جهويات

“عسكرة كُورنيش الفنيدق” لمواجهة تَدفُّق المهاجرين يُقلِق حقوقيين محليين

“عسكرة كُورنيش الفنيدق” لمواجهة تَدفُّق المهاجرين يُقلِق حقوقيين محليين

لم تستسغ تنسيقية المجتمع المدني للتنمية المستدامة والعدالة الترابية بالفنيدق تسييج ومحاصرة وعسكرة السلطات المحلية للمدينة لمواجهة تدفق المهاجرين غير النظاميين، معتبرةً أنها “خرق سافر للدستور المغربي وللقوانين وانتهاك صارخ للحريات العامة للمواطنين”.

واستنكرت التنسيقية ذاتها “الطريقة التي تم التعامل بها في هذا الملف وتسييج المدينة والمس بصورة البلد أمام المنتظم الدولي”، داعيةً إلى “الانكباب على التفكير في إيجاد وابتكار حلول عملية لمعالجة ظاهرة الهجرة غير النظامية بالفنيدق”.

وطالبت الهيئة ذاتها الحكومة بـ”التحرك الفوري وبرمجة مشاريع وبرامج هيكلية تهم التشغيل بالمنطقة برسم السنة المالية 2025″، مشددةً على “فتح مجال التوظيف بالإقليم أمام حاملي الشواهد العليا بالمدينة لإعالة أسرهم”.

ووصفت التنسيقية المهتمة بالشأن الحقوقي في المناطق الشمالية للمغرب “النزوح الجماعي والخطير للشباب والمراهقين واليافعين والأطفال” على أنه “أمر مؤسف”، مطالبةً من “برلمانيي الإقليم وأعضاء المؤسسات المنتخبة بالقيام بمهامهم وأدوارهم إزاء هذا الملف الحارق”.

واعتبر المصدر ذاته أن هؤلاء الشباب والمراهقين “يدفعهم الهروب من واقع اقتصادي واجتماعي مضطرب ومقلق للمخاطرو بحياتهم نتيجة رفضهم الاستمرار في العيش في ضل الفقر المدقع لمعظم الأسر والعائلات بمدينة الفنيدق”.

وانتقدت التنسيقية التي تضم عدد من الجمعيات الحقوقية بمنطقة الفنيدق “إغلاق معبر باب سبتة مند جائحة كرونا إلى يومنا هذا دون التفكير في إيجاد البدائل الاقتصادية الحقيقية لتحقيق العيش الكريم لسكان المدينة”.

وأمام هذا النزوح المرفوض جملة وتفصيلا، تضيف التنسيقية أنها ترفض “مجموعة من الخروقات والتجاوزات والانتهاكات من لدن السلطات المعنية  التي تعاملت مع الموضوع بمقاربة أثبتت فشلها الذريع إبان محاولات سابقة للتصدي للهجرة السرية عبر البحر”.

وأورد المصدر ذاته أن “الموضوع يحتاج ويتطلب مقاربة تشاركية ناجعة لحلحلة المشاكل المتراكمة مند إغلاق المعبر وإنهاء عهد التهريب المعيشي”، مسجلةً “الممارسات لا مهنية للقوات العمومية في التعامل مع الأطفال والقاصرين واعتقالهم بطرق تعسفية لا تكرس إلا مزيدا من الحقد والكراهية في نفوس أطفال ويافعين ضحايا السياسات العمومية الفاشلة”.

وأحالت الجمعيات الحقوقية ذاتها على المعطيات السوسيوـ اقتصادية والمؤشرات المقلقة للبطالة بمدينة الفنيدق، منتقدةً  “طريقة تعامل السلطات التربية بعمالة المضيق الفنيدق مع هذا الموضوع الحساس”، لافتة إلى أن “القرارات العاملية كانت ضاربت عرض الحائط التوجيهات الملكية المتعلقة بالتنمية الشاملة والاستجابة لمطالب المواطنين، ورسم وتنزيل السياسات العمومية الترابية، وجلب الاستثمار، وبناء مشاريع هيكلة لتوفير فرص الشغل للشباب الفنيدقي”.

وفي هذا السياق، دعت الهيئات ذاتها عامل عمالة إقليم الفنيدق إلى “التراجع عن القرارات المتخذة بخصوص تسييج ومحاصرة المدينة وإعادة تثبيت الكراسي بكورنيش المدينة باعتباره المتنفس الوحيد للساكنة وعدم معالجة الوضع الاقتصادي بالتدبير الامني”.

وكان مرصد الشمال لحقوق الإنسان بالمغرب قد سجل ارتفاع محاولات الهجرة غير نظامية بمعدل يفوق 300 في المئة خلال شهري ماي ويونيو 2024 مقارنةً مع الشهرين السابقين، مشيرا إلى رصد منتخبين جماعيين من بين محاولي العبور إلى سبتة ومليلية المحتلتين، وذلك في وقت ارتفعت فيه تحذيرات من مصداقية الأرقام غير الرسمية حول عدد المهاجرين.

وأورد المصدر ذاته أن “الفترة المذكورة تميزت بنجاح ما بين 1200 و1300 مهاجر غير نظامي، جلهم شباب من الفئة العمرية 15 و24 سنة من الوصول إلى سبتة المحتلة أغلبهم مغاربة”.

وعن المنافد التي دخل منها المهاجرون غير النظاميون الذي وصلوا سبتة، أبرز المصدر ذاته أن “90 في المئة منهم مر عبر الحدود البحرية مع الفنيدق و5 في المئة منهم عبر حدود المدينة البحرية مع بليونش و5 في المئة عبر السياج الحدودي”.

وأشار المرصد نفسه إلى “تمكن حوالي 15 مهاجر مغربي من دخول مدينة مليلية المحتلة”، مستدركا أنه تم “تسجيل هجرة غير نظامية لمنتخبين تابعين لجماعات ترابية بإقليم الناظور”.

وعلى مستوى الطرق التي يفضلها المهاجرون غير النظاميون لتنفيذ عملياتهم، أوضح المرصد أنه “لُوحِظ استمرار تفضيل أغلب المهاجرين غير نظاميين من ضمنهم قاصرين غير مصحوبين الوصول إلى مدينة سبتة سباحة”.

وفي ذات السياق، تابع المرصد أنه تم “تسجيل تحول نوعي من الهجرة سباحة بشكل فردي إلى الشكل الجماعي عبر استغلال نزول الضباب الذي يعوق المراقبة الأمنية عبر الحدود البحرية”.

وصلةً بالفئات العمرية للمهاجرين غير النظاميين، لفت معطيات المرصد إلى “تسجيل ارتفاع محاولات هجرة القاصرين غير المصحوبين نحو شواطئ سبتة المحتلة انطلاق من شواطئ الفنيدق بمعدل سباحة تصل إلى أزيد من 10 كلمترات، تستغرق ما بين 10 الى 15 ساعات بين المقطع البحري الفنيدق – سبتة، أو بليونش – سبتة الذي يستغرق ساعتين كمعدل ويعرف تيارات بحرية”، مشددا على أن “خطورة هذا المقطع تزداد بسبب الصخور الذي توجد على شواطئه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News