سياسة

كواليس اجتماع عاصف لبرلمان “البيجيدي” بعد نكسة 8 شتنبر

كواليس اجتماع عاصف لبرلمان “البيجيدي” بعد نكسة 8 شتنبر

كشفت معطيات حصلت عليها جريدة “مدار 21” الالكترونية من مصادر جيدة الاطلاع، عن بعض من تفاصيل الاجتماع الصاخب والعاصف للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الذي التأم أمس السبت في دورة استثنائية، عقب النكسة التي تعرض لها الحزب في انتخابات الثامن من شتنبر الجاري.

وأوضحت مصادر من داخل برلمان “البيجيدي”، أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية تعرضت للتقريع من طرف أعضاء المجلس الوطني الذين حملوها كامل المسؤولية في النتائج الصادمة التي حصل عليها الحزب برسم تشريعيات 2021، مشيرة إلى أنه على خلاف محاولة بعض قيادي الحزب الحديث عن مرور الدورة الاستثنائية في أجواء هادئة فقد عرفت هذه الدورة نقاشا حادّا بين أعضاء الأمانة العامة وعدد كبير من أعضاء برلمان “البيجيدي”.

وأضافت المصادر ذاتها، أنه تم إفشال محاولة استصدار توصية للمجلس الوطني لإلغاء  انعقاد المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية، وذلك تحت مبرر أنه لم يعد تفصل عن الدورة العادية للمؤتمر الوطني للحزب إلا شهور قليلة، وهي المحاولة التي تزعمها بعض أعضاء من الإدارة العامة للحزب إلى جانب بعض المسؤوءلين المجاليين، بتأييد من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.

وفي الوقت الذي حمّلت فيه أغلب تدخلات أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والتي تجاوزت 100 مداخلة، الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، المسؤولية عن الخسارة المدوية التي تعرض لها الحزب في الانتخابات، قالت مصادر الجريدة، إن المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، رفض تحميله مسؤولية الفشل الذريع في تدبير محطة 8 شتنبر.

كما رفض عدد من أعضاء  المجلس الوطني أيضا، وفق نفس المصادر، الحديث عن تزوير الانتخابات بعد مرور أكثر من أسبوع على الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات، وبعد التعيين الملكي لرئيس الحكومة وتكليفه بتشكيلها، مبررين ذلك بأن القيادة السياسية للحزب وعلى رأسها الأمين العام، كان من المفترض عليها أن تتحمل كامل مسؤوليتها السياسية إزاء النتائج التي حصل عليها الحزب في الانتخابات وتعلن الموقف الضروري في حينه، عوض محاولة تحميل المجلس الوطني لمسؤولية الفشل الذي مني به الحزب.

ومن النقط التي كان محلّ خلاف كبير، والتي احتمدم النقاش حولها بقوة بين أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، مما أدى إلى انسحاب بعض أعضائه، صياغة وإصدار البيان الختامي للدورة الاستثنائية لبرلمان “المصباح”، حيث عبر عدد من الأعضاء عن رفضهم لإصدار بيان ختامي، طالما أن رهانات هذه الدورة تتعلق بتدابير تنظيمية ترتبط بانتخاب رئاسة المؤتمر الوطني الاستثنائي وإجراءات التحضير له.

وتابعت مصادر “مدار 21″، أن هناك أطرافا أخرى من داخل المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، يتزعمها القيادي بالحزب عبد العزيز أفتاتي، دافعت بقوة عن ضرورة إصدار بيان ختامي عن انعقاد الدورة الاستثنائية لبرلمان “البيجيدي” على غرار ما جرت العادة بذلك، مشيرة إلى أنه تم حسم هذا الخلاف باللجوء إلى آلية التصويت.

وفي سياق متصل، علمت الجريدة، أن الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، التي تأتي عقب نكسة 8 شتنبر، عرفت غياب بعض الوجوه والقيادات البارزة في الحزب، ويتعلق الأمر بالوزير وعضو أمانة “المصباح” عبد العزيز رباح، إلى جانب رئيس مجلس جهة درعة السابق الحبيب شوباني، وعضو أمانة البيجيدي محمد الحمداوي، في مقابل ذلك شهدت الدورة عودة بعض الوجوه المعروفة برفضها لعودة الأمين السابق للحزب عبد الإله ابن كيران، وعلى رأسها السفير السابق رضا بنخلدون وعبد السلام بلاجي.

هذا، وعبر المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، عن استنكاره لما وصفها بــ”الخروقات والاختلالات التي شهدتها هذه الانتخابات، سواء ما تعلق بالتعديلات التراجعية التي طالت القوانين الانتخابية، أو ما ارتبط بالتشطيبات والتسجيلات المكررة بمناسبة المراجعة الاستثنائية للوائح الانتخابية، أو الاستعمال الكثيف للمال”.

واتهم البيان الختامي الصادر عن الدورة الاستثنائية لبرلمان “المصباح”  المنعقدة يوم أمس السبت برئاسة ادريس الأزمي الإدريسي، وزارة الداخلية  بـ “التلاعب بالمحاضر، وعدم تسليم بعضها، وتسليم بعضها الآخر خارج مكاتب التصويت، أو التوجيه المباشر للناخبين يوم الاقتراع، أو التأخر غير المبرر في الإعلان عن أسماء الفائزين”.

وسجل البيان الذي توصل “مدار 21” بنسخة منه، “عدم الكشف لحد الآن عن النتائج التفصيلية وتوزيع الأصوات، وغيرها من أشكال الإفساد الانتخابي التي أفضت إلى إعلان نتائج لا تعكس حقيقة الخريطة السياسية والإرادة الحرة للناخبين وتشكل انتكاسة لمسار تجربتنا الديمقراطية ولما راكمته بلادنا من مكتسبات في هذا المجال”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News