اقتصاد

تقوية الذاكرة ومعالجة الأرق.. منتجات القنب الهندي لأول مرة بمعرض الفلاحة

تقوية الذاكرة ومعالجة الأرق.. منتجات القنب الهندي لأول مرة بمعرض الفلاحة

علمت جريدة “مدار21” الإلكترونية من مصدر خاص، أن النسخة السادسة عشرة من معرض الفلاحة المقرر تنظيمها في الفترة من 22 إلى 28 أبريل بمكناس، ستعرف تخصيص رواقين لمنتجات من القنب الهندي، مسجلا أن هذه المنتجات ستكون عبارة عن مكملات غذائية ومواد تجميل، وأنها تتوفر على مزايا عديدة، ولا تحتوي على مواد مخدرة.

وبحسب مصدر من داخل شركة “سوماكان”، المشاركة في معرض الفلاحة والتي تأسست بداية العام الفارط 2023، فإنه من المرتقب تسويق منتجات من “CBD CANABIS” كمواد التجميل والمكملات الغذائية والأغذية الزراعية، مؤكدا أن عرض هذه المنتجات للتسويق جاء بعد خضوعها لمراقبة صارمة، بخصوص احترامها لجميع الإجراءات القانونية المعتمدة من طرف الوكالة الوطنية لتقنين القنب الهندي وإجراءات التسجيل المعتمدة من طرف المديرية الوطنية للأدوية والصيدلة.

وأوضحت مصادر مسؤولة من الشركة المذكورة لجريدة “مدار21″ الإلكترونية أن هذه المنتجات المقرر تسويقها بـ”سيام” لأول مرة، جاءت نتيجة عمل أزيد من 10 تعاونيات فلاحية لإنتاج القنب الهندي، مؤكدة أنه تم إتمام جميع الاستعدادات للمشاركة في معرض الفلاحة بمكناس.

كما أوضحت أن المنتجات تتنوع بين مكملات غذائية، بفوائد عدة، أبرزها المساعدة في خسارة الوزن وتطوير الذاكرة والاسترخاء ومحاربة الأرق وغيرها من الغايات الصحية، فيما تنوعت مواد التجميل بين كريمات وزيوت من القنب الهندي.

وبالنسبة لشروط الحصول على الترخيص لتحويل وتصنيع القنب الهندي، فأكدت الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، لـ”مدار21″ في وقت سابق، أنه يمكن لصاحب الطلب، أن يكون شركة خاضعة للقانون المغربي أو تعاونية، كما يجب أن يتوفر على موارد مادية وبشرية مؤهلة وكافة التراخيص اللازمة للقيام بالأنشطة المنظمة قانونيا. ويتعلق الشرط الأساس بإلزامية إبرام عقد بيع مع تعاونيات إنتاجية تتكون من مزارعين مرخص لهم من طرف الوكالة.

وأكدت الوكالة أن مشروع تقنين القنب الهندي بالمغرب خلق ديناميكية جديدة وجد مشجعة في الأقاليم المرخصة حيث تم تسجيل إقبال ملحوظ جدا من طرف المستثمرين في مجال تحويل وتتمين هذه النبتة، مؤكدة أنها منحت 47 رخصة خاصة بالتحويل لغايات صناعية و7 رخص أخرى خاصة بصناعة الأدوية.

وكشفت أن وحدتين بدأتا في الاشتغال في حين أن وحدتين إضافيتان في مرحلة تسلم الآليات، إضافة إلى أنه تم وضع ملفات تسجيل مكملات غذائية مستخلصة من القنب الهندي على مستوى مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، كما توصلت هذه المديرية بطلبين من طرف وحدتين من أجل الحصول على الترخيص الخاص بصناعة الأدوية.

من جهة أخرى، تسهر الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي، بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، على تتبع ومواكبة جميع مراحل الترخيص وإنجاز المشاريع.

وأشارت الوكالة إلى أنه وفي مجال صناعات القنب الهندي، يكتسي احترام المعايير الدولية أهمية كبرى من أجل الولوج إلى الأسواق العالمية والرفع من الجودة وربح ثقة الفاعلين المحليين والدوليين، إذ يعتبر التوفر على شواهد الممارسة الجيدة للزراعة “GACP” وشهادات الممارسة الجيدة للتصنيع “GMP” ضروريا في بعض المجالات كالصناعات الصيدلانية والغذائية، وتضمن شهادة “GACP” مطابقة المحصول لمعايير الزراعة والإنتاج ابتداء من تحسيس المزارعين حول طرق تحضير التربة والنظافة والحفاظ على صحة النبتة إلى التخطيط للحصاد وظروف نقل المحاصيل.

كما تضمن شهادة “GMP”، وبحسب المصدر ذاته، جودة وسلامة وأمن المنتجات المصنعة قبل الاستهلاك وذلك باحترام معايير النظافة ومراقبة الجودة في الوحدة الإنتاجية مع التوثيق والتتبع وإدارة المخازن خلال عملية التحويل والتصنيع، بالإضافة إلى ذلك، فإن “توفر هذه الشهادات يساعد في بناء ثقة المستهلك في المنتجات وتعزيز الممارسات المستدامة والمسؤولة وخاصة تقوية قدرات التفاوضية خلال مرحلة التسويق داخل وخارجة الوطن”.

