تكريمات الفنانين بعد مماتهم.. اعتراف متأخر أم استغلال ظرفية؟

اختارت إدارة المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير أن تكرم في نسخته الجديدة، الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي التي تحظى بتكريم آخر في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في الوقت الذي يرى فيه البعض أن تكريمات الفنانين والالتفاتة إليهم ينبغي أن تكون في حياتهم قبل رحيلهم.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن تكريم شخصيات راحلة برزت في السينما والتلفزيون والمسرح، التفاتة مهمة تبعث على الاعتراف والتقدير، يشير البعض الآخر إلى أنها استغلال ظرفية وفاة فنان يحظى بشهرة مهمة سلط على رحيله الأضواء.
وخصصت معظم الدورات الجديدة للمهرجانات الوطنية والدولية فقرة لتكريم الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي التي لم تحظى بتكريمات متتالية بهذا الكم قيد حياتها.
هدى الريحاني، التي بدورها كُرمت في المهرجان الدولي للسينما والهجرة بأكادير لهذه السنة، دافعت عن هذه الخطوة التي يعتبرها البعض متأخرة، إذ قالت في تصريح لجريدة “مدار21” إن الفرصة لم تأت من قبل لتكريم الراحلة، مردفة: “كانت لتكرم في مهرجانات أخرى لأنها تستحق لولا رحيلها”.
وأثنت على تكريمها في المهرجان، مدافعة عن خطوة التكريم في كافة الأحوال بالقول: “أنا أكرم اليوم وأنا على قيد الحياة، وتكريم الراحلة نعيمة المشرقي والدعاء لها التفاتة جميلة”.
وحرصت هدى الريحاني على تقديم تعازيها إلى عائلة الراحلة نعيمة المشرقي، إلى جانب المغاربة الذين يكنون حبا وتقديرا كبيرين لها، مضيفة: “سيدة كبيرة وقديرة نعزها جميعا”.
بدوره المخرج عادل الفاضلي، عبر عن سعادته لحضور تكريم الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي قائلا في تصريحه للجريدة: “أتيحت لي اليوم فرصة حضور تكريم الراحلة نعيمة المشرقي التي سُعدت بالاشتغال معها في وقت سابق، ووجدتها إنسانة بقيمة كبيرة وطيبة وفنانة عظيمة لن ننساها، ومن اللافت أن يعترف المهرجان اليوم بمسارها”.
واختار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الواحدة والعشرين، تكريم الفنانة نعيمة المشرقي التي وافتها المنية بتاريخ 5 أكتوبر، لكونها أيقونة حقيقية في الحقل الفني الوطني، وواحدة من أبرز الشخصيات التي تحظى بتقدير كبير من الجمهور المغربي، وأضفت موهبتها الفذة وأناقتها الطبيعية وعطاؤها المثالي إشعاعا خاصا على المشهد الثقافي بالمغرب منذ سنوات الستينيات من القرن الماضي، بحسب إدارته.
وأرجعت إدراة المهرجان اختيارها للفنانة المشرقي إلى مسارها الفني المتميز، الذي انتقلت بفضله من المسرح إلى الشاشة الكبيرة مرورا بالتلفزيون، أتاح لها إمكانية تجسيد العديد من الأدوار وملامسة قلوب أجيال متعاقبة من المغاربة، مسجلة أنها “سيدة عظيمة تمتاز بالتزاماتها المتعددة وشخصيتها المحببة لدى الجميع، سفيرة الثقافة المغربية التي لا تذخر جهدا في القيام بواجبها، كانت أيضا صديقة وفية لمهرجان مراكش وعضو مجلس إدارة مؤسسته”.
وأضافت: “رحيلها ترك فراغا كبيرا في المشهد الثقافي الوطني”، مبرزة “من خلال تخصيص تكريم لها بعد الوفاة، سيكرم ذكرى فنانة متألقة وسيدة ملتزمة تركت مجموعة من الأعمال المتميزة”.
وكان المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بدوره كرم الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي في دورته التي نظمت الشهر الماضي.
وكان آخر الأعمال التي شاركت فيها الراحلة نعيمة المشرقي مسلسل “ناس الملاح” الذي يسلط الضوء على عودة يهود مغاربة إلى منطقة الملاح بعد سنوات من الهجرة لملاقاة أجدادهم وسط أملاكهم، وهؤلاء المهاجرين اليهود من أصول مغربية سيقررون العودة إلى أحضان بلدهم الأم بعدما هاجروا في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
ووري الثرى السادس من أكتوبر، بمقبرة الشهداء في الدار البيضاء، جثمان الفنانة الراحلة نعيمة المشرقي، التي وافته المنية عن عمر يناهز 81 سنة.
ونعيمة المشرقي ممثلة مغربية من مواليد سنة 1943 بمدينة الدار البيضاء، شاركت في عدة أفلام ومسلسلات، مثل علال القلدة وتسقط الخيل تباعا، وغيرها.
ويعتبر العديد من الفنانين أن “التكريم” يكون مهما للفنان في مساره الفني ويشكل اعترافا وتقديرا لما قدمه للخزانة الفنية من أعمال، غير أن منهم من يرى أهميته في حياة الفنانين لا بعد مماتهم.