بورتريه

حسناء الشناوي…أول امرأة عربية تنضم إلى الهيئة العالمية لتسمية النيازك

حسناء الشناوي…أول امرأة عربية تنضم إلى الهيئة العالمية لتسمية النيازك

لم يعهد في تاريخ المغرب أن استوقف مجال النيازك أحد أبنائها، إذ أن اقتحامه يعد أمرا نادرا بالنسبة للمرأة والرجل على حد سواء، لكن بطلة حلقتنا اليوم أبت إلا أن تخطو على درب التميز، وتكسر نمطية الاختصاصات، لتكون بذلك أول مغربية حاصلة على دكتوراه في علم النيازك، ما جعلها تحظى بثقة الهيئة العالمية لتسمية النيازك، لتصبح أول امرأة عربية ومسلمة تنتمي لهاته الهيئة.

 مسار دراسي متميز

“حسناء الشناوي أوجهان” من مواليد 1964، حاصلة على إجازة في علوم الأرض ودكتوراه بعدها في كيمياء الصخور المتعلقة بالغازات النادرة سنة 1992. وفي سنة 2010 عادت مجددا إلى مجال البحث العلمي وهنا كانت بداياتها مع علم النيازك.

في 2010، باتت الشناوي أول امرأة عربية أفريقية مسلمة تنال عضوية “الهيئة العالمية لتسمية النيازك” لثلاث ولايات آخرها في يناير 2015 ضمن لجنة تسمية النيازك التي تضم 12 خبيراً دوليّا وتتولى التدقيق العلمي في تصنيف وتسمية النيازك بغية اعتمادها رسميا.

“بالنسبة لي شرف كبير أن أحظى بولاية ثالثة ضمن الهيئة وهو فخر لي بأن أكون ممن يمثل المغرب في هذه الهيئات العالمية، وأضع اسمه في المرتبة التي يليق به”، تقول العالمة المغربية.

عام 2007 نالت الشناوي دكتوراه الدولة في دراسة النيازك لتصير أول امرأة في العالمين العربي والإسلامي تلج هذا المجال. ولم يتوقف ألقها هنا، بل تمكنت من نيل “جائزة الأكاديمية الفرنسية لعلم النيازك”.

ورغم حصولها على شهادة الماستر والدكتوراه من فرنسا، وإغراءات الحياة، والفرص المعروضة عليها إلا أنها آثرت العودة إلى المغرب والعمل داخله لخدمة بلدها الأم، إذ تعمل أستاذة في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ومديرة مختبر GAIA، ومنسقة مركز أبحاث الموارد التربوية وحماية البيئة في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.

وتقول حسناء الشناوي في أحد لقاءاتها ” يعتبر المغرب خزان للنيازك بحيث ما جمع منها يقدر بالآلاف، إضافة إلى الأحجار التي سقطت مؤخرا، حوالي 14 نيزك منها نيزك تيسنت، ونيزك بنغرير وغيرها”.

شغف العالمة

وتضيف الشناوي ” يحتل نيزك تيسنت مكانة كبيرة في قلبي، إذ سقط في ناحية تيسنت على الساعة الثانية ليلا، أمام أعين الناس وهم على أسطح منازلهم، وجرى العثور على أولى عيناته بعد 8 أسابيع، وكشفت التحاليل أنه نيزك قادم من المريخ، وبذلك يكون خامس نيزك يشاهد إثر سقوطه من السماء”.

روت النيازك ظمأ العالمة ووهبتها السماء إحدى هداياها وذلك في صيف 2011، إذ أسند لها العمل على نيزك “تيسنت” الذي يعد الخامس في التاريخ بعد أربعة مشابهة له عثر عليها في فرنسا سنة 1811 والهند 1865 ومصر في 1911 ونيجيريا عام 1962.

واستنادا لخبرتها العلمية الواسعة، جرى وضع أدوات متقدمة تحت إمرة الشناوي من أجل تحليل التركيب الجيولوجي- الكيماوي للنيزك، وبسعي حثيث منها تمكنت من إطلاق اسم النيزك تيمنا بالقرية التي سقط فيها وأصبح بذلك “نيزك تيسنت” المغربي من أشهر نيازك المريخ، كما كشفت التحاليل أن الفترة التي تشكل فيها تقابل فترة وجود مياه على سطح المريخ.

لم يكن “نيزك تسينت” الوحيد الذي حمل اسما مغربيا، إذ ساهمت جهود “حسناء الشناوي” بتغيير أسماء نيازك مريخية وجدت بالمغرب حرصا منها على التاريخ الجيولوجي لبلدها المغرب.

عمل دؤوب

استمرت الشناوي في عملها الدؤوب، وبلغت بعض مساعيها بالتعاون مع فريق بحثها في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، وعلاوة على فرق بحث دولية، إذ ساهم البحث بتحديد أسماء النيازك «نيزك بن جرير» في 2004، و «نيزك تمضاخت» في 2008، و «نيزك الحكونية» الذي ظل مجهول الهوية لمدة طويلة، وهي كلها أسماء لمناطق مغربية تدل على مكان سقوط النيازك.

صرحت حسناء شناوي في إحدى حواراتها الصحفية: ” من بين الأهداف المهمة التي كانت لدي في بداية عملي في مجال النيازك، أن النيازك التي كان يعثر عليها في المغرب كان يطلق عليها- نيزك شمال افريقيا رقم كذا- وهو ما لم أكن أتقبله، لأن النيازك التي يعثر عليها قرب باريس مثلا يطلق عليها اسم نيازك باريس، لكن الأمر كان يختلف في المغرب، لذلك صوبت أهدافي منذ بداية 2000 لكي يسجل كل نيزك يعثر عليه بالمغرب باسم مغربي نسبة للمنطقة التي وجد فيها”

ورغبة منها في تمثيل بلادها، وإعطائه حظوة علمية مرموقة، أشرفت على تنظيم المؤتمر السنوي للهيئة العالمية لتسمية النيازك في 2014، وأدرجت دراسة النيازك في التدريس الجامعي المختص بالجيولوجيا للباحثين في علوم الأرض بالمغرب، كما توجت جهودها بافتتاح أول متحف جامعي للنيازك على المستويات الوطنية والعربية والأفريقية في جامعة بن زهر في مدينة أكادير سنة 2016.

وعرفانا بما أسدته أطلق اسمها على كويكب صغير يقع في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News