مهرجان طنجة يتجاهل “احتكار العرض الأول” ويعتمد أفلاما “قديمة”

في الوقت الذي تشترط فيه مهرجانات عالمية احتكار العرض الأول للأفلام المتنافسة على جوائزها، قبل خروجه إلى قاعات السينما للعرض على عموم الجمهور، تَصرِف مهرجانات وطنية النظر عن هذه القاعدة التي تلازم معظم المسابقات الدولية.
واختار المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ضمن قائمته مجموعة من الأفلام التي سبق خروجها إلى صالات العرض، وقدمت عبر الشاشات الكبرى، بعد مشاركة بعضها في مهرجانات دولية.
وأوضح مصدر فضل عدم كشف اسمه أنه “لا مشكلة في عرض الأفلام في القاعات التجارية بالنسبة للمهرجانات الوطنية باستثناء مهرجان مراكش السينمائي، الذي يشترط بدوره احتكار العرض الأول”.
وأكد المصدر ذاته لجريدة “مدار21” أن المهرجانات المهمة في أوروبا تفرض العرض العالمي الأول، كما المهرجانات العربية المهمة التي تشترط العرض الأول في المنطقة.
واختارت اللجنة المشرفة على اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، منح تأشيرة المشاركة في المسابقة الرسمية بالدورة الجديدة منه، ضمنها فيلم “عصابات” للمخرج كمال لزرق، الذي خرج قبل أشهر إلى القاعات السينمائية المغربية بعد مشاركته في تظاهرات عالمية.
ورغم تألق فيلم “عصابات” في تظاهرات فنية وطنية وعالمية مهمة، إلا أنه لم يتمكن من جذب الجمهور المغربي إليه في القاعات السينمائية، حيث خرج مبكرا من حلبة المنافسة، وسُحب سريعا من على قائمة عروض الأفلام المقترحة بصالات العرض.
وفيلم “عصابات”، حصل على جائزة لجنة التحكيم، مناصفة مع الفيلم الفلسطيني “باي باي طبريا” للينا سوالم، في مهرجان مراكش، إضافة إلى نيله جائزة لجنة التحكيم في صنف “نظرة ما”، في مهرجان “كان” السينمائي.
وينقل فيلم “عصابات” خبايا ليالي مدينة الدار البيضاء، المليئة بالجرائم والأعمال المشبوهة، ويرصد حياة رجال عصابات ينتمون إلى طبقات هشة، ويستندون على قوتهم البدنية في المزايدة والدخول في رهانات وصراعات تؤدي حتما إلى ارتكاب جرائم غير متوقعة.
وسيتنافس فيلم “على الهامش” على نيل جوائز بمهرجان طنجة، بعدما اختير ضمن قائمة أفلام مكونة من 15 فيلما، بعدما حظي بفرصة عرض أولي بفعاليات الدورة الـ20 للمهرجان الدولي للفليم بمراكش نهاية العام الماضي، وانطلق عرضه في القاعات السينمائية قبل أسبوعين.
ويُلقي فيلم “على الهامش” نظرة على شخصيات توجد على الهامش وإثارة الانتباه إليها عبر قصص حب مشتتة، بين الطمع والقيام بأعمال غير مشروعة، ومحاولة التمسك بخيط رفيع للنجاة بحياتهم إلى بر العيش الكريم، إضافة إلى نقله تفاصيل تتعلق بالاتجار في البشر، في قالب كوميديا سوداء.
وسيكون فيلم “مروكية حارة” للمخرج هشام العسري ضمن قائمة الأفلام المتبارية في الدورة الـ24 المزمع تنظيمها في شهر أكتوبر الجاري، بعدما عرض في القاعات السينمائية المغربية، وحظي بفرصة العرض في مهرجان مراكش الدولي، إلى جانب احترازه صدارة العرض في منصة نتفليكس.
وفيلم “مروكية حارة” يجمع بين الكويميديا السوداء والساركازم، وهو استمرار للمشروع الذي اشتغل عليه في السابق رفقة فدوى الطالب في “بيصارة أوفر دوز” الذي كان تجربة رقمية في الأنترنت في 2016 ولقي إقبالا كبيرا، إلى جانب خلقه الجدل بين مؤيد ومعارض لفكرته.
ويحاول العسري في هذا الفيلم إبراز شخصية تعيش أسوأ يوم في حياتها في قالب كوميدي ساخر يحمل الكثير من الساركازم والمشاهد الكوميدية بمغزى، مشيرا إلى أن الفليم فيه جوانب قاسية تدفع بالمجتمع إلى مشاهدة أشياء خفية.
ويناقش أحداث غريبة تجري في مدينة الدار البيضاء وتعيد الأموات إلى الحياة، إلى جانب لتطرق إلى بعض ظواهر المجتمع المغربي سواء تلك التي ظهرت أو لم تظهر بعد، محاولا تقديم نظرة عن المستقبل.
واختير فيلم “أنيماليا” لصوفيا العلوي ضمن هذه القائمة، رغم عرضه سلفا في القاعات السينمائية واستمرار عرضه هذا الأسبوع، للتباري على نيل إحدى الجوائز.
وتدور أحداث قصة الفليم حول “إيطو”، التي تنحدر من ذطبقة اجتماعية بسيطة، تحاول التعايش مع وضع جديد، يتعلق بالمستوى الاجتماعي لعائلة زوجها.
وستجد “إيطو” نفسها في قلب أزمة مفاجئة بسبب دخول البلاد في حالة طوارئ نتيجة أحداث غريبة وغامضة.
ضمن الأفلام المتبارية، فيلم “صحارى” للمخرج فوزي بنسعيدي، الذي سبق أن عرض أيضا في القاعات السينمائية، الذي ينقل قصة مهدي وحميد، وهما صديقان قديمان يعملان في وكالة تحصيل في الدار البيضاء، قبل أن يتم إرسالهما إلى قرية بعيدة.
يذكر أن النسخة الماضية من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، مكنت المخرج عادل الفاضيلي، من انتزاع ست جوائز عن فيلمه الروائي الطويل “أبي لم يمت”، وهي الجائزة الكبرى للأفلام الروائية الطويلة، إلى جانب جائزة الإخراج، وجائزة التصوير، وجائزة الصوت، وجائزة الإنتاج، إضافة إلى جائزة الموسيقى الأصلية، في سابقة من نوعها.