حوارات

أصغر مستشار جماعي بالرباط لـ”مدار21″: بمقدورنا قطع الطريق على أعيان الانتخابات

أصغر مستشار جماعي بالرباط لـ”مدار21″: بمقدورنا قطع الطريق على أعيان الانتخابات

مع كل استحقاقات انتخابية يعود إلى الواجهة موضوع عزوف الشباب عن المشاركة السياسية، حيث أصبح إشراك هذه الفئة رهانا حقيقيا تخوضه الحكومات المتعاقبة وكذا الأحزاب السياسية.

ونجد أن الشباب المغربي يقف على طرفي نقيض، بين من قرر الانضمام الى الشبيبات الحزبية رغبة في أن يجد لنفسه موطئ قدم في الخارطة السياسية وتحمل المسؤولية، وبين شباب استقروا على مبدأ اللا انتماء مطالبين بدورهم بحضور رأيهم في مختلف مناحي الحياة السياسية وإيجاد الحلول لتوفير العيش الذي يحلمون به.

وقد أبانت استحقاقات الثامن من شتنبر عن عصر سياسي جديد، قد يقود زمامه الشباب وهو ما دفعنا إلى إجراء هذا الحوار مع محمد جاد زهراش، باعتباره من الشباب الذين حظوا بثقة الناخبين في انتخابات 2021 عن سياق انخراطه في اللعبة السياسية خاصة مع انتخابه كأصغر مستشار جماعي في المملكة.

كيف ولجت عالم السياسية والتحزب وبالتالي المشاركة في الإستحقاقات الانتخابية؟

في الحقيقة هو قرار اتخذته عن وعي تام بأهمية المشاركة السياسية للشباب، وضرورة إشراكهم في تدبير الشأن العام، وهذا القرار انعكس أيضا على اختياراتي الدراسية أيضا فأنا اليوم طالب بسلك الماستر، وممثل سابق لطلبة كلية الحقوق، كما أشغل منصب مستشار بمجلس مدينة الرباط باسم حزب الأصالة والمعاصرة وتم انتخابي اليوم نائب ثالث لرئيس مجلس مقاطعة يعقوب المنصور .

وفكرة التحزب بدأت بالانخراط مع الشبيبة الاتحادية التي أعتز بانتمائي السابق لها، بعد ذلك ولجت حزب الأصالة والمعاصرة بعرض منه، وخضت بنجاح الاستحقاقات الانتخابية للثامن من شتنبر باسمه.

https://www.youtube.com/watch?v=I7KXLIDUIrA

كيف تفاعلت أسرتك مع قرار الانخراط في العمل السياسي، وكذا المشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة؟

أنتمي إلى عائلة متحزبة وذات وعي سياسي بالأصل ذلك أن لوالدي انتماء لحزب الاتحاد الاشتراكي، حيث كان عضوا في مجلسه الوطني قبل أن يقدم استقالته الأسبوع الماضي وبالتالي لم ألق أي معارضة أو استغراب من عائلتي، صحيح كان نوع من التخوف من الفكرة وهذا طبيعي، لكن بعد ذلك حظيت بدعمهم ومساندتهم.

وأرغب كذلك في توضيح بأنه لا علاقة لوالدي باختياراتي السياسية بطبيعة الحال، حيث  أن انخراطي في الشبيبة الاتحادية كان عن قناعة وبصفة مستقلة وأعتز بتلك الفترة، بل وكانت لدي رغبة كبيرة في الاستمرار في النضال في الصفوف الاتحادية، غير أن مشاكل داخلية أرغمتني على تقديم استقالتي من المجلس الوطني للشبيبة،  بعد ذلك انتقلت “للبام” الذي  منحني الثقة للترشح باسمه وأنا اليوم مستشار أمثلة واعتبر أصغر مستشار بالمدينة .

لماذا هذا الانتقال ثم الترشح باسم حزب الأصالة والمعاصرة بدل الاتحاد الاشتراكي؟

سبب اختياري لحزب الأصالة والمعاصرة ينبني على المشروع الانتخابي الجيد الذي تم تقديمه، فضلا عن لائحة مرشحي الحزب التي تضم خيرة بنات وأبناء يعقوب المنصور على المستوى المحلي، وكذلك ثلة من الوجوه الشابة جديدة على الساحة السياسة والذي لم يسبق لهم الترشح .

علاوة على ذلك برنامج الحزب الوطني الذي يتجاوب مع احتياجات ورغبات المواطنين محليا ووطنيا، وقبل انخراطي مع حزب الأصالة والمعاصرة كنت عضوا في الاتحاد الاشتراكي وكانت لدي رغبة في الترشح باسم الحزب، لكن مشاكل داخلية كما سبق وصرحت حالت دون ذلك.

