بين الولاء وضغط الجماهير.. هل أخطأ المغربي عمر الهلالي برفض برشلونة؟

أثار الدولي المغربي ولاعب فريق إسبانيول الإسباني، عمر الهلالي، جدلاً واسعاً بعد تأكيده رفضه عرضين من نادي برشلونة، مشدداً على حبه الكبير لفريقه الحالي، إذ اعتبرت فئة من متتبعي الشأن الرياضي بالمغرب هذه التصريحات مفاجئة، معبرين عن استيائهم من قرار اللاعب.
وانتقدت فئة كبيرة من الجماهير المغربية تصريحات الهلالي التي نقلتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، معبرين عن عدم رضاهم تجاه تصريحاته، ومعلقين بعبارات من قبيل: “هذه هي عقلية اللاعب المغربي”، و”واصل مسيرتك مع فريقك الذي لا ينافس سوى محلياً”، مما يبرز الإحباط من اعتبارات اللاعب في ظل وجود عرض من أحد أكبر الأندية الأوروبية.
وأوضح عمر الهلالي، في تصريحات نقلتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، أنه تلقى عرضين من نادي برشلونة لكنه قرر رفضهما قائلا: “لن أفكر في ذلك أبدًا”، مشيراً إلى أن قراره جاء نتيجة حبه الشديد لنادي إسبانيول.
وأكد مدافع إسبانيول: “لو عرض علي إسبانيول عقداً مدى الحياة، سأبقى هنا إلى الأبد، فالأمر واضح بالنسبة لي، أنا معجب جدًا بهذا النادي ومشجعيه، لكونه منحني الثقة عندما كنت طفلاً في الحي، في وقت لم تكن لدي رؤية واضحة”.
الضغوط النفسية والجماهيرية
وتعد مسألة الانتقال بين ناديي إسبانيول وبرشلونة موضوعاً حساساً في المدينة، إذ يتمتع كلا الفريقين بتاريخ طويل من المنافسة المحتدمة.
ويعد فريق برشلونة الإسباني واحداً من أنجح الأندية في العالم، بضمه في تشكيلته للاعبين مميزين، يتقدمهم النجم الإسباني الشاب لامين يامال، بينما يواجه إسبانيول تحديات في التنافس على المستوى المحلي.
ولذلك، فإن رفض لاعب المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة، لعروض “البارسا” يُمكن أن يُعد تحملا لضغط نفسي كبير، خاصة في ظل المقارنات التي ستُجرى بينه وبين لاعبي برشلونة.
كما تظهر الضغوط النفسية التي قد يواجهها مدافع إسبانيول في حال استمراره في صفوفه، إذ ستكون هناك توقعات عالية من الجماهير لتحقيق النجاح وإعادة الفريق إلى المنافسة.
وقد يواجه الهلالي انتقادات من الجماهير في حال لم يحقق أداءً متميزاً، خاصةً إذا قُورن مع اللاعبين الذين يختارون الانتقال إلى برشلونة، بتمتع هؤلاء بمكانة جيدة لدى الجماهير.
تأثر الانتقالات بالعقلية الاحترافية
لعل قرار الهلالي، يعكس كذلك تحديات العقلية الاحترافية لدى بعض اللاعبين المغاربة، ففي الوقت الذي يعد فيه الانتقال إلى نادٍ كبير مثل برشلونة فرصة فريدة للتطور والنجاح، يُظهر الهلالي تعلقه بفريقه الحالي، ما قد يُفسّر بأنه يعكس رغبة في الاستقرار والمساهمة في تحقيق الأهداف مع إسبانيول.
ومع ذلك، تُظهر الانتقادات التي تعرض لها أن عقلية بعض اللاعبين المغاربة قد تفتقر إلى الطموح الكافي للتنافس على أعلى المستويات.
كما تعكس هذه الظاهرة الحاجة الماسة لتغيير الثقافة الرياضية في المغرب، وتعزيز الرغبة في المنافسة بين اللاعبين الشباب.