وفي هذا الإطار، قالت الوكالة إنها تقوم بمجهود خاص من أجل تحسيس وتوعية المزارعين والفاعليين بأهمية احترام شروط الجودة والمطابقة للمعايير الدولية، حيث تسهر على توجيه وتتبع الفاعلين قصد تطبيق معايير الجودة للحصول على الشهادات السالفة الذكر مع وجوب احترام عدة ضوابط والتزامات قانونية.

وتحرص الوكالة على التأكد من نسبة رباعي هيدروكانابينول (THC) التي تعتبر المادة المؤثرة عقليا، إذ إن القانون 13-21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي لا يسمح بتجاوز (THC) نسبة 1 بالمئة في المنتجات المشروعة للقنب الهندي باستثناء المنتجات الخاصة بالاستعمالات الطبية والصيدلانية.

أما في ما يخص استعمال مستخلصات القنب الهندي في صناعة المنتوجات والمكملات الغذائية أو مستحضرات التجميل، فقد تم بموجب دوريتين وزاريتين، تحديد سقف النسبة المسموح بها من مادة “THC” في 0.3 بالمئة في مجال الصناعات الغدائية و0 بالمئة في منتجات التجميل.

كما تقوم الوكالة بتحاليل “THC” و”CBD”، والتي يسمح بها فقط في المختبرات المرخص لها من طرف الوكالة، إلى جانب ذلك وتطبيقا لمقتضيات القانون 13-21، يلزم المصنعون بوضع رمز القنب الهندي الذي من المقرر أن يتم نشره في الجريدة الرسمية بموجب قرار بين-وزاري، مع عرض البيانات والعنونة على جميع منتجات القنب الهندي.

وبخصوص استعمالات القنب الهندي (الصناعية والطبية والتجميلية…)، أشارت الوكالة إلى أنها تتعدد وذلك نتيجة تنوع أشكاله (نبات أو بذور أو سائل)، ونسبة “THC” به، حيث إن المواد التي تحتوي على أكثر من واحد في المئة من هذه المادة، فمسموح بها فقط في الصناعات الطبية من أجل إنتاج أدوية كعلاج مرض كرون؛ أو مضاد للالتهابات أو علاج الزرق.

وفيما يخص المواد التي تحتوي على أقل من واحد في المئة من “THC”، فتؤكد الوكالة أنه مسموح باستعمالها في مجموعة من المجالات كالمكملات الغذائية (تخفيف الالتهابات أو تحسين النوم) أو مستحضرات التجميل (زيت لترطيب البشرة أو شامبو لتغذية الشعر أوزيت لترطيب البشرة) أو الصناعة الغذائية (الحلوى والشوكولاتة ومشروبات للاسترخاء والشاي والنقع) أو النسيج (أشرعة للقوارب وبياضات الأسرة زملابس متينة وقابلة للتنفس)و البناء (طوب البناء وأسطوانات العزل واسمنت مركب من ألياف) أو استعمال في الورق (ورق لطباعة الصور وورقة للنشر وورق للأعمال الفنية أو البلاستيك (المواد المستخدمة لصناعة السيارات ومواد أخرى).

وبخصوص عملية التحويل على المستوى الوطني، فكشفت الوكالة أن الفاعلين المتخصصين في هذا الميدان ملزمون بإنجاز وحدات تحويل تحترم المعايير القانونية والتقنية في هذا المجال، خصوصاً موافقة الجهات المعنية على تصاميم البناء والتراخيص اللازمة لممارسة النشاط التحويلي، مؤكدا أنه باستثناء المنتجات الدوائية والصيدلية، يمنع إنتاج مواد تحتوي على نسبة من مادة رباعي هيدروكانابينول (THC) تتجاوز النسبة المحددة (1 بالمئة).

كما أن الفاعلين في هذا المجال سيبرمون عقود شراء محاصيل مع تعاونيات إنتاجية مكونة من مزارعين مرخص لهم كما هو منصوص عليه في القانون 13- 21 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، وتتم عميلة تسليم هذه المحاصيل بحضور لجنة تتكون من ممثلي الوكالة والسلطات الإدارية المحلية والسلطات الأمنية المختصة، وتحرر محضرا يضم هوية الأطراف وتاريخ ومكان التسليم والكمية المسلمة وهوية الناقل ووجهة المحصول.

وسجلت أنه خلال موسم 2023، تمت عمليات التحويل داخل الوحدات المغربية المرخص لها من طرف الوكالة، حيث تم تحويل المادة الخام إلى عديد من أشكال مستخلصات القنب الهندي (زيوت وبودرة وراتينج) والتي تم استخدامها لتصنيع مجموعة من منتوجات القنب الهندي المغربي مثل الصابون والشاي والمكملات الغدائية والكريمات وزيت الشعر ووردة القنب الهندي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News