المغاربة وفلسطين.. تضامن شعبي لا ينضب للشهر التاسع من الحرب

رغم انقضاء الشهر التاسع على الحرب المتواصلة على غزة منذ أحداث السابع أكتوبر من العام الماضي، ظل المغاربة من أكثر الشعوب التي حافظت على دعمها والتزامها الثابت بدعم القضية الفلسطينية. ويأتي هذا التأكيد في ظل الجهود المستمرة التي يبذلها المغرب لدعم الشعب الفلسطيني على الأصعدة السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية.
وحول سر استمرار التضامن المغربي اعتبر الناشط الحقوقي والسياسي خالد البكاري، أن “هذا الأمر غير مفاجئ، مشيرا إلى أن المغرب كان دائما في المحطات الكبرى والمفصلية التي تمر منها القضية الفلسطينية من البلدان التي تشهد صيغا متعددة للتضامن، كما أن أكبر التظاهرات كان يحتضنها المغرب”.
ونبه خالد البكاري في تصريح لجريدة “مدار 21″، إلى أن الأهم في هذه التظاهرات والفعاليات التي عقبت أحداث السابع من أكتوبر وما تلاها من مجازر، إضافة إلى الجانب التضامني، هو أنها جاءت بعد مدة من الاتفاق الثلاثي المبرم بين المغرب والولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل، لتفند الاعتقاد الذي راج حول تراجع مكانة القضية الفلسطينية في اهتمامات الشعب المغربي وقواه الحية.
كما أنها جاءت، يضيف البكاري، لتؤكد “أن هذه القضية ما زال لها نفس الوهج في وجدان الشعب المغربي”. مسجلا أن على الدولة أن تلتقط هذه الإشارات وأن تقرأها جيدا وأن تحاول قدر المستطاع أن تتجاوب مع النداءات الداعية إلى وقف مسارات التطبيع.
وأوضح الناشط الحقوقي، أن هذا الدعم المستمر للقضية الفلسطينية، بعد مرور تسعة أشهر على بدء الحرب، يؤكد بجلاء أن الناس مازالت تتابع ما يجري في فلسطين ومازالت متألمة ومتضامنة، خصوصا وأن الكثير راهنوا على عامل الزمن، معتبرين أن تلك الجرائم المروعة وعمليات الإبادة والتقتيل والوحشية ستصبح مشاهد مألوفة مع الوقت.
بيد أن ما حصل، يضيف البكاري، هو العكس، مبينا أن “هذا الاجرام الصهيوني وعملية الإبادة والتقتيل والوحشية التي دفعت الأمين العام للأمم المتحدة بنفسه للقول بأنها غير مسبوقة جعلت هاته القضية تبقى في صدارة الاهتمام ليست في المغرب فقط ولكن في جل دول العالم”.
كما اعتبر أن هذه الاستمرارية، “تدل على صلابة المكونات التي تدعوا إلى التظاهر خصوصا وأن أغلب هذه المظاهرات والفعاليات تدعوا لها الجمعية الوطنية لدعم الشعب الفلسطيني لمناهضة التطبيع وهي جبهة تضم مجموعة من المكونات بينها اختلافات مرجعية وأيديولوجية والتي لطالما اختلفت في قضايا كثيرة”.
غير أن هذه القضية، وفق البكاري، جعلت التنسيق بينهم قائما، “رغم أن خلال هاته المدة ظهرت بين هذه القوى اختلافات في قضايا أخرىن من مثل خلافات بينهم في قضية مدونة الأسرة، وكذلك الخلافات التي كانت بينهم مثلا في قضية الحريات الفردية بمناسبة النقاش حول التعديلات المزمعة على مشروع القانون الجنائي. ولكن رغم كل هذه الاختلافات حافظوا على التنسيق بينهم داخل الجبهة فيما يخص الموضوع الفلسطيني”.
وبخصوص حملة المقاطعة التي شنت على جملة من المنتوجات الداعمة لإسرائيل، أشار الناشط الحقوقي والسياسي إلى نجاحها النسبي، مشيرا إلى أن بعض الشركات المستهدفة خفضت أسعارها وزادت من حملاتها الاعلانية بشكل غير مسبوق، وهذا مؤشر على نجاح الحملة.
غير أن نجاح المقاطعة، بحسب البكاري، لم يصل إلى ذاك المستوى المتوقع من قبل الداعون إليها، منبها إلى أن استنتاجه هذا راجع بالأساس إلى ملاحظته في الفضاءات الكبرى للتسوق وكذلك بعض الحوارات مع بعض المتاجر التي يتعامل مع أصحابها.