مجتمع

العمراني: لا نملك أي معطى عن هدم سور الموحدين والأمر إساءة للمغاربة

العمراني: لا نملك أي معطى عن هدم سور الموحدين والأمر إساءة للمغاربة

 أثار خبر إمكانية هدم جزء من السور الموحدي الضخم الذي يحيط بالعاصمة الرباط، والذي يرجع تاريخ بنائه إلى بداية القرن الـ12 لفتح مدخل جديد لمحطة القطار الرباط المدينة، موجة غضب عارمة بين المواطنين، ممن استنكروا سحل هذه المعلمة التاريخية التي تعد جزءا من الذاكرة الرباطية، وهو ما يتفق معه أيضا النائب السابق لعمدة الرباط، لحسن العمراني، الذي يرى في هدم السور عوض ترميمه “إساءة حقيقية للمغاربة والتراث الإنساني والبشرية على حد سواء”.

العمراني وفي تصريح لـ”مدار21″، قال إن “هدم السور في حالة ما تم تأكيد الأمر هو إساءة حقيقية ليس فقط للمغاربة، بل للتراث الإنساني وللبشرية عامة”، مشددا على أنه ضد هذا الفعل الذي من شأنه تدمير مآثر شاهدة على تاريخ المغرب، كما سبق وحدث مع قوس مدينة العرفان وجزء من السور عينه”.

ولفت المسؤول الجماعي السابق إلى أنه وإلى حدود كتابة هذه الأسطر “لا يملك أي معطيات رسمية بعدُ تُؤكد أو تنفي قرار هدم جزء من السور الموحّدي الذي يحيط بمحطة القطار الرباط المدينة “، مشيرا إلى أن “عدم ترميم ذلك الجزء يوحي بأن الخبر يعتريه جزء كبير من الصحة” بحسب المتحدث نفسه.

ونبّه العمراني إلى أن هذا الفعل “يهدّد المدينة جديا بفقدان تصنيفها العالمي ضمن لائحة المواقع التراثية العالمية، وهو الإنذار الذي سبق وأن قدمته اليونيسكو للمغرب في هذا الصدد”.

من جانبه، قال هشام الأحرش، المدون والباحث المهتم بالتاريخ، إن التصميم الجديد لمحطة الرباط المدينة لا يُراعي هندسة ومعمار شارع محمد الخامس، الذي يصنّف بدوره ضمن تراث اليونسكو العالمي، ذلك أنه “غير منسجم إطلاقا مع الهندسة الكولونيالية التي يتميز بها المحيط”.

وأوضح الأحرش في تصريحه لـ”مدار21″ أنه “لطالما تميّزت الرباط بقيمتها المعمارية التاريخية العريقة، والتي راعتها هندسة محطة القطار عندما تم تشييدها في العشرينيات، الشيء الذي لم يُحترم بتاتا في الهندسة الجديدة التي صُمّمت” يقول المتحدث متأسفا، مضيفا أن “اليوم في إطار برنامج الرباط مدينة الأنوار، تم تسجيل تعارض بينه وبين التاريخ وخصوصيات المجال التاريخية للمدينة، حيث لا يراعى فيه إطلاقا الانسجام مع المجال العمراني المحيط به، كما أنه توجد طرق أخرى لفتح مدخل آخر للمحطة، دون المس بالسور الذي طال ذلك الجزء منه التهميش وعدم الترميم.”

وشدد المتحدث على أن “عدم قبول المجتمع المدني هدم هذا السور يرجع إلى الانفراد الذي يكتسيه هذا السور، فالرباط هي المدينة الوحيدة الذي تضم أسوارا موحدية” مضيفا أن “التضحية بمعلم حضاري نادر من أجل فتح باب محطة طرقية هو أمر في غاية الخطورة لا يجب السكوت عليه”.

يذكر أن تقرير اليونسكو سبق واعتبر مشروع التصميم الجديد لمحطة الرباط “مسخ” يشوّه الطابع العمراني التاريخي للمدينة، فيما وجه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أصبع الاتهام لمسؤولين بإهمال هذا الجزء قصد التعجيل بسقوطه بدل هدمه بهدف التملص من محاسبة اليونسكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News