أمازيغية

كتاب يمتعضون من “الحضور الباهت” للإصدارات الأمازيغية بالمعرض الدولي للكتاب

كتاب يمتعضون من “الحضور الباهت” للإصدارات الأمازيغية بالمعرض الدولي للكتاب

امتعضت فعاليات أمازيغية من حجم حضور الكتاب الأمازيغي بأروقة المعرض الدولي للنشر والكتاب، خلال نسخته الـ29، والذي وصفته بالـ”حضور الباهت والضعيف” مقارنة مع حضور الكتب المعروضة باللغة العربية واللغات الأجنبية الأخرى كالفرنسية والإنجليزية والاسبانية.

وعاينت “مدار 21” في جولة لها بين أروقة المعرض الدولي للكتاب تخصيص رواقين فقط لعرض الكتب الأمازيغية (بالحرف العربي والفرنسي وتيفيناغ) وهما رواق المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (Ircam) بجناح المؤسسات العمومية بالإضافة إلى رواق رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية.

“الحضور المحتشم” للإصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب مرده، حسب كتاب أمازيغيين تحدثوا لجريدة “مدار 21″، إلى السياسيات العمومية في مجال “إنصاف اللغة الأمازيغية” ومستوى الدعم الذي تحظى به هذه الكتابات من طرف الجهات الرسمية.

“نظرة دونية” للأمازيغية

وفي تعليقه على الموضوع، قال عبد الله بوشطارت، كاتب وباحث أمازيغي، إن “ضعف حضور الكتاب الأمازيغي في المعرض الدولي للكتاب هو تحصيل حاصل للسياسة العمومية في التعليم والثقافة والإعلام والنشر”، مسترسلا أن “الدولة قامت بتبني سياسة التعريب الشامل لعقود من الزمن بعد الاستقلال إلى اليوم، بل قامت بتركيز العربية في التعليم إلى درجات ومستويات غير مسبوقة، ودعمته بميزانيات طائلة لمدة طويلة”.

وأشار الناشط الأمازيغي إلى أنه “تم اعتماد اللغة الفرنسية في الاقتصاد والمالية والإدارة وغيرها من القطاعات الحيوية في وقت تم فيه إقبار اللغة الأمازيغية وإقصاؤها من أي دعم مؤسساتي وإداري ومالي لعقود”، مشددا على أن “ما تعيشه الكتابة باللغة بالأمازيغية من ضعف هو ناتج عن الوضع الهش الذي تعاني منه الأمازيغية لعقود”.

وتساءل المتحدث ذاته “كيف يمكن نشر الكتابة باللغة الأمازيغية وهي لغة منعدمة في المدرسة كليا وغير موجودة في الإعلام والإدارة وغيرها؟”، منتقدا “تكريس وتسييد نظرة رسمية دونية على الأمازيغية بكونها لغة غير مرتبطة بالدولة ولا بالإدارة ولا بميدان الشغل ولا بالوظيفة”.

وربط الباحث الأمازيغي هذا الحضور “الباهت” للكتاب الأمازيغي ب”ما تعانيه من قيود سياسية معقدة ومركبة، على الرغم من ترسيم اللغة الأمازيغية وبداية الحديث عن مسلسل المصالحة معها”، مسجلا أن “الحكومات المتعاقبة على المغرب منذ دستور 2011 ظلت تشتغل بمنطق دستور 1996 بحكم تباطئها الكبير في تفعيل الترسيم الدستوري للأمازيغية”.

ووصف الكاتب الأمازيغي تشجيع الجهات الرسمية على تنمية الكتابة بالأمازيغية على أنه “محدود وضعيف جدا”، مستدركا أن “الأمر لا يتعلق بالتشجيع وإنما يرتبط بالحق والمساواة والإنصاف اللغوي”.

حضور رغم “المثبطات”

من جانبه، ذهب رئيس رابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية، لحسن زاهور، إلى ربط “الحضور المحتشم للكتاب الأمازيغي في المعرض مقارنة مع الكتب باللغة العربية أو باللغات الأجنبية الأخرى بالمستوى الذي توجد فيه الأمازيغية اليوم”، مشيرا إلى أن “تعميم اللغة الأمازيغية لازال محدودا في المدرسة المغربية إلى درجة أنها لم تلج بعد المستويات الأخرى (الاعدادي والثانوي)، بالإضافة إلى تأخر عدد من الوزارات في إدراج اللغة الأمازيغية كلغة رسمية في مجالاتها” مستنتجا أن “هذه الأسباب مجتمعة تجعل النشر والتوزيع والقراءة في ميدان الكتابة بالأمازيغية باهتا مقارنة مع العربية والفرنسية”.

ولم ينف الكاتب الأمازيغي أن “الكتاب الأمازيغي استمر في الحضور وشهد نموا تصاعديا سنة تلو الآخرى على المستوى الكمي أو الفني الأدبي رغم كل هذه المثبطات التي أتينا على ذكرها”، موردا أن ” بعض الجمعيات الثقافية والأدبية الأمازيغية المتخصصة في الإبداع والنقد الأدبيين كرابطة تيرا للكتاب بالأمازيغية أصدرت منذ 2009، وهي سنة تأسيس الرابطة، إلى الآن 281 إصدارا في مختلف الأجناس الأدبية الحديثة”.

ولدى سؤال “مدار 21” حول ما إذا كانت “محدودية” حضور الكتاب الأمازيغي بالمعرض يجد مبرره في ضعف الإقبال على الكتب الأمازيغية من طرف القراء، أجاب المتحدث ذاته أن “الكتاب المغربي بصفة عامة بكل اللغات يعرف ضعفا على مستوى الإقبال” مشددا على أن “هذا الضعف سيبرز أكثر حين يتعلق الأمر بالكتاب الأمازيغي، لأن القراءة ترتبط بالتمدرس وبالنشر وبالتوزيع وبالمؤسسات الرسمية، لذلك فما دامت الأمازيغية لم تلج بعد هذه المجالات فسيظل الإقبال على الكتاب الأمازيغي محصورا في المهتمين كالطلبة والأساتذة والباحثين والمبدعين”.

وبخصوص مستوى تشجيع الكتابة والإبداع باللغة الأمازيغية، أبرز رئيس جمعية تيرا للكتاب بالأمازيغية، أن “مستوى تشجيع الكتاب الأمازيغي مرتبط بمستوى التشجيع الذي توليه بعض المؤسسات الرسمية كوزارة الثقافة والمعهد الملكي للثقافة الامازيغية” مسجلا أن “هذا التشجيع يبقى محدودا لأن باقي المؤسسات الأخرى المرتبطة بالكتاب كوزارة التربية الوطنية غائبة عن هذا الدعم، فضعف تعميم الأمازيغية في التعليم يساهم في ضعف الإنتاج والكتابة بالأمازيغية، خاصة أن التعليم يعتبر من أهم الميادين الذي يساعد في نشر وازدهار اللغة والرفع من قيمتها الرمزية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News