مثير للجدل

إدريس لشكر.. “الزعيم” والإفلاس السياسي

إدريس لشكر.. “الزعيم” والإفلاس السياسي

يبدو أن إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، لا يفقه إلى أين يسير بهذا الحزب العريق، بعدما توالت في الأشهر الأخيرة مظاهر إفلاس اختياراته السياسية، وإقحامه الاتحاد في مناوشات لا حصر لها، ليس مع الحكومة، بل بين صفوفه الداخلية، والأكثر من ذلك، مع باقي فرق المعارضة الذين يعتبرون الحلفاء الموضوعيين لحزب “الوردة”.

الاختيارات السياسية لادريس لشكر محط تساؤل كبير خلال الفترة الأخيرة. الرجل وعوض أن يتعامل بنضج مع تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الذي كشف تفويت ريع صفقات الدراسات لنجله، اختار أن يزايد على المجلس، مطالبا بافتحاص ميزانيته أيضا، ليقرر بذلك إقحام حزبه في وضع حرج بالدفاع عن الريع، عوض تصحيح الاختلالات المرصودة، وهذه “خطيئة” لا يقترفها من تشبع بقيم الاشتراكية الديمقراطية.

ومن محاولة فرض وجود الحزب بالحكومة، إلى “تسول” الالتحاق بالأغلبية عبر التعديل الحكومي، انتقل لشكر بحزبه رأسا إلى أقصى ما تتيحه المعارضة المؤسساتية، عبر اللجوء لملتمس الرقابة، دون استحضار السياق السياسي أو حجم المعارضة أو غيرها من المؤشرات، التي يفترض أن يستحضرها حزب ينهل من إيديولوجية اليسار.

وإذا كان المتتبع يستطيع أن يغفر لـ”الزعيم” لشكر هذا التقصير، فمن حقه أن يتسائل عن سر إغفال التنسيق مع باقي مكونات المعارضة، وما إن كان الأمر مرتبطا بإشباع دوافع نفسية دفينة لإثبات الزعماتية عند لشكر، أم أنه محاولة لاحتواء باقي المكونات السياسية للمعارضة و”أكل الثوم بفمها”.

وبينما “رابت” حفلة ملتمس الرقابة الذي قررت المعارضة وضعه على الهامش، ومعها محاولة لشكر الضغط على الحكومة لدخول فريق أخنوش بعد التعديل، اختار “الزعيم” لشكر أن يقترف هفوة سياسية أخرى خلقت “بلوكاجا” سياسيا في هياكل مجلس النواب قبل ساعات من عرض الحكومة لحصيلتها المرحلية.

وفي حين رفض الفريق الاشتراكي عند بداية الولاية التشريعية ترأس لجنة العدل، لاعتبارات يعلمها وحده، استفاق “الزعيم” عند منتصف الولاية فقرر إعادة ترتيب المشهد بالبرلمان بما يليق باستيهاماته السياسية، عبر انتزاع اللجنة المذكورة من الفريق الحركي، مما يرجح مراكمة المعارضة لضعف التشتت على الضعف العددي الذي أفرزته انتخابات 8 شتنبر، بما يمنح الأغلبية مزيدا من القوة.

أخيرا، وبعدما قرر لشكر إبعاد من يحملون مرآة الحقيقة في وجهه من أبناء الحزب وإحاطة نفسه بالمؤيدين والمصفقين، من ذا الذي سينبهه إلى خطورة المآلات السياسية لاختياراته، والأهم من ذلك هل يمتلك الرجل حقا تلك “الأذن السياسية” لسماع اللحن الذي لا يُعزف على هواه؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News