مجتمع

قبيل عيد الأضحى.. الصديقي يكشف خطة مواجهة ارتفاع أسعار اللحوم

قبيل عيد الأضحى.. الصديقي يكشف خطة مواجهة ارتفاع أسعار اللحوم

بعد الجدل الذي أحدثه ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بمجلس النواب الأيام القليلة الماضية، كشف محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن وزارته عقدت سلسلة من الجلسات مع المهنيين المعنيين بهدف ضمان تموين السوق الوطنية باللحوم الحمراء في أحسن الظروف.

وأوضح في معرض جوابه على سؤال كتابي تقدمت به البرلمانية فدوى محسن، عن الفريق الحركي بمجلس النواب، أن المصالح المختصة بوزارته تقوم “بتتبع أسعار اللحوم الحمراء على مستوى الجملة والتقسيط بشكل يومي في كافة جهات المملكة، عبر اعتماد نظام معلوماتي خاص “أسعار”.

وفي جوابه عن سؤال ”ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والتدابير المتخدة لتفادي انعكاس هذا الغلاء على أثمنة الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى”، أقر الوزير ببعض التدابير التي اتخدتها الحكومة في هذا السياق، أهمها دعم أعلاف الإنتاج الحيواني باستمرار، من خلال اقتناء ونقل وتوزيع الأعلاف المدعمة (6) مليون قنطار من الشعير المدعم، و 3.2 مليون قنطار من الأعلاف المركبة”.

وشدد في السياق ذاته على أن وزارته تتوخى بلوغ العديد من النتائج في أفق 2030، ويأتي أهمها إنتاج 850 ألف طن من اللحوم الحمراء، واعتماد 120 مجزرة، وزيادة الوزن المتوسط للذبائح إلى 270 كلغ للأبقار و20 كلغ للأغنام.

هذا وفتحت الحكومة باب الاستيراد حسب الوزير ذاته عبر تعليق رسوم الاستيراد المطبقة على الأبقار المخصصة للذبح والتسمين، وفتح أسواق جديدة لاستيراد الأبقار أمريكا الجنوبية، نظرا لقلة العرض في الأسواق الأوروبية وارتفاع تكلفة استيرادها.

وتساهم هذه التدابير حسب وزير الفلاحة، في تخفيض تكاليف الإنتاج، مايساهم في استقرار أسعار الأعلاف من أجل التحكم نسبيا في أسعار الماشية وضمان استقرارها مع اقتراب عيد الأضحى، وذلك ضمانا للسير العادي لهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يضيف الوزير.

وأشار الصديقي إلى أن ”الجفاف غير المسبوق الذي تعيشه بلادنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة أثر بشكل كبير على القطاع الفلاحي بصفة عامة، وعلى القطيع الوطني بكل أنواعه بصفة خاصة، سواء من حيث الأعداد أو المردودية، وذلك بفعل اختلال توازن تكاثر القطيع”.

وسجل وزير الفلاحة اضطرابات على مستوى الأسعار بالنسبة للحوم الحمراء، مضيفا أنها ”عرفت ارتفاعا بلغت نسبته حوالي 20% بسبب الزيادة في تكاليف الإنتاج الناتجة أساسا عن تدهور الغطاء النباتي للمراعي وقلة الكلا”.

وبلغت الأعلاف المنتجة محليا والمستوردة على التوالي، بسبب العوامل المذكورة، تنضاف إليها ارتفاع أسعار الأعلاف  على إثر الزيادة في الأسعار العالمية، ما نسبته 30% و 15%، حسب جواب الوزير.

وخلص إلى أنه ”بهدف تنمية سلسلة اللحوم الحمراء، وفي إطار استراتيجية الجيل الأخضر، فإن الوزارة قامت بإبرام عقد برنامج  مرتقب مع مهنيي اللحوم الحمراء للفترة الممتدة ما بين 2021-2030، بغلاف مالي قدره 14,4 مليار درهم، 8 مليار منها مساهمة للدولة”.

ولفت المسؤول الحكومي بأن هذا المشروع يهدف إلى تحسين إنتاجية القطيع، وتنظيم وتحديث عمليات الذبح، بالإضافة إلى تطوير وعصرنة قنوات التسويق والتوزيع.

وكانت فدوى محسن الحياني، عضوة بالفريق الحركي بمجلس النواب، قد ساءلت وزارة الصديقي عن التدابير المتخذة من طرف الحكومة لضمان شراء الأضاحي بأثمان تراعي القدرة
الشرائية للمغاربة.

وسجلت الحياني، في سؤال كتابي وجهته لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي، أن ارتفاع أسعار أضاحي العيد يشكل مصدر استياء كبير لدى الأسر المغربية، كما يثير تخوفهم من ارتفاع أثمانها، كما حدث خلال السنة الماضية، رغم الدعم الحكومي المقدم لفائدة مستوردي الأغنام.

وطالبت الحياني باتخاذ التدابير اللازمة من أجل أن تمر مناسبة عيد الأضحى في أحسن الظروف، ويكون باستطاعة مختلف الفئات الاجتماعية إقامة هذه السنة المؤكدة.

وانتقدت العضوة بالفريق الحركي بمجلس النواب استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق المغربية، ولاسيما لحم الخروف الذي بلغ ثمنه 120 درهم للكيلوغرام الواحد أو أكثر في بعض المناطق، الشيء الذي أثقل كاهل الطبقة الفقيرة، وأيضا الطبقة المتوسطة.

من جانبه، وجه النائب البرلماني رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى السيد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، حول “حول وضعية القطيع ببلادنا خصوصا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك”.

وجاء في السؤال الذي تتوفر “مدار21” على نسخة منه، أن ”الأسر المغربية، تعتبر من الأسر التي تتمسك بإحيائها للشعائر الدينية، حيث تستعد للاحتفال بعيد الأضحى المبارك لهذه السنة والذي يحل في أواخر شهر يونيو 2024، في ظل موجة غلاء المحروقات وتأثيرها المباشر على ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وأسعار الأعلاف وآثار الجفاف على بلادنا وعلى قطيع الماشية واستمرار تنامي أزمة انهيار القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين”.

وسجل البرلماني، أنه مع اقتراب عيد الأضحى المبارك الذي يفصلنا عنه شهران، فإن المواطنات والمواطنين ببلادنا، وبسبب موجة الغلاء التي تشهدها بلادنا في جميع المجالات الاستهلاكية الأساسية، يتطلعون إلى حمايتهم من الآثار السلبية للغلاء ومن ضعف قدرتهم الشرائية، في ارتباط مع ارتفاع أسعار الأضاحي”.

وطالب حموني وزير الفلاحة بضرورة الكشف عن وضعية القطيع بالمغرب وعن مراقبة وضبط أسعار بيع المواشي في السوق الوطنية على مستوى الأبقار والأغنام والماعز، وكذا عن الاستعدادات والترتيبات والإجراءات والتدابير التي اتخذتموها، والتي تعتزم الوزارة القيام بها، لتكون أسعار الأضاحي في مستوى القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News