هل يعكس صمود الأفلام المغربية بالقاعات السينمائية جودتها؟

في الوقت الذي تُغادر فيه الكثير من الأفلام المغربية من القاعات السينمائية في وقت وجيز بسبب قلة الإقبال عليها من الجمهور، تصمد أخرى وتُعمر بها لأشهر، غير أن العديد من النقاد يشيرون إلى أن هذا الصمود لا يعكس جودتها الفنية وقيمتها.
وفي هذا الصدد، يقول الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم في تصريح لجريدة مدار21 إنه لا يمكن قياس جودة الأفلام بصمودها في القاعات السينمائية وإقبال الجمهور الواسع عليها، مشيرا إلى أنه “في المغرب في أغلب الأحيان تصمد الأفلام التي لا يتوفر فيها الحد الأدنى من الجودة الفنية”.
ويرى واكريم أن أغلب الأفلام المغربية التي تصدرت ” البوكس أوفيس” المغربي خلال السنوات الماضية كانت “كوميدية” ويعتمد فيها أصحابها على إضحاك الجمهور بشكل بسيط ومبتذل دون ضبط قواعد ومواصفات الفيلم الكوميدي، مبرزا أنها “تغيب فيها كوميديا الموقف والكوميديا السوداء وغيرها من أصناف الكوميديا الجيدة”.
ويشير في المقابل، إلى أنه في قليل من الأوقات التي “نرصد فيلما مغربيا جيدا من الناحية الفنية والسينمائية يصمد في القاعات، فإذا استثنينا أفلام نور الدين الخماري، وخصوصا فيلمين من ثلاثيته حول الدار البيضاء ( “الزيرو”و”كازا نيكرا”)، سنتعب في البحث دون أن نجد فيلما تم الاتفاق من طرف المتتبعين حول جودته وحقق إقبالا جماهيريا مهما”.
ولفت إلى أن هذا يُعد مشكلا كبيرا تعاني منه السينما المغربية، إذ “نجد الجودة الفنية في جانب ولا تخرج عن أسوار المهرجانات والأفلام ” التجارية” في جانب آخر في غياب شبه تام لأفلام تقع في الوسط وتجمع الحسنيين”، وفق تعبيره.
ويضيف في السياق ذاته: أصبح العديد من الموزعين يرفضون توزيع بعض الأفلام المغربية التي مثلت المغرب في مهرجانات مهمة ونالت تقدير النقاد والمتتبعين”.
ويواصل فيلم “أنا ماشي أنا” العرض في القاعات السينمائية الذي ينقل مغامرة لساعتين من الزمن مع البطل الرئيسي فريد، الذي يُجسد دوره الممثل عزيز داداس، إثر هروبه المستمر من المؤامرة وكيد مجموعة من النساء، اللواتي يرغبن في الانتقام منه بعدما نصب عليهن، منذ شهر دجنبر الماضي.
ويصمد فيلم “اللي وقع في مراكش يبقى في مراكش” أيضا في القاعات السينمائية، منذ شهر أبريل الماضي، إذ ينقل المشاهد في رحلة جديدة لا تخلو من المواقف الغريبة، اقتبس عنوانه من العبارة الأمريكية الشهيرة “What happened in Las Vegas stays in Vegas”، هي مدينة ملاهي يقصدها الناس في نهاية كل أسبوع، تقع فيها عدة مغامرات، وكانوا يقولون فيما بينهم ما وقع في “لاس فيغاس يبقي في فيغاس”، ليصبح هذا المثل مرتبطا في الثقافة الأمريكية بالحفاظ على السر بين الأشخاص، ويسقطونها على أي حدث وقع في مكان ما يرغبون في ترك تفاصيله سرا في ما بينهم.
وفيلم “اللي وقع في مراكش يبقى في مراكش” يحمل الكثير من ذكريات سعيد خلاف في المدينة الحمراء، التي عاش فيها العديد من المغامرات والتجارب، اختار أن يتناولها في قالب كوميدي بفيلمه السينمائي المرتقب.