اليماني يهاجم ابن كيران بسبب “مزايدات” حول تحرير أسعار المحروقات

استغرب الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية للبترول والغاز المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ورئيس الجبهة الوطنية لإنقاذ المصفاة المغربية للبترول، من استمرار عبد الإله ابن كيران في الدفاع عن “قراره البئيس في رفع الدفع عن المحروقات وتحرير أسعارها، والأكثر من ذلك أنه يتمنى لو بقي في الحكومة حتى يقضي على آخر ما تبقى من خدمات صندوق المقاصة في دعم الغاز والسكر والدقيق..”.

وأفاد اليماني، في حديث مع جريدة “مدار21″، أن ابن كيران “أجرم في حق المغاربة حين قرر تحرير أسعار المحروقات وهذه مسؤولية ثابتة تاريخيا في عنقه وذمته”، متسائلا “ألم يحن الوقت لهذا الرجل ولمن يناصره ، أن يقدم النقذ الذاتي ويعتذر للمغاربة، عن هذا القرار الجهنمي، الذي كان السبب الرئيسي في تهشيم القدرة الشرائية للمغاربة وفتح الطريق أمام لوبيات البترول في المغرب للاغتناء والكسب غير المشروع ومراكمة ما لا يقل عن 60 مليار درهم من الأرباح الفاحشة في المحروقات منذ 2016 حتى نهاية 2023”.

واستغرب اليماني من أن ابن كيران أعلن سابقا أنه لو كان في رئاسة الحكومة لكان قد أنهى تحرير أسعار غاز البوتان وصندوق المقاصة، متأسفا للمعطيات المغلوطة التي يقدمها رئيس الحكومة حول قضية فواتير المحروقات التي يثيرها في كل مرة، مفيدا أن الشركات تستورد عبر الميناء وأمام أنظار الجمارك وللاقتناء من السوق الدولية مكتب الصرف هو الذي يوفر العملة الصعبة.

وأفاد أن تبرير ابن كيران تحرير المحروقات بذريعة أن شركات المحروقات كانت تأخذ الدعم من صندوق المقاصة دون مراقبة وبفواتير وهمية “مجرد كذب وبهتان ولا يمكن لعاقل أن يصدقه لأن إجراءات الاستيراد تتدخل فيها مجموعة من المصالح المختصة”.

وتابع أنه حتى “لو افترضنا أن هذه الأمور موجودة فابن كيران كان حينها رئيسا للحكومة فما الذي فعله حينها، ولماذا كان يصمت بينما يعلم أن هناك من ينهب المال العام؟، مع العلم أننا نعلم بعدم وجود هذه الأمور والمزايدة بهذا الموضوع يأتي من باب السياسوية العمياء”.

وأكد اليماني، مخاطبا ابن كيران الذي يهاجم رئيس الحكومة الحالي، قائلا “أخنوش كان معك في الحكومة، فلماذا كنت صامتا حينها؟ هل خوفا من خروجه من الحكومة بعدما خرج الاستقلال؟ّ”، مشددا “حينها تشبثت بأخنوش حتى لا ينفرط عقد الأغلبية، والأن عندما رجعت للمعارضة أصبحت تثير الانتقادات”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “السياسة والمعارضة تتطلب حدا أدنى من الأخلاق”، مضيفا أن في تقييم الحصيلة الحكومية الذي قدمه “البيجيدي” فهو يعترف بأن تحرير المحروقات كان لديه انعكاسات على التضخم والغلاء وتدمير القدرة الشرائية للمغاربة.

ولفت إلى أنه على ابن كيران أن يعترف للمغاربة بمسؤوليته، مفيدا أن عزيز الرباح مثلا يعترف بخطأ الحزب في التحرير، إذ كان عليه أن يؤسس وكالة لتقنين القطاع على غرار وكالات تقنين الاتصالات، مضيفا أن تقنين القطاع ينبغي أن يكون قبل التحرير أما عندما يكون التحرير في ظل ضعف مجلس منافسة وفي غياب آليات لضبط السوق فذلك معناه أنك تتجه بالمغاربة إلى “مستودع الأموات”.

وأفاد أن التقديرات تؤكد أن العائلات المغربية ستصرف على الأقل 2000 درهم شهريا بسبب تحرير المحروقات والغاز مستقبلا، موضحا أن ذلك سيؤثر على القدرة الشرائية للمغاربة، مشددا على أن ابن كيران مطالب بالتوقف عن هذا الهراء، مشيرا إلى أن المطلوب أيضا أن يتم تقييم قرار التحرير موضوعيا لأن ذلك باعتراف من الدولة ساهم في تهشيم القدرة الشرائية للمواطنين.