الحرارة “تخنق” أسواق الدواجن وترفع الأسعار لمستويات قياسية

ارتفاع مهول تشهده أسعار الدواجن بتجوازها سعر الـ27 درهما في الأسواق هذا الأسبوع، ما جعل الطلب عليها يقل أمام تراجع العرض أيضا بسبب نفوقها جراء ارتفاع درجات الحرارة في الضيعات.
وفي هذا الإطار، اشتكى مهني هذا الارتفاع في أسعار الدواجن والذي وصفه بـ”الصاروخي”، مشيرا إلى أنه “أرعب المهني والمواطن العادي”، وأن بلوغه 27 أو 28 درهما يشكل صدمة.
وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21”: “نحن المهنيون نعاني من هذا الارتفاع في الأسعار، الذي يعود إلى الحرارة المفرطة، التي ألحقت أضرارا جسيمة بأصحاب الضيعات، بسبب نفوق الدجاج”.
وأبرز أن الدجاج المتوفر حاليا في السوق يأتي من ضيعات يعتمد أصحابها على المكيفات الهوائية لحمايته من الحرارة المرتفعة، بينما فقدت ضيعات أخرى لا تتوفر على هذه المقومات أعداد كبيرة من الدواجن.
وأكد المهني أن هذه الأسعار كان من الممكن أن ترتفع إلى 40 درهما، في حالة ارتفاع وتيرة المناسبات والأعراس والحفلات.
وأبرز المتحدث ذاته أن المهنيين لا يجنون الكثير من الأرباح، إذ يتم اقتناء الدجاجة الواحدة بسعر 25 درهما، وبعدما كانوا يقتنون ما يزيد عن 300 و400 كيلوغرام أصبحوا يقتنون فقط 70 كيلوغراما.
وأشار إلى أنه من شأن هذه الأسعار أن تتراجع في الأشهر المقبلة بعد انخفاض درجات الحرارة.
ولا تعرف الدواجن وحدها ارتفاعا في الأسعار، بينما يعاني المواطنون أيضا في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء التي وصل ثمنها إلى 100 درهم بالنسبة للجملة واقتربت فيه من 120 درهما للكيلوغرام الواحد في الأسواق الوطنية، ما جعل رابطة المهندسين الاستقلاليين تدعو إلى تعزيز المساعدات المالية لصالح صغار مربيي الماشية ودعم استيراد اللحوم المجمدة الحلال من أجل تحسين العرض وخفض حدة ارتفاع أسعار هذا المنتوج على جيوب المواطنين.
وأوضح عبد الكريم الشافعي، رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك، في تصريح سابق للجريدة، أن الارتفاع “المهول” في أسعار اللحوم الحمراء بشكل غير مسبوق وبلوغه مستويات قياسية لا تراعي خصوصية “جيب المستهلك المغربي”، مرده التضحية بـ”الشاة” إناث الأغنام في عيد الأضحى المنصرم، والتقلبات المناخية، إضافة إلى غياب تسهيل مساطر “الاستيراد”.
وكشف الشافعي أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ارتفع بـ30 في المئة و40 في المئة، مقارنة مع الأسعار السابقة، إذ إن لحم البقر وصل ثمنه إلى ما بين 120 و130 درهما، بينما وصل أسعار لحم الغنم إلى 140 درهما، وتجاوز ثمن لحم الماعز 150 درهما، مما لا يراعي القدرة الشرائية للمستهلك بحسبه.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن بيع “الشاة الأنثى خلال عيد الأضحى الماضي، فاقم أزمة اللحوم الحمراء وتسبب في تراجع إنتاجيتها”، مضيفا “كان خطأ فادحا ذبح “الشاة” التي من شأنها القضاء على القطيع، مما يستدعي منع بيعها”.