سياسة

سفير فرنسا: الرباط وحدها تجيب على الهاتف وسنترجم أقوالنا بملف الصحراء

سفير فرنسا: الرباط وحدها تجيب على الهاتف وسنترجم أقوالنا بملف الصحراء

مستشهدا بالأرقام ولغة الاستثمار والمشاريع والمصلحة المتبادلة، أكد السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف كورتييه، أن فرنسا عازمة على إعادة إحياء علاقتها مع المملكة، وذلك ظهر جليا من خلال تعبيرها عن نواياها في أكثر من مناسبة اتجاه الرباط، معتبرا أن المغرب وحده يجيب على الهاتف مقارنة بباقي الدول المغاربية، وأن “الزهور التي تظهر في البداية ستتحول فيما بعد إلى فواكه”، كما يقول الشاعر الفرنسي فرانسوا دي ماليرب حين قال “والفواكه ستحقق وعد الزهور”.

وجدد لوكورتييه، اليوم الخميس، في ندوة نظمتها جامعة محمد الخامس بالرباط، على أن فرنسا تدرك أهمية ملف الصحراء بالنسبة للمغرب، والذي يعتبره الأخير “النظارة التي ينظر بها إلى علاقاته مع الشركاء” وهو ما يدفعها لترجمة أقوالها لأفعال، مسجلا أن باريس ومنذ سنوات قدمت موقفا متقدما، وكانت أول دولة تعلن دعمها للحكم الذاتي بالأمم المتحدة وافتتحت مدارس تابعة لها في كل من الداخلة والعيون، بل إن مؤسساتها الثقافية الرسمية تنظم جولة لها ولمدة شهر كامل بالأقاليم الجنوبية.

وأكد السفير أن باريس تعتبر الأزمة مع الرباط، فرصة لتقييم علاقاتها مع المملكة و”النظر بشكل أعمق وكلي لهذه الشراكة التي نعتبرها أساسية”، مؤكدا أن العلاقات المغربية الفرنسية حاليا تمر بفصل الربيع “مرحلة يميزها الأمل لكنها في نفس الوقت هشة لأنها مهددة بحدوث ظواهر جوية تؤدي لذبول الزهور وفساد الفواكه”.

ولفت المسؤول الدبلوماسي الفرنسي إلى أن بلاده وجهت 31 في المئة من استثماراتها الخارجية إلى المغرب، و5 ملايين سائحا فرنسيا زاروا المملكة السنة الفارطة، “رغم أنها وصفت بالسنة السوداء، وهو ما يؤكد أن العلاقة بيننا وبين الرابط اكتسبت مناعة اتجاه التقلبات والأزمات، في سياق تحولات كبرى يشهدها العالم”.

ولمح السفير الفرنسي، أكثر من مرة، في كلمته، إلى المنافسة بين بلاده وبين إسبانيا، على توطيد العلاقة مع المغرب، مشددا على أن باريس تعي أن المغرب يتوفر على شركاء كثر، تماما كما هي فرنسا، وأنه يطمح لتوطيد علاقاته معهم في كل المجالات، “وهذا ما نحاول مجاراته في الأشهر القليلة الفارطة”.

وأوضح أن الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، يؤكد في كل مرة، سواء في اجتماعاته مع الحكومة الجديدة، أو من خلال تصريحاته للصحافة، على أن الشراكة مع المغرب “مهمة للبلاد”، معبرا عن تفائله من مستقبل العلاقات بين البلدين “اللذان يملكان قدرا واحدا”، خاصة عقب عقد اجتماعات مع مسؤولين مغاربة في الأيام القليلة الفارطة وبرمجة زيارة مسؤولين فرنسيين للمغرب.

وأوضح لوكورتييه أن الاتحاد الأوروبي، وحتى يتمكن من إنتاج نصف احتياجاته من الهيدروجين مستقبلا، والتي تقدر ب 20 مليون طن ما بين 2035 و 2040، يجب عليه البحث عن شركاء يعول عليهم، والقرب الجغرافي يجعل المغرب مرشحا مثاليا لتلبية الحاجيات الأوروبية، وهو ما سيكون له أثر ملحوظ على اقتصاد الرباط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News