبتين، موضحا “وقع ذلك مع هولاكو (حاكم مغولي) عندما دخل إلى بغداد وحاصرها وقصفها واقتحمها وأجرى أودية من الدماء في شوارع بغداد، إلى درجة أن الناس يتكلمون أنه في 40 يوما قتل أكثر من مليونين شخص”، والثانية “وقعت في 1258 ميلادية، عندما استسلم المستعصم بالله، الذي كان حاكم الدولة العباسية آنذاك، رفقة وفد من 3 آلاف شخص، وقابل هولاكو ذلك بذبحهم جميعا وأخذوا المستعصم بالله ووضعوه في كيس وركلوه بأرجلهم إلى أن توفي”.
وأضاف أن هذه الهمجية (الإسرائيلية) وهذا التعامل مع الإنسان لم يقع مثلهما في التاريخ إلا في حالتي هولاكو”.
ودعا محمد أمكراز القانونيين والمتخصصين في القانون على المستوى الدولي إلى أن “يبحثوا عن المصطلحات التي يمكن أن تصف ما يقع، وعلى العقوبات، لأنه لا أعرف كيف يمكن أن يعالج ما يحدث من الناحية القانونية، فقتل الأطفال والنساء ببرودة دم غير مسبوقه أكثر من الإبادة”.
وأبرز الوزير السابق أن “جميع الأحرار في العالم، باستثناء المتواطئين، يؤثر فيهم ما حدث في غزة، والدليل اليوم المسيرات التي نراها في الدول الغربية، والحقوقيون على الصعيد العالمي يتحدثون عن هذا الأمر”، مستدركا “لكن أظن أنه ستسجل في التاريخ أن الإنسانية في لحظة من اللحظات لم تستطع إيقاف فريق من الهمج يعتدي على النوع البشري، لأن هناك الذين يتحدثون اليوم عن معادات السامية وغيرها، لكن هؤلاء (إسرائيل) يعتدون ليس على السامية بل على الإنسانية وعلى استمرار النوع البشري”.