سياسة

المالكي: واجهنا طواحين الهواء والمعركة الانتخابية لم تعد لصالحنا

المالكي: واجهنا طواحين الهواء والمعركة الانتخابية لم تعد لصالحنا

قال الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن هناك جملة من الأسباب حالت دون تحقيق حزبه ما كان يطمح إليه من نتائج، مضيفا أن “من أبرزها الوضع الوبائي الذي غيّر الكثير من معالم الصراع الانتخابي، وحدّ من اقتحامنا للفضاء العمومي، الذي كان -كما عشنا في معارك أخرى -يشكل دائما بالنسبة إلينا بالخصوص نقطة قوة”.

وأشار الملكي، في كلمة خلال أطوار المجلس الوطني للحزب الذي قرر أمس الأحد المشاركة في الحكومة في حال تلقي عرض يستجيب لطموحاته، إلى “الاختلال الواضح في الإمكانيات اللوجستيكية والمادية للحزب والتي كان ينبغي أن يتوفر عليها مناضلوه ومناضلاته ومرشحيه” مردفا “وهو ما تم الوقوف عليه في ساحة التعبئة والتواصل مما كان يجعل الحزب يواجه أنواعا من  طواحين الهواء في عدد من المدن والقرى عبر مختلف مناطق المملكة”.

وسجل رئيس برلمان حزب “الوردة” أن ” كلفة الانتخابات بالمغرب لم تعد متاحة لنا كما كانت في معارك الماضي، لأن الجهد التعبوي و التنظيمي والاعلامي والتواصلي لم يعد يتوقف فقط على قيمة الحزب السياسي أو ثقافته السياسية أو جودة مقترحاته وبرامجه  ومرشحيه، وإنما أصبحت له تيمات أخرى مختلفة تماما تتداخل فيها عدة عوامل تتعلق بالممارسة الاجتماعية والعلاقات الإثنية و القبلية وغيرها”.

واعتبر المالكي أن هذا الوضع الجديد يطرح على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ضرورة “العمل على قراءة الواقع بشكل جيد وأن نقوم بتشخيص تداعياته وأن نستخلص الدروس و العبر الضرورية لفهم هذا الواقع و استيعابه، حتى وإن كانت نتائج حزب الاتحاد الاشتراكي مشرفة وواعدة ومفتوحة على المستقبل”.

من جانب آخر، اعتبر المالكي أن دورة المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي تنعقد في أجواء سياسية غير عادية، “لكونها تحمل رهانات سياسية ترتبط بمخرجات العملية الانتخابية الأخيرة، والتي أفرزت خارطة سياسية جديدة، تؤشر على منعطف جديد يطرح علينا سؤالا أساسيا أي تموقع سنختار في المشهد السياسي المقبل وأي دور لنا في تفعيل مضامين النموذج التنموي الجديد”.

وتابع رئيس مجلس النواب السابق و”لعلّ المغاربة واعون اليوم بمرامي ودلالات ونتائج 8 شتنبر والتي وفرت لنا الفرصة لاعتماد تناوب ديمقراطي جديد من منطلق الاختيار الشعبي الذي بوأ حزب الاتحاد الاشتراكي مرتبة متقدمة على المستوى الوطني والجهوية و المحلي، إلى جانب أحزاب وقوى حيّة تشاطرنا العديد من اختياراتنا التحديثية والتنموية وتتعلق بالأفق الفكر العام للاتحاد الاشتراكي”.

وأوضح القيادي بحزب الاتحاد الاشتراكي أن الفكر السياسي العقلاني يقتضي ألا نفكر دائما في المصالح الحزبية الضيقة، بل يفترض أن نعطي الأولوية للمصالح العليا للوطن والمواطنين، مسجلا أن “تجارب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تدبير الشأن العام، بالرغم مما كان لها وما كان عليها  أصحبت جزءا من تاريخ المغرب الحديث ومن تاريخ حزب الاتحاد وجزءا من ذاكرتنا أفرادا وجماعات”.

وشدد المالكي، على “ضرورة استحضار هذا المسار السياسي للاتحاد الاشتراكي بكل عمق مسؤولية وتجرد، لكي نتمكن من قراءة موضوعية للمعركة الانتخابية الأخيرة ونتائجها، ولكي نخطط للمستقبل القريب والبعيد”، مؤكدا أن ذلك “يفرض علينا أن نتصرف بما يقتضيه الواجب السياسي والأخلاقي، خصوصا أخلاق المسؤولية والمشاركة البناءة، بما يمكن بلادنا من ترسيخ مسلسل الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز قوى الحداثة والديمقراطية في مواجهة اختلالات مغرب اليوم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News