ثقافة | جهويات

مصالح الثقافة توضح بشأن التعديات على موقع بودايو الأثري بكلميم

مصالح الثقافة توضح بشأن التعديات على موقع بودايو الأثري بكلميم

تدخلت المصالح الجهوية للثقافة، ممثلة في المديرية الجهوية والمحافظة الجهوية، بالتنسيق مع مديرية التراث الثقافي، متخذة إجراءات عاجلة لمتابعة الوضع بموقع بودايو وحمايته، بعد تداول معلومات وصور تفيد بتعرضه لأعمال تخريب وإشغال غير قانونية، وفق ما أفاد به مدير التراث بالجهة، مصطفى أجلوق.

وأوضح أجلوق في تصريح خص به جريدة “مدار21” أن هذه الإجراءات شملت التواصل الهاتفي مع السلطة المحلية، التي أكدت توقيف الأشغال فور رصدها في إطار تدخل وقائي، مؤكدة استعدادها للتعاون الكامل مع مصالح التراث الثقافي في هذا الملف.

وأفاد المصدر ذاته بأنه تم توجيه مراسلات رسمية إلى السلطات الترابية المحلية، بالإضافة إلى برمجة معاينة تقنية للموقع صباح يوم السبت 25 أكتوبر 2025، بهدف التحقق الميداني من المعلومات المتداولة، وتوثيق الحالة الحالية للموقع عبر صور فوتوغرافية وإحداثيات دقيقة، وتقييم حجم الأضرار المحتملة، وتحديد طبيعة التدخلات البشرية أو الطبيعية.

وأضاف أجلوق أن هذه المعاينة ستتضمن إعداد تقرير تقني مفصل يُرفق بمحضر المعاينة، ويُرفع إلى الجهات المركزية المختصة، مشيرا إلى أن المشاركين في المعاينة سيشملون السلطات المحلية، المحافظ الجهوي للتراث الثقافي بجهة كلميم وادنون، ومفتش المباني التاريخية والمواقع.

وأكد المسؤول أن المصالح الجهوية للثقافة ومديرية التراث الثقافي ستستمر في التواصل مع الهيئات المعنية ومع وسائل الإعلام حول نتائج المهمة التفقدية، مشيرا إلى أن الوزارة تثمن يقظة المجتمع المدني وحرصه على حماية التراث، وتؤكد التزامها الكامل باتخاذ كل الإجراءات القانونية والتقنية اللازمة لحماية موقع بودايو وغيره من المواقع المصنفة بالجهة.

ويأتي هذا التوضيح بعد تداول معلومات وصور تفيد بتعرض جبل بوايدو، الواقع بدوار تينزرت جماعة تغجيجت، لأعمال تخريب ونهب للنقوش الصخرية التي تعود لآلاف السنين، إذ شملت الأضرار تكسير الحجارة المنقوشة التي تحمل رسومات لجواميس وغزلان، واقتلاع عشرات الأحجار ونقلها إلى مواقع بناء قريبة، واختفاء قطع صغيرة الحجم تحتوي على نقوش دقيقة، إضافة إلى تدمير القبر الجنائزي الواقع أسفل الجبل.

وكان عبدالله بنحسي، عضو المكتب السياسي لحزب الخضر المغربي، أكد في نداء أطلقه أن “عمال بعض الشركات الخاصة هم من يقفون وراء هذه الكارثة، بعدما عمدوا إلى فتح مقالع غير مرخصة واقتلاع الصخور الأثرية بحثا عن مواد للبناء والربح السريع، في تجاهل تام لقيمة هذا الإرث الإنساني الذي يصنف تراثا وطنيا ولا ماديا”.

وأشار الفاعل السياسي إلى أن الخطر لا يهدد جبل بوايدو وحده، بل يمتد إلى منطقة تينزرت وامتطضي وحوض آيت حربيل عامة، التي تشكل متحفا أركيولوجيا مفتوحا يزخر باللقى الأثرية والنقوش الصخرية والقبور الدائرية لفترة ما قبل التاريخ، والتي أصبحت اليوم عرضة للتدمير بالجرافات والشاحنات وتجار الآثار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News