واقعة “العسكري” تجدد النقاش بشأن الوضع القانوني للنقل بالتطبيقات

ما تزال قضية تعرض اليوتيوبر فاطمة الزهراء العسكري للسب والشتم والتهديد باستعمال العنف، من طرف سائق سيارة تستعمل في النقل عبر التطبيقات التكنولوجية، حديث مواقع التواصل الاجتماعي، لتعيد النقاش بشأن الوضع القانوني لهذه الوسائل التي أصبحت خيار العديد من المواطنين الذين يشتكون سوء خدمات سيارات الأجرة.
وفي هذا الصدد، نبه عزيز الداودي، عضو في المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمهني سيارات الأجرة، من التنقل في سيارات بواسطة التطبيقات التكنولوجية، لعدم توفر سائقيها على رخص الثقة ولكونهم غير مسجلين لدى الدوائر الأمنية، مما قد يعرض السلامة الجسدية للأشخاص للخطر والمضايقات، مشيرا إلى أنه إذا كانت النساء من تنتقل بها، تزيد احتمالية تعرضهن للتحرش والاغتصاب.
وأضاف الداودي في تصريح لجريدة “مدار21” أنه في ظل غياب قانون ينظم عمل هذه التطبيقات يبقى لزاما على مرتفقي النقل بواسطتها، اللجوء إلى سيارات الأجرة حفاظا على سلامتهم.
وبخصوص اتهام بعض سائقي سيارات الأجرة بسوق خدمتهم للمواطنين، يعترف المتحدث ذاته بأن هناك أخطاء ترتكب في الممارسة المهنية، ضمنها الخصاص في أوقات الذروة، مشيرا إلى أن “المسؤولية مشتركية بين مهني سيارات الأجرة الذين عليهم الاحتكام إلى الضمير وخدمة المواطن بما يضمن راحته”.
وذكر الداودي بالظهير الشري ف1.63.260 الذي يؤطر النقل بواسطة سيارة الأجرة، والذي يمنع منعا كليا الوساطة في النقل بأي شكل من الأشكال، مضيفا: “بمعنى أن اللجوء إلى تطبيقات خارج قطاع سيارات الأجرة يعد فعلا منافيا لجميع القوانين الجاري بها العمل”.
واعتبر أن ممتهن هذا النشاط المتعلق بالنقل بواسطة التطبيقات التكنولوجية، يدخل في سياق النقل السري الجماعي للأشخاص، مبرزا أن تبعاته تستوجب توقيف المركبة طبقا للمادة 96 من مدونة الشغل لمدة 15 يوما، وسحب رخصة السياقة من السائق لمدة لا تقل عن 3 أشهر، وفي حالة العود تتضاعف هذه العقوبة.
وناشد المهني، بحفاظ كل سائقي سيارات الأجرة على شرف المهنة ونبلها وخدمتها الاجتماعية التي في عمقها تتعدى هامش الربح المادي، حتى يكونوا خير سفراء لوطنهم.
ويشتكي العديد من المواطنين المغاربة سوء خدمات بعض سائقي سيارات الأجرة التي تكمن في رفضهم اصطحاب ثلاثة أشخاص، والاتجاه إلى أماكن معينة، وغيرها من السلوكات التي تدفعهن باختيار بديل حتى وإن كان غير خاضع لتأطير قانوني، تسهيلا لرحلتهم ولتفادي الانتظار مطولا على أرصفة الشوارع.
وخرجت اليوتيوبر العسكري في مقطع فيديو انتشر بشكل سريع في مواقع التواصل الاجتماعي، تنبه فيه السيدات من مخاطر اختيار استعمال هذه التطبيقات التي من شأنها أن تعرض سلامتهن للخطر، متحدثة عن تجربتها التي كادت أن تتسبب لها في مأساة.
يذكر أن عناصر عناصر الشرطة بولاية أمن الرباط، تمكنت من توقيف سائق السيارة التي تستعمل في النقل عبر التطبيقات، وذلك للاشتباه في تورطه في تعريض سيدة للسب والشتم والتهديد باستعمال العنف، بعدما تقدمت الضحية التي سردت ما وقع لها في مقطع فيديو انتشر بسرعة، بشكاية في الموضوع.
وعلى إثره، تم إخضاع المشتبه فيه لتدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد كافة ظروف وملابسات هذه القضية.