 

تميزت انتخابات الثامن من شتنبر، بنسبة مشاركة عالية وغير مسبوقة بتجاوزها 50 بالمائة، هل يسعنا القول بأن فئة الشباب كان لها دور رئيسي في بلوغنا هذه النسبة؟.

إلى حدود الساعة لا توجد إحصائيات رسمية  من طرف وزارة الداخلية أو المندوبية السامية للتخطيط بخصوص نسبة الشباب، ولكن بقراءة  في اللوائح المقدمة في الاستحقاقات من طرف مختلف الأحزاب، أظن أننا نسير نحو تطور ايجابي على مستوى مشاركة الشباب في المشهد السياسي المغربي، ذلك أنه أصبحنا نرى رؤساء شبيبات حزبية يخوضون الاستحقاقات بل و ينجحون في الظفر بمقاعد برلمانية والأمر نفسه على مستوى مجالس الجهات والمقاطعات، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنه بمقدور الشباب قطع الطريق على أعيان الانتخابات مستقبلا.

ماذا بخصوص الطعن في انتخاب أصغر رئيسة جماعة بالمغرب ألا يعد هذا وكأنه استهدافا للشباب تزامنا مع محاولات مصالحة الشباب والسياسية؟

بالنسبة لقرار الطعن الصادر في حق نجية صادق، أصغر رئيسة جماعة بالمغرب، تحديدا بإقليم تاوريرت عن حزب الأصالة والمعاصرة، هو قرار صادر عن مؤسسة مختصة وهي المحكمة الإدارية التي يدخل ضمن اختصاصاتها البث في النزاعات الانتخابية، وبما انه قرار صادر عن مؤسسة قضائية لا يحق لمن كان التشكيك او التعقيب عليه، ولكن يمكن القول أن النصوص القانونية المغربية تعرف تباينا، الشيء الذي أحدث هذا الاشكال، حيث ان النص الدستوري يتكلم حول أن السن القانوني للترشح هو 18 سنة بينما مدونة الانتخابات حددته في 21 سنة.

وبالتالي، شخصيا أرى أن واقعة الطعن في هذه الحالة يجب أن تكون فرصة لمراجعة النصوص القانونية وملائمتها.

في نظرك، ما هي أولى الإنتظارات الموضوعة على طاولة الحكومة المقبلة بخصوص الشباب؟

باعتباري أنتمي لحزب هو وصيف متصدر استحقاقات الثامن من شتنبر على المستوى الوطني، يمكنني القول ان الشعب المغربي وثق في برنامجه الانتخابي، مما بوأه المرتبة الثانية، ويكون في الأغلبية الحكومية. ومن أولويات حزب الأصالة والمعاصرة معالجة مخلفات جائحة كورونا اقتصاديا واجتماعيا، وربط ذلك مع الفئة الشابة بالمجتمع حيث يمكن أن نحيد عن حاجة الشباب في التشغيل أكثر من أي وقت مضى سواء في القطاع العام او الخاص. كما أن المواطن المغربي قد تفاعل بشكل إيجابي مع البرنامج الوطني للحزب، الذي يضع ضمن أولوياته القصوى أيضا التعليم العالي والتكوين المهني ومواكبة التكوين مع متطلبات سوق العمل.

كيف تقيم حضور الشباب في المشهد السياسي المغربي عموما؟

عندما نتحدث عن انخراط الشباب في الحياة السياسة ونربطه بالإحصائيات التي نشرتها المندوبية السامية للتخطيط على سبيل المثال، التي تقول فيها ان واحد في المائة فقط من الشباب منخرطين في الشبيبات الحزبية، فهنا يستوجب طرح علامة استفهام كبيرة.

الأسباب متعددة، ويمكن الحديث هنا عن السيرورة التاريخية للانخراط الحزبي، فاليوم عندما نحاول اقناع شاب بحقه في الانخراط السياسي يعبر في جوابه عن الخوف من الاعتقال السياسي أو فقدان الحق في الوظيفة العمومية، وهو تصور لا أساس له من الصحة، لأن عدد من المناضلين في صفوف الأحزاب السياسية يملكون وظائف عمومية قارة، وبالتالي هي فكرة مغلوطة، فالعمل السياسي لا يتقاطع والحق في الحصول على الوظيفة العمومية.

كما ان الانخراط السياسي لا يكون فقط عبر التسجيل المباشر في الحزب، بل له عدة تصورات، فمثلا ابداعات شباب الالتراس، هي أيضا ممارسة سياسية، لأن الرسائل التي يعبر عنها الشباب في ملاعب كرة القدم تبين مدى اهتمامهم الفعلي بالسياسة، وتتبعهم للساحة السياسية بالمغرب، وتبقى طرق التعبير عن الآراء السياسية تختلف من شخص إلى آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News