أرقام الانقطاع تُطوِّق بنموسى وقرابة 60 ألف تلميذ خارج المدارس الابتدائية

لم تمنع إجراءات وزارة التربية الوطنية من استمرار نزيف عدد المنقطعين عن الدراسة وإعادة المنقطعين إلى مكانهم الطبيعي بالمدارس، إذ سجلت الأرقام الصادرة عن وزارة التربية الوطنية بلوغ عدد المنقطعين في المدارس الابتدائية 58 ألفا و819 برسم الموسم الدراسي 2022/2023 و156 ألفا و998 بالتعليم الثانوي الإعدادي مقابل 78 ألفا و651 بالتعليم الثانوي التأهيلي.
أرقام المنقطعين التي كشف عنها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في جواب كتابي، كشفت تسجيل العدد الأكبر من المنقطعين بالمنظومة التعليمية بالسلك الثانوي الإعدادي، مبرزةً أن “عدد المنقطعين بهذا السلك التعليمي عرف انخفاضا مهما بلغ 14.6 في المئة مقارنة مع الموسم الدراسي 2022-2021”.
وضمن الحلول التي يقترحها بنموسى لهذا النزيف، أكد حرص وزارته من خلال خارطة الطريق 2022-2026 على “إيجاد الحلول لهذه الوضعية بهذا السلك، وذلك من خلال تنزيل برنامج إعداديات الريادة انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل 2025-2024، والذي يسعى إلى تقليص الهدر المدرسي وإلى الزيادة في فرص نجاح التلاميذ”.
وأضاف المسؤول الحكومي أن “ظاهرة الهدر المدرسي تشكل أهم التحديات الأساسية التي تحول دون تحقيق التطور المنشود لمنظومة التربية والتكوين”، مبرزاً أن “التنامي المتزايد لنسب الهدر المدرسي يعتبر مظهرا من مظاهر هدر الرأسمال البشري الذي يعتبر ركيزة أساسية لكسب رهان التنمية”.
وأوضح بنموسى أن “أعداد المنقطعين تقلص بنسبة 12 في المئة مقارنة بالموسم الدراسي 2022-2021″، مسجلاً “انتقال عددهم من 334 ألف و664 خلال موسم الدراسي 2022/2021 إلى 294 ألف و458 خلال الموسم الدراسي 2023/2022”.
وعن توزيع المنقطعين، أورد المصدر ذاته أن “الحصة الكبرى من مجموع المنقطعين ترجع إلى صنف المنقطعين داخل الموسم الدراسي، بما في ذلك غير الملتحقين أي حوالي 230 ألف و904 منقطع، في حين أن عدد حالات الانقطاع الناتج عن الفصل وصل إلى 63 ألف و554 منقطع”.
وبخصوص تصنيف المنقطعين حسب الأعمار، أشارت الوثيقة إلى أن “62 في المئة من مجموع المنقطعين يتجاوز سنهم 16 سنة، أي السن الإلزامي للتمدرس”، مسجلةً أن “عدد المنقطعين سنويا لا يمثل بشكل دقيق وضعية وحقيقة هذه الظاهرة على أرض الواقع”.
وفي ما يتصل بالتلاميذ الذين استأنفوا الدراسة خلال الموسم الدراسي نفسه، أورد المصدر نفسه أن “إجراءات الوزارة مكنت من إرجاع 50 ألفا و448 تلميذ منقطع، منهم 31 ألف و830 مفصولا عن الدراسة بفعل قرارات مجالس الأقسام و 18 ألف و610 تلاميذ”.
وأحال المسؤول الوزاري في معرض إجابته على أجرأة مجموعة من التدابير لتجاوز ظاهرة الهدر المدرسي وعلى رأسها “مواصلة توسيع العرض من المؤسسات التعليمية”، مورداً “بلوغ العدد الإجمالي لهذه المؤسسات خلال الموسم الدراسي 2023-2024 ما يناهز 12 ألفا و113 مؤسسة أي بزيادة قدرها 1.9 في المئة مقارنة مع سنة 2023-2022، منها 6 آلاف و731 بالوسط القروي أي ما يمثل 55 في المئة من مجموع المؤسسات التعليمية”.
وواصل المصدر ذاته مشيرا إلى “انتقال عدد المدارس الجمعاتية من 271 سنة 2023-2022 إلى 306 مدرسة جماعاتية برسم موسم 2024-2023 أي بزيادة 12.9 في المئة”، موردا في الصدد ذاته “انتقل عدد الفرعيات من 13 ألف و112 سنة 2023-2022 إلى 13 ألف و8 برسم موسم 2024-2023”.