اقتصاد

هل تسعى الجزائر لمنافسة ميناء طنجة بميناء شرشال؟

هل تسعى الجزائر لمنافسة ميناء طنجة بميناء شرشال؟

قالت صحيفة فرنسية إن الجزائر تسعى لجعل ميناء الحمدانية، الواقع في مدينة شرشال (84 كيلومترا غرب العاصمة الجزائرية)، منافسا لميناء طنجة المغربي.

وأشارت صحيفة “لوبينون” أن “كل شيء يجري بالجزائر الآن لإضعاف المغرب تجاريا في أفريقيا”، مؤكدة أن الجارة الجزائر تريد أيضا، استخدام الطريق العابر للصحراء، والذي يجري حاليا تشييده، لنقل منتجاتها إلى المناطق الداخلية الأفريقية.

“نتائج على ورق”

ووفق تقارير إعلامية متفرقة، فبناء ميناء الحمدانية، تم تمويله بشكل مشترك بين الصين والجزائر عبر قرض من الصندق الوطني للاستثمار، وتصل كلفته إلى 6 مليارات، ومن المتوقع أن تستغرق عمليه بناءه سبع سنوات (ابتداء من 2020)، على أن يشرع في استغلال جزء من المشروع، بدءا من السنة الرابعة.

وكانت الجزائر قد سجلت ميناء الحمدانية التابعة لولاية تيبازة، في عام 2012، وباشرت عملية تحديد المواقع والمنشآت اللوجستية الملحقة به أيضا، لكنها عجزت عن تحقيق تقدم ملموس في إنجازه، مما جعلها تلجأ للتمويل الصيني.

وحسب دراسة أولية صدرت في عام 2018، فميناء الحمدانية سيضم 23 رصيفا، ويعالج 6.5 مليون حاوية، و25.7 مليون طن من البضائع سنويا، وسيشغل مساحة قدرها 310 هكتارات.

“نتائج واقعية”

وإذا كان ميناء الحمدانية “مشروع سيتم إنجازه في السنوات المقبلة، فإن ميناء طنجة، حقق نتائج فعلية ويتوقع أن تتسارع وثيرة نموه وتطوره في السنوات المقبلة.

ويقع ميناء طنجة المتوسط، الذي يضم مساحة اقتصادية تفوق 200 هكتار، في موقع استراتجي قبالة مضيق جبل طارق، ويحوز لوحده 95 بالمئة من المبادلات التجارية للمغرب مع دول العالم.

ويعتبر من بين أضخم المشاريع الاقتصادية التي أشرف الملك محمد السادس على إطلاقها، حيث أعطى انطلاقاته في خطاب في فبراير 2003،
“ها نحن نقدم اليوم بعون الله وتوفيقه على إعطاء الانطلاقة لمشروع من أضخم المشاريع الاقتصادية في تاريخ بلادنا. إنه الميناء الجديد لطنجة المتوسط الذي نعتبره حجر الزاوية لمركب ضخم مينائي ولوجستي، صناعي وتجاري وسياحي”.

وبعد سنوات من إطلاقه، وإعادة توسيعه وتأهيله عام 2019، استطاع الميناء تحقيق نتائج “جد إيجابية”، تؤكدها حصيلة نشاطه السنوي، وجعلته يحتل المرتبة رقم 35 من أصل 120 ميناء عالمي في تدبير ومعالجة الحاويات خلال 2019، ضمن تصنيف “لوديز ليست”.

وفي 2020، أضحى الميناء المغربي، أول منشأة مينائية في حوض البحر الأبيض المتوسط في مجال معالجة الحاويات والبضائع ،متجاوزا ميناءي فالنسيا والجزيرة الخضراء الإسبانيين، حيث بلغ نشاط المعالجة في “طنجة المتوسط” 5.7 مليون حاوية، فيما حقق ميناء فالنسيا 5.4 مليون مقابل 5.1 مليون لميناء الجزيرة الخضراء.

وسجل رواج البضائع السائبة الصلبة ما يفوق 303 أطنان خلال عام 2020، بارتفاع بلغ 18 بالمئة مقارنة مع سنة 2019، وذلك خاصة بفضل نقل لفائف الصلب وشفرات توربينات الطاقة الريحية والحبوب.

وتربط ميناء طنجة المتوسط شراكات تجارية بأكثر من 180 ميناء عالمي، ويمثل قطبا صناعيا لأكثر من 1100 شركة عالمية تنشط في مجالات مختلفة، مثل صناعة السيارات والطائرات والنسيج واللوجستيك والخدمات، بمعاملات تفوق 5 مليارات يورو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News