حوادث | مجتمع

“الترمضينة”.. سلوكات “شاذة” تشوه البعد الروحاني لشهر الصيام

“الترمضينة”.. سلوكات “شاذة” تشوه البعد الروحاني لشهر الصيام

بحلول شهر رمضان، يعود الحديث عن ما يسميه المغاربة بـ”الترمضينة”، التي تطبع سلوكات بعض الأفراد عند اقتراب ساعة الإفطار بسبب العصبية والسلوكات العدوانية، التي تفسر دائما بسبب “الصيام”.

بيد أن عبد الإله فرح، باحث في  المركز الوطني للتنمية الاحتماعية، يرى أن ما يسمّى بـ”الترمضينة” تعد مجموعة من السلوكيات العدوانية وغير المستحسنة التي تبرز عند البعض خلال هذا الشهر الفضيل، لتظهر معها مشاعر الغضب والتوتر والعنف الكلامي والجسدي.

وعزا عبد الإله فرح ضمن تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية أسباب ظهور هذه السلوكيات إلى عوامل نفسية واجتماعية متعددة، منها اختلال ساعات النوم، وتقلبات الهرمونات، وانخفاض مستويات السكر في الدم، فضلا عن الشعور بالجوع والعطش، لاسيما في الساعات التي تسبق  موعد الإفطار.

ولفت المتحدث ذاته، بأن وجود عوامل خارجية أخرى منها الضجيج والازدحام في الشوارع والأسواق، ونقص الوعي بأهمية ضبط النفس، جلها أسباب أخرى لوضع صورة واضحة عن ظاهرة “الترمضينة”.

وتابع العضو بالجمعية المغربية لعلم الاجتماع، أن هذه السلوكيات التي تعزى للأسباب السابقة، تُعد موسمية، لكنها لا تمثل حسبه ظاهرة عامة، بل تبقى مجرد سلوكيات فردية تمارس من قِبل البعض، و لا توجد إحصائيات دقيقة حول انتشارها.

وأكد الباحث في علم الاجتماع، أن شهر رمضان في المغرب شهرا يُعلِي من قيم الرحمة والمغفرة والعبادة، وبالتالي لا يجوز حسب نفس المصدر أن تُبرِّر هذه الأسباب على اعتبار  “الترمضينة” أمرا طبيعيا في المجتمع.

وتابع في نفس السياق أن هذه السلوكيات التي تنشط في المجتمع المغربي تحت ذريعة الصيام، تسيء إلى صورة المجتمع وتهدد استقراره، كما تشوه البعد الروحي لشهر رمضان، وبإمكانها إلحاق الأذى النفسي والجسدي بالآخرين.

وبالتساؤل حول كيفية تجاوز السلوكيات الناتجة عن “الترمضينة” والتغلب عليها من خلال التعود على ضبط النفس، دعا فرح إلى ضرورة اهتمام المسؤولين والسلطات وتقديمهم المساعدة للأشخاص الذين يواجهون ضغوطات نفسية واجتماعية، بالإضافة إلى توفير فضاءات للترفيه والتسلية خلال شهر رمضان، وإطلاق حملات توعية في وسائل الإعلام لتعزيز الوعي بأهمية ضبط النفس والسلوك الحضاري.

وخلص إلى أن الجرائم المقترفة بشهر الصيام والقائمة على العنف الرمزي أو المادي، تُعد مرفوضة حتى خارج إطار شهر رمضان، ‘‘فكيف إذا كان الأمر يتعلق بشهر رمضان الذي يعتبر شهرا مقدسا لدى المغاربة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News