ناقد مصري: الإقبال على المسلسلات المصرية تراجع في رمضان الحالي

تحتل الدراما المصرية حيزا كبيرا في برمجة الفضائيات العربية خلال شهر رمضان بإنتاجاتها الضخمة التي خصصت لها ميزانيات كبرى، وتجذب بذلك أنظار المتابع الذي يجد فيها تنوعا على مستوى الشخوص والسيناريوهات.

واشتمل موسم رمضان 2024 على أعمال متنوعة، قادها أبرز نجوم الدراما المصرية، منهم من واصلوا على النهج نفسه بتجسيد أدوار البطولة بالإنتاجات، ومنهم من عاد إلى الساحة الرمضانية بعد غياب عنها في المواسم السابقة.

ويرى الناقد المصري أسامة سعيد، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن الموسم الرمضاني الحالي شهد تنوعا ملحوظا، نظرا لحضور أعمال شعبية متمثلة في مسلسل “العتاولة” من بطولة أحمد السقا، إلى جانب مسلسل “المعلم” والذي يجسد فيه مصطفى شعبان دور البطولة، وأخرى اجتماعية والتي تجلت في مسلسل “إمبراطورية م” بقيادة الممثل خالد النبوي، و”عتبات البهجة”، والذي أظفى من خلاله بطله يحيى الفخراني نوعا من النوستالجيا للماضي.

وتابع أن الموسم الرمضاني الحالي عرف كذلك حضور أعمال تحمل الطابع الملحمي والتي تجلت في العمل التلفزي “الحشاشين”، منوها بعمل مخرجه بيتر ميمي، لكونه أظهر تفوقا واضحا في الجانب الإخراجي مقارنة بباقي المسلسلات.

ولفت الناقد المصري إلى أنه وبالرغم من ابتعاد الإنتاجات الرمضانية المصرية عن النمطية ومحاولتها إضفاء طابع التجديد، إلا أنها شهدت خلال المواسم الأخيرة انخفاضا في نسب المشاهدة من قبل المصريين، مرجعا ذلك إلى عدد من الأسباب أهمها التطورات الاقتصادية للبلد والأحداث السياسية التي تعرفها فلسطين.

ونفى أسامة سعيد وجود نمطية في الأعمال التي أنتجتها بلاده خلال شهر رمضان الجاري، مستدلا بالعمل الذي قدمه بيتر ميمي مخرج “الحشاشين”، واصفا إياه بقائد ثورة التطور بالإنتاجات المصرية، إلى جانب نجاح مخرجين آخرين في التطوير من اللغة الإخراجية والفصل بين أنواعها من كوميدية وواقعية وملحمية وشعبية كذلك.

ولم تعد الإنتاجات العربية حبيسة القنوات التلفزيونية، بل دخلت منصات العرض الرقمية على الخط لتنافسها على إنتاج وعرض المسلسلات خلال الموسم الرمضاني، حتى أضحت أحد أهم الوسائل المنافسة لشاشات التلفزيون العربي.

وفي هذا الصدد، شدد الناقد ذاته على أن المنصات الرقمية قدمت الشيء الكثير للصناعة الدرامية العربية عموما والمصرية خصوصا، بالنظر لكون أحد إنتاجات منصة شاهد “أشغال شاقة” يعد متصدرا للتريند بالمنصة؛ أي أنه العمل الأكثر مشاهدة في مصر، مرجعا ذلك إلى سبب مهم متعلق بتوفير المنصات الرقمية القدرة على مشاهدة محتواها دون إعلانات وفواصل مزعجة، علاوة على انتقالها من منافسة القنوات التلفزيونية إلى منافسة بعضها البعض.

وأضاف المتحدث نفسه أن معالجة مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة” لموضوع الاستخدام غير المعقلن لمواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المجتمع، دفعه ليكون أحد أهم الأعمال المعروضة خلال الموسم الرمضاني 2024.