صحة

السكري.. داء يترصد صحة 3 ملايين مغربي وخبير: الكشف المبكر هو الحل

السكري.. داء يترصد صحة 3 ملايين مغربي وخبير: الكشف المبكر هو الحل

بعدما استرضت رابطة أطباء التخدير والإنعاش معطيات مقلقة حول مرض السكري بالمغرب، نبّه الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، إلى ضرورة توفير العلاج والتتبع المجاني لمرضى السكري في المستشفيات العمومية، مُذكِّرا بأهمية الكشف المبكر في علاج هذا الداء الذي يصيب قراب 3 ملايين مغربي من جميع الفئات العمرية.

وضمن أشغال الندوة التي نُظمت نهاية الأسبوع الماضي، أحصت، رابطة أطباء التخدير والإنعاش، إصابة مليونين و700 ألف مواطن مغربي بداء السكري بينهم 27 ألف طفل، مُحيلةً على إحصائيات رسمية لوزارة الصحة والتي تشير إلى أن مليون و200 ألف مريض بالسكري فقط من يتلقون العلاجات في مستشفيات المملكة، مما يكشف، حسب الرابطة، هول الفرق الكبير بين أعداد المصابين وعدد الذين تؤمن الدولة علاجاتهم.

وأمام هذه الأرقام “المخيفة” التي كشفت عنها الرابطة عن الإصابات بداء السكري، ربطت “مدار21” الاتصال بالخبير الطبي، الطيب حمضي، الذي شدد على أن “الدولة مطالبة أمام هذه الأرقام المرعبة بتوفير العلاج والتتبع المجاني لمرضى السكر في المستشفيات العمومية”، مشيرا إلى أن “الميزانية التي يمكن أن تصرف في سبيل علاج مرضى السكري هي في الحقيقة ربح لميزانية الدولة لأن حالة المريض حينما تصل إلى مراحل متقدمة قد يحمل الدولة والمجنمع تكاليف اقتصادية واجتماعية كبيرة”.

وأضاف حمضي أنه “لا يجب أن نركز فقط على استيعاب المنظومة الصحية لعدد المصابين بقدر ما يجب أن نطرح أسئلة حول كيفية وقاية الأجيال القادمة من هذا المرض والكشف المبكر عن الإصابة به بالإضافة إلى التركيز على العلاجات الكفيلة بتجنيب المصابين من المضاعفات الخطيرة”.

وعاد حمضي ليؤكد بأن المنظومة الصحية يجب أن تستوعب “عملية الوقاية والكشف المبكر والتتبع وليس فقط الاقتصار على العلاج لتجنب المشاكل والمضاعفات الخطيرة بسبب داء السكري”.

وعن أهمية الكشف المبكر لداء السكري في عملية العلاج، كشف الخبير الطبي أن “المغاربة البالغين المصابين بداء السكري ليسوا كلهم على علم بالإصابة”، موردا في هذا الصدد مثلا أنه “إذا كان عدد الإصابات بداء السكري في المغرب يبلغ 3 ملايين فإن نصف العدد لم يكتشف بعد إصابته أي مليون ونصف مصاب”.

ولدى سؤال “مدار21” عن الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الإصابة بداء السكري في صفوف المغاربة، أشار الخبير الصحي إلى أن “مغربي من كل مغربيين يعاني من ارتفاع الوزن ومغربي من كل 5 مغاربة يعاني من السمنة”، مضيفا أن “خُمس المغاربة لا يقومون بأي نشاط بدني و13 في المئة من المغاربة مدمنون على التدخين بالإضافة إلى الاستهلاك المرتفع للسكر في صفوف المغاربة وهي كلها أسباب تعرض عددا كبيرا من المغاربة إلى الإصابة بهذا الداء المزمن”.

وأوضح حمضي في هذا الصدد أن “كل مغربي يستهلك 100 غرام من السكر بشكل يومي علما أن منظمة الصحة العالمية توصي بعدم تجاوز 50 غراما من السكر بشكل يومي، بما معناه أن المغاربة يستهلكون ضعف الحد الأقصى الذي تنصح به منظمة الصحة من أجل التغدية السليمة”.

وتابع حمضي أن “نسبة كبيرة من المواطنين لا يعون إصابتهم بداء السكري إلا بعد مرور سنوات عنها”، مسجلا أنه “في غالب الأحيان يشخصون بالإصابة بسبب تحليلة بالصدفة أو بسبب تزايد تأثير الأعراض والمضاعفات”.

وعن انتشار داء السكري في صفوف الأطفال، أوضح حمضي “أننا في هذه الحالة نتحدث غن داء السكري رقم واحد الذي يصيب في الغالب الأطفال خلال الأشهر الأولى للحياة أو حتى خلال العام الأول أو الثاني أو حتى الثالث من حياته”، موردا أن “علاجه يتم فقط عبر الانسولين ولا يمكن أن يعالج فقط بالعقاقير أو الحمية”، مسجلا أنه “لا تعرف إلى حدود الساعة أسباب هذا النوع من السكري بالضبط وبالتالي لا توجد طريقة معروفة للوقاية منه